رغم أن الكثير من الدراسات كانت قد ربطت بين الشعور بالفرح والسرور من جهة، وبين طول العمر من جهة أخرى، إلا أن ثمة دراسة حديثة حاولت الذهاب أبعد من ذلك، عبر التركيز على الابتسامات التي ظهرت لدى عدد من الرياضيين الراحلين في صورهم العامة، ومعرفة تأثير ذلك على صحتهم وعمرهم. ومن المعروف أن الأشخاص الذين يعيشون أيامهم بسرور يميلون إلى عيش حياة زوجية سعيدة، ويتمتعون بمهارات اجتماعية أفضل من سواهم، وينعكس الأمر على وجوههم بالمزيد من الابتسامات العريضة. ولجأت الدراسات السابقة إلى الطلب من الناس الابتسام بشكل تلقائي، ودون سبب أمام الباحثين، لتحديد طبيعة شخصياتهم، وذلك بناء على اعتقاد سائد بأن هذا الطلب سيدفع الشخص إلى الابتسام بشكل يظهر حقيقة مشاعره. ولكن الدراسة التي نشرتها مجلة "العلوم النفسية" مؤخرا، حاولت بحث انعكاس الابتسامات والشعور النفسي على أشخاص توفوا بالفعل، من خلال مراجعة صور مختلفة من مقابلات صحفية وبطاقات تذكارية لأكثر من 230 رياضياً معروفاً، للتحقق في ما إذا كانت الافتراضات السابقة التي تربط الشعور بالفرح بطول العمر قد صحت بعد وفاتهم. وقام الباحثون بتقسيم الابتسامات الظاهرة في الصور إلى ثلاثة أقسام، الأول يختص بالذين لا يبتسمون في صورهم المختلفة، بينما يختص الثاني بأولئك الذين يبتسمون بشكل جزئي، أما القسم الثالث فيركز على الذين تظهر ابتساماتهم العريضة بشكل دائم وعفوي. وقد ثبت للذين عملوا على الدراسة أن من توفى من أصحاب الابتسامات الواسعة، الذين يشملهم القسم الثالث من البحث عاشوا لمدة أطول بالفعل من سواهم. وبحسب الدراسة، فإن الذين ظهروا في الصور دون ابتسامات كان المعدل الوسطي لحياتهم 72.9 سنة، في حين بلغ المعدل الوسطي للذين ظهروا بابتسامات جزئية 45 عاما، بينما عاش أصحاب الابتسامات العريضة ما متوسطه 79.9 عاماً.