مازالت قضية وفاة "كريم لشقر" الغامضة بعد اعتقاله من طرف العناصر الأمنية بمدخل مدينة الحسيمة واقتياده إلى مخفر الشرطة حديث الساعة بإقليم الحسيمة، وذلك رغم المعطيات المتوفرة إلى حدود الان التي تؤكد أن الضحية تعرض للتعنيف الجسدي، وهو ما تؤكده الآثار البانية على مختلف أنحاء جسمه، وكذا وصوله إلى مستعجلات مستشفى محمد الخامس التي نقل اليها على متن سيارة تابعة للوقاية المدنية وهو جثة هامدة حسب المصادر الطبية. وتبقى ادارة الوقاية المدنية بالحسيمة هي الجهة الوحيدة التي تجنبت الدخول في القضية واختارت الركون بعيدة عنها، بحيث لم تخرج عن صمتها لحدود الان رغم أن شهادتها تبقى جد مهمة وحاسمة في القضية على اعتبار أن عناصرها هي التي نقلت الضحية من مخفر الشرطة إلى قسم المستعجلات حيث وصل إليها الضحية جثة هامدة. هذا وأكد الكاتب الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بالحسيمة خلال ندوة صحفية نظمتها الكتابة الإقليمية مساء يوم أمس الجمعة 30 ماي ان اللجنة التي كلفها الحزب بتتبع هذه القضية تنقلت لمقر إدارة الوقاية المدنية بالحسيمة من اجل التحري ومعرفة ما جرى تلك الليلة على اعتبار أن الوقاية المدنية هي التي تكلفت بنقل المرحوم من مخفر الشرطة الى المستشفى إلا أن المسئول الأول بهذه الإدارة، اختار "الركون للاختباء وتجنب رأسه " اصديع الراس "، وبعد مغادرة اللجنة لحق بهم أحد الموظفين بالوقاية المدنية الذي قال لهم بإمكانية الاتصال بالمسؤول هاتفيا، وهو ما رفضته اللجنة". هذا ويتسائل الراي العام المحلي بالحسيمة والمهتمين والمتتبعين لقضية المرحوم "كريم لشقر" عن سر تهرب ادارة الوقاية المدنية من مسؤوليتها واختيارها الصمت في هذه القضية التي هزت ساكنة اقليمالحسيمة باكملها، وهل هذا الصمت نابع من اردادتها ام ان جهات اعلى منها منعتها واجبرتها على عدم الادلاء باي شهادة في الموضوع، هذه الاسئلة كلها استقتها شبكة دليل الريف من اراء مختلف الفعاليات من الشارع الحسيمي الذي يتابع القضية عن كثب. أعضاء اللجنة أكدوا في ذات الندوة الصحفية أن لقاءهم بالمندوب الاقليمي للصحة أوضح لهم أن الضحية وحسب تقرير طبيبة المداومة دخل قسم المستعجلات ميتا، كما أوضح محام العائلة "على جابة" أن الضحية تم نقله على الساعة الرابعة والربع صباحا من يوم الثلاثاء الماضي للمستشفى الحسيمة، جثة هامدة مشيرا الى ان جهات أمنية حاولت استصدار شهادة طبية تؤكد طبيعية الوفاة، إلا أن الطبيبة المداومة رفضت تسليمها بعد ملاحظتها لآثار جروح ورضوض تفيد باحتمال تعرض الضحية للتعنيف. وأضاف المحامي "علي جابة" انه ثمة تناقض لا يعلم مصدره بعد ان اصدر الوكيل العام للملك باستئنافية الحسيمة بلاغا اشار من خلاله الى ان وفاة الضحية كانت من داخل المستشفى وهو ما تفنده شهادة الطبيبة وإدارة المستشفى التي وضعت تقريرا لدى وزير الصحة يؤكد أن كريم لشقر دخل المستشفى جثة هامدة. بين بلاغ الوكيل العام للملك وتقارير مستشفى محمد الخامس يبقى تقرير ادارة الوقاية المدنية التابعة لوزارة الداخلية مهم جدا وحاسم لوضع حد لهذا التناقض، فمن يا ترى منعها من اصدار بلاغ او شهادة في الموضوع.