بعد أقل من شهر من الأحداث العنيفة التي شهدتها جامعة محمد الأول بوجدة، إثر اِندلاع مواجهات بين الطلبة وقوات الأمن، عاد العنف ليُرخي بضلاله من جديد على الجامعة، متخذاً هذه المرة طابعا ذاتيا، أي طلبة ضد طلبة. واِتسم العنف بطابع "قاعدي - قاعدي"، حيث شهد ليلة أول أمس الأربعاء 14 يناير الجاري، حي القدس المحاذي لجامعة محمد الأول، إصطدامات عنيفة بين طلبة ينتمون لفصيل "الطلبة القاعديين" المعروف ب"الكراس" وطلبة النهج الديمقراطي القاعدي ببرنامجه المرحلي، اِستعمل فيها الطرفين مختلف الأسلحة البيضاء والحجارة، مما خلف إصابات في صفوف الطرفين، لم يُكشف عن عددها وحالاتها. وحسب مصادر طلابية، فإن أطوار المواجهة إنطلقت من داخل الحي الجامعي، بعد تعرض طالب من مدينة إمزورن بإقليم الحسيمة، لهجوم مسلح من طرف محسوبين عن البرنامج المرحلي أسفر عن إصابته بجروح على مستوى الرأس، بعد أن طالته ضربة بالسيف. المصدر ذاته أكد أنه مباشرة بعد توقف المواجهة بحي القدس التي لم تستمر طويلاً، شُوهدت مجموعات مسلحة تقوم بتمشيط مختلف شوارع الأحياء المجاورة للجامعة في وقت متأخر من ليلية أمس، والتي إقتحمت حسب المصدر نفسه أحد المنازل بحي "بلمراح" الذي يقطنه مجموعة من الطلبة المنتمون إلى "الكراس"، والذي كان خالياً لحظة إقتحامه، هذا دون أن يُسجّل أي تحرك أمني في هذا الصدد. مصدر آخر من داخل الحي الجامعي بوجدة، أفاد أن النهج الديمقراطي القاعدي، فتح في وقت متأخر من ليلة الأربعاء-الخميس، حلقية داخل الحي أعلن فيها "المواجهة" ضدّ الطلبة القاعديين، من أجل ما أسماه ب"إجلاء الورقة التحريفية من موقع وجدة"، مما يفتح الأوضاع على تطورات مُحتملة.