تتواصل أعمال العنف بجامعة محمد الأول بوجدة، في إطار المواجهة المفتوحة منذ منتصف يناير الماضي، بين فصيل الطلبة القاعديين المعروف في الوسط الطلابي ب"الكراس"، وتيار النهج الديمقراطي القاعدي ببرنامجه المرحلي، والتي خلفت لحدود اللحظة عدة جرحى. المواجهة هاته التي دخلت شهرها الثالث في سابقة بجامعة وجدة، عرفت أخيراً تطورات خطيرة وتحول نوعي في أساليب المواجهة بين الطرفين، حيث رُصد إستعمال سيارات مختلفة أغلبها غير قانونية، يتم توظيفها لترصد الخصوم ومباغثتهم، علاوة على التهجم على المنازل وإقتحام بعضها. آخر مستجدات هذه المواجهة، عرفها حي القدس وحي الأندلس، أمس الجمعة 20 مارس، حيث تعرض طالبين محسوبين على النهج الديمقراطي القاعدي لإصابات خطيرة، الأول تم مباغثته زوال أمس أمام منزل عائلته بحي القدس، حيث تعرض لضربات بالسلاح الأبيض على مستوى الرأس، أُصيب على إثرها بجروح إستدعت نقله على عجل إلى المستشفى، فيما أصيب الثاني عندما تعرض لهجوم من لدن عناصر كانت تقل سيارة خفيفة في جنح ظلام الليل بحي الأندلس. وفي ظل غياب أي بوادر لجزر موجة العنف هاته التي ضربت جامعة محمد الأول بوجدة، تبقى الأرضية مفروشة لجميع الإحتمالات، في الوقت الذي يتخوف فيه الطلبة المتتبعين، من أن تُفضي دوامة العنف والعنف المضاد إلى سقوط خسائر في الأرواح، و تكرار سيناريو ما حدث الموسم الماضي بفاس، الشيئ الذي سيؤثر بشكل سلبي على جامعة وجدة التي تعتبر ريادية على المستوى الوطني حيث شكلت لعقود مجالا للمبارزة والنقاش الفكري البناء سواء بين الأساتذة والطلبة، أو بين الفصائل الطلابية المختلفة، كما شلكت أرضية خصبة لتخريج النخب والأطر. ويُشار إلى أنه في معمعان هذه المواجهة، عرفت كلية العلوم إشتباكات أخرى بين طلبة ينتمون إلى البرنامج المرحلي وطلبة جماعة العدل والإحسان، دامت لبضع دقائق و أسفرت عن إصابة ثلاثة طلبة جرى نقلهم إلى مستشفى الفاربي بوجدة لتلقي العلاجات، و توقفت الإشتباكات دون حدوث تطورات.