كلما اقترب وقت الانتخابات إلا وسمعنا من الوعود الوردية ما لا أذن سمعت ورأينا على الأوراق مشاريع ضخمة لم يسبق لعين جن ولا إنس أن رأتها، بحركة لسانية خفيفة وسريعة وبجرة قلم لطيفة ووديعة يصعد المغرب من الجحيم إلى الجنة في لحظة خاطفة قبل أن يرتد إليك طرفك . وبمجرد صعود أي سياسي إلى المنصة ليخطب في الحشود والجماهير يجد الحل لجميع المشاكل اليسيرة منها والمستعصية (يوظف جميع حملات الشواهد ،يجد عملا قارا لحملات السواعد ، يغطي جميع التراب الوطني بشبكة المياه الصالح للشرب ،ويعد بإيصال شبكة الإنارة العمومية إلى جميع الدواوير والمداشر والقرى النائية وربما لأوكار الذئاب في الغابات والفيافي ما دام أن الكلام كلام)، ما إن تظهر نتائج الانتخابات وينفض الناخبين عن صناديق العجب يكتشف الجميع ويظهر جليا أن السياسيين الذين كانوا يعدون الناس بالجنة ما هم إلا متبارين في مهرجان "عرقوب" لنيل جائزة أحسن من يعد ولم يفي ،ويتضح لكل أن الوعود كانت مجرد عكلة لذيذة .ما إن ظهرت النتائج حتى أصبحت مرة وصعبة المذاق يجب على الجميع مجها. وكنموذج لهذه الوعود الكاذبة وما خلفته من مآسي ومعاناة نجد دوار بينتي تابع لجماعة أربعاء تاوريرت اقليمالحسيمة يرزح تحت نير الظلام الدامس .فسكان هذا الدوار يستنجدون ويصرخون بصوت واحد لا للظلم والظلمات ،وأكثر منازل هذا الدوار تتوفر على أسلاك كهربائية ولكن لم يتم ربطها بالتيار الكهربائي رغم أن التيار متوفر ويستفيد منه البعض دون الآخرين ،ولأكثر من عقدين ونيف وهؤلاء المحرومين في معاناة حقيقية من جراء هذا الحيف المعلوم البداية والمجهول النهاية ،وقد قصد المتضررون أكثر من وجهة وطرق أكثر من باب فدار لقمان لا يزال على حاله كما يقول المثل . ويخيل البعض أنه لو هبت عاصفة قوية لوجدت حلا لهذه المعضلة لأن الأسلاك الكهربائية قاب قوسين أو أدنى أن تتماس فيما بينها ،ويصبح كل شيء على ما يرام ،ولكن ما دام أن الأمر في يد العراقيب فتلك الأسلاك تبدو متباعدة ومتنافرة فيما بينها كما تعُدُّ المشرق عن المغرب والسماء عن الأرض. وقد سبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فرع أربعاء تاوريرت أن تبنى هذا الملف ووجه سؤالا كتابيا في شخص عبد الحق أمغار برلماني الحزب عن المنطقة إلى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة بتاريخ 09 يونيو 2015،وإلى حدود كتابة هذه السطور ولا جواب يذكر. وكما سبق لنفس الفرع أن حمل على عاتقه توجيه شكاية إلى والي جهة تازة-الحسيمة-تاونات- جرسيف مرفوقا بتوقيعات الساكنة المتضررين يستفسرونه فيها عن أسباب الإقصاء من حق الاستفادة من التيار الكهربائي ويطالبونه بالتدخل العاجل لوضع الحد لهذه المعاناة التي استمرت لأزيد من 22سنة.