بلغ مجموع الأحكام الصادرة في حق سبعة متابعين في ملف محاولة تفجير قاعدة "أفريكوم" بطانطان، 19 سنة، إذ أدانت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة استئنافية سلا، أخيرا، المتهم الأول في الملف بأربع سنوات حبسا، وهو طالب بكلية الشريعة بفاس، وقضت في حق ثلاثة آخرين بثلاث سنوات حبسا نافذا لكل واحد منهم، فيما أدين ثلاثة متهمين بسنتين حبسا في حق كل واحد منهم. وتوبع المتهمون بتهم تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام وإقناع الغير وتحريضه لارتكاب جرائم إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها. ويتابع في ملف محاولة تفجير قاعدة "أفريكوم" ثلاثة أساتذة وثلاثة طلبة وعاطل عن العمل يتحدرون من تيزنيت وفاس وتاونات ومكناس، اعتقلوا بناء على الأبحاث والتحريات التي أظهرت ارتباطهم مع عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر كانوا يتواصلون مع أعضائها عبر شبكة الأنترنت في مجال الإرهاب المعلوماتي. وأفادت الأبحاث والتحقيقات التي أجريت معهم أن المتهم الرئيسي يحمل مشروعا إرهابيا يستهدف ضرب القاعدة العسكرية الأمريكية "أفريكوم" بطانطان، من خلال تفجيرها بواسطة شاحنة مملوءة بالمتفجرات، أو استعمال أحزمة ناسفة، بالإضافة إلى ضرب القوات الأمريكية المشاركة في المناورات العسكرية بالمدينة نفسها، وتفجير مطار كلميم للاشتباه في أن الطائرات الحربية الفرنسية تنطلق منه للهجوم على الجماعات الإرهابية بمالي، والهجوم على السجون بالمملكة لتحرير سجناء السلفية الجهادية، إضافة إلى اقتراح البحث عن جمع مبالغ مالية لشراء أسلحة نارية من تجار المخدرات بشمال المملكة، والشروع في الأبحاث عبر شبكة الأنترنيت على مكان لاتخاذه معسكرا بمنطقة الريف من خلال الاطلاع على الخرائط الطبوغرافية للمغرب، خاصة بالمناطق الجبلية بنواحي الحسيمة والناظور. وأكدت الأبحاث نفسها أن المتهم الرئيسي اتصل بموريتاني خلال دخوله للمنتديات الخاصة بالجهاد، فطلب منه هذا الأخير استقطاب شباب مغاربة لإرسالهم إلى معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو مالي لتلقي تداريب شبه عسكرية قبل عودتهم إلى المغرب للقيام بعمليات جهادية، وتوصل المتهم برسالة مشفرة في يوليوز الماضي عبر بريده الإلكتروني من موريتاني يلقب ب”الشنقيطي” يخبره فيها أن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الملقب ب"أبي مصعب عبد الودود" يستحسن بقاءه بالمغرب من أجل التنسيق في إطار مشروعه الجهادي، وذلك بعد محاولته الالتحاق بهذا التنظيم، كما بعث للشخص نفسه رسالة تتضمن معلومات حول وجود قاعدة عسكرية بنواحي طانطان، واحتمال انطلاق الطائرات العسكرية الفرنسية من كلميم في اتجاه مالي.