بعد ان “لجم” لسانه لفترة محددة، رفع رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران، من جديد، من حدة هجوماته التي تضرب هذه الايام ذات اليمين وذات الشمال، لتصيب خصومه في المعارضة، خاصة الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، وبالضبط بعض قياديي الحزبين. وفي تطور خطير، اتهم رئيس الحكومة الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط ب”تلقي أموال ورشاوى” من اجل تدبير بعض الصفقات بالمدينة التي يشرف على عمادتها. ابن كيران شدد، خلال كلمة ألقاها صباح اليوم (الأحد) أثناء انعقاد أشغال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني لجمعية مستشاري العدالة والتنمية على ضرورة أن يفصح شباط عن “مصادر الملايير ومئات الملايين اللي خدا”، على حد قوله، معتبرا أنه خلافا للأمين العام لحزب الاستقلال يستطيع هو، اي رئيس الحكومة، الجواب عن كل التساؤلات المرتبطة بالثروة. وخاطب شباط قائلا “مقدكش انك عمدة وكتاخذ الأموال يمينا ويسارا وتوهم تجار المخدرات بأنك ستحميهم وبأنك ستحمي الفاسدين”، مشيرا إلى أن الصفقات التي يبرمها الأمين العام لحزب الاستقلال تتسرب إلى العموم حينما لا يلتزم بالاتفاقات التي تربطه بشركائه، قائلا “هادشي كيوصل لأن الناس اللي كتكون متافق معاهم فاش مكياخدوش حقهم كيطلع ليهم الدم وكيفضحوا الاتفاق اللي كان بيناتكم”. وقال في هذا السياق، “أنا قلت فالأول أنني لم أكون ثروة في حياتي، فأنا ابن أسرة من التجار، إلا أنني اخترت طريقا وهو نفس الطريق التي اختارها شباط غير أن الأخير تمكن من جمع الثروة وعليه أن يكشف عن مصادرها”، مشيرا إلى أنه لن يقوم بتحريك متابعات في الموضوع أو فتح تحقيقات في الأمر بصفته رئيسا للحكومة وأن كل همه هو أن يعرف المغاربة الحقيقة. ولم يفوت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الفرصة دون الحديث عن “معركة مولاي يعقوب” التي انتهت بفوز مرشح حزب الاستقلال، معتبرا أن هذا الأمر هو نتيجة للتلاعبات التي قام بها الحزب هناك قائلا إن مثل ذلك المرشح “لم يكن حزب الاستقلال قديما يرضى في أن يكون في صفوفه”. ومع اقتراب موعد الانتخابات، التي تفصلنا عنها شهورا معدودة، بدأت المواجهات ما بين كل من حزب العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة تشتعل، منذرة بمحطة انتخابية “ساخنة”. بعد “هدنة” دامت شهورا، عادت فصول الحرب بين حزب العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة لتشتعل من جديد. فبعد “معركة” البرلمان الاخيرة، والتي تبادل فيها ابن كيران ونواب البام “السب” والاتهامات، خص رئيس الحكومة حيزا من كلمة ألقاها اليوم امام مستشاري حزبه بالرباط للهجوم على الأصالة والمعاصرة، وبعض قيادييه ممن اسماهم ب”المافيوزيين”. وبعودة الحرب بين البام والبيجيدي، عادت ايضا الى الواجهة فصول حرب موازية بين الغريمين السياسيين عبد الاله ابن كيران، رئيس الحكومة، والياس العماري، القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة، وهي المواجهات التي لم تخل من اتهامات بالفساد. ابن كيران، وفي كلمة ألقاها قبل قليل خلال انعقاد أشغال الجلسة الإفتتاحية للمجلس الوطني لجمعية مستشاري العدالة والتنمية وصف العماري بالشبيه ب “زعماء المافيا” على حد قوله، مشيرا إلى أنه هو من قام بجلب مختلف الأمناء العامين لحزب الأصالة والمعاصرة وصولا إلى مصطفى الباكوري. وقال في هذا الصدد “الباكوري صديقي ونصحته بالابتعاد عن هذا المشروع”، مشيرا إلى أن العماري “ليس له “القبول” في المجتمع حتى يصبح أمينا عاما، فهو أشبه بزعماء المافيا وليس السياسيين النظفاء”، على حد قول ابن كيران