مدخل تمهيدي : من الأمور التي يتغاضي عنها الفاعلون المغاربة على مختلف توجهاتهم واهتماماتهم العلمية والسياسية، عند تناولهم لتاريخ الأمازيغ عموما، وتاريخ الريف خصوصا، هو موضوع المرأة ودورها في المقاومة الشعبية التي خاضها الأمازيغ ضد الاحتلال الأجنبي مع بداية القرن الماضي، ومن ثم فإنهم يساهمون – بوعي منهم أو بدون وعي - في حصار وتغييب جزء من ذاكرتنا الوطنية المكافحة والممانعة. الذاكرة التي تحتل فيها المرأة الأمازيغية – الريفية - مكانة مرموقة ومتميزة جدا، رغم خطابات التشويه والازدراء التي تتعالى ضدها خلال الآونة الأخيرة. ومن أجل ابرازها، ومن ثم الإسهام – قدر الإمكان – في نفض الغبار عنها في ظل تنامي الخطاب المناهض للمرأة عامة، وللمساواة بين الجنسيين خاصة؛ أي : بين الرجل والمرأة، قمنا بانجاز دراسة شبه تاريخية حول دور المرأة الأمازيغية – الريفية – في بناء وتشييد الثقافة والمجتمع الريفيين، مع التركيز أكثر على دورها في حرب الريف التي خاضها الريفيون نيابة عن الشعب المغربي الأمازيغي مع بداية القرن الماضي – كما أسلفنا - للعيش بالكرامة والحرية. فإلى جانب الدور الريادي الذي لعبته المرأة الأمازيغية - الريفية - على المستوى الاجتماعي والثقافي والفني، سواء في ما يتعلق بالحفاظ على الموروث الثقافي الأمازيغي بالريف(التقاليد، الطبخ، الزخرف، الرقص..)، أو في ما يتعلق بالموروث اللغوي (الحفاظ على اللغة الأمازيغية الريفية)، خاصة في زمن انتشار سياسة التعريب التي نهجها المخزن مند الاستقلال الشكلي سنة 1956 (1)، أو في ظل الغزو الديني الوهابي الأفغاني المكثف خلال العقود الأخيرة، (2) كان للمرأة الأمازيغية عامة، والريفية خاصة، دورا بارزا في المجال الاقتصادي والسياسي والحربي إبان حرب التحرير وفق العديد من الدراسات التاريخية التي تناولت المجتمع الريفي عامة، وحرب الريف تحديدا. ومن صور مشاركة النساء الريفيات في هذه الحرب حسب الباحث والمؤرخ الاسباني خوان باندو (Juan (Pando على سبيل المثال فقط ، وليس الحصر ، الذي أورد في كتابه يقول: " وهكذا راح الاسبان ضحية مذبحة منظمة، فلاحت من بعيد كوكبة من النساء الريفيات وقد أتين من المداشير المجاورة ليشاركن في هذه المذبحة الشرسة، مدفوعات بأحقاد قديمة ودفينة، ورغبة في الأخذ بالثار سريعا، كن يجهزن على الجرحى بالسكاكين والهراوات وبالأيدي كذلك، ويرشفونهم بالحجارة. فيسخرون منهم ويذلونهم كما كان الحال مع القائد سباتي الذي سيئت معاملته من طرف النساء الريفيات ".(3) فمن خلال هذه الفقرة فقط، أو وغيرها من الفقرات التاريخية التي يؤكدها أكثر من مؤرخ وباحث اسباني وريفي / مغربي، يمكن القول، وبدون تردد أن المرأة - الريفية - لعبت دورا رئيسيا في حرب التحرير التي قادها الرئيس – محمد بن عبد الكريم الخطابي - مع بداية العشرينيات من القرن الماضي.(4) فإلى جانب قيامها بإشغال البيت (تربية الأطفال والطبخ..الخ)، كانت تقوم بتدوين انتصارات وانكسارات المقاومة الشعبية عبر الشعر / ازران Ezran ، حيث لعبت المقاومة الثقافية وفق الباحث المغربي - الريفي - محمد أسويق دورا رائدا في المقاومة، ففي كتابه الشيق حول الشعر الأمازيغي أورد يقول " وهي كلها أشعار ترفض الاستعمار. من خلال بشاعته وشراسته. لتظل المقاومة الثقافية حاضرة جنب المقاومة المسلحة. عبر مختلف المحطات التاريخية، وهي الوحيدة التي نجدها قد أرخت للمعارك والبطولات التي تحرم من ولوج المقرر الدراسي، وصفحات التاريخ الرسمي، وهي الوحيدة التي حاولت أن تكرم الشهداء وتذكر محاسنهم وتحتفظ بهم كبريق للريف المجيد " (5) كما كانت تقوم أيضا بأشغال الزراعة( الحرث والحصد..) وتربية المواشي (6)، بل وأكثر من هذا كان لها دورا رئيسيا في مساعدة الثوار في صمودهم البطولي عبر إمدادهم بالطعام والأكل وإسعافهم عند الضرورة ، حيث " شاركت مع الرجال في الدفاع عن الوطن ووضعت نفسها لخدمة الأهداف النبيلة وسجلت حضورها القوى وشجاعتها وعزيمتها للدفاع عن شرفها وكرامتها فحملت الماء على ظهرها إلى المجاهدين وتكفلت بالجرحى " .(7) بل أن بعض الكتابات التاريخية ( خاصة الاسبانية) تؤكد المشاركة الحاسمة للمرأة الريفية في تصدى ومواجهة العدو الاسباني ، ومنها مثلا: كتابات الباحث أوجست مولييراس ، وأنخيلو كيريلي، وأنجلو غريلي، ودافيد هارت وغيرهم. وهذا الحضور المتميز للمرأة الأمازيغية –الريفية- في ميدان الكفاح الوطني ضد الاستعمار، نجده حاضرا بقوة أيضا في حرب التحرير التي خاضها الريفيون مع بداية أكتوبر 1955 ضد فرنسا، حيث شاركت إلى جانب الرجل في مواجهة العدو في ضربه للريف بمختلف الأسلحة الثقيلة. ففي سياق حديثه عن مشاركة النساء الريفيات في المقاومة الشعبية ضد الاستعمار أورد عبد الله الصنهاجي في مذكراته يقول: " ومثل المرحومة خديجة زوجة الشهيد المجاهد موح حماد أقضاض التي كانت دوما إلى جانب زوجها في جبهة القتال جنبا لجنب كالرجل ". (8)
المرأة الريفية في خطوط المواجهة المسلحة مع العدو:
يقول مؤلف كتاب " مذكرات بطل الريف الأمير عبد الكريم الخطابي " نقلا عن رئيس الجمهورية الريفية - محمد بن عبد الكريم الخطابي - ما يلي " وفي 25 منه (أي 25 ماي 1925) اشتبك الفريقان على أبواب تيفارين وهجم الريفيون على العدو بالمدى والهراوات وظهرت النساء بين صفوفهم يشتركن في القتال ويشجعن الرجال على الحرب بالزغاريد، وكانت الطائرات والمدفعيات والبوارج الاسبانية تطلق قنابلها من الحسيمة .."(9) إن الدور البطولي للمرأة الريفية في المقاومة، وفي مختلف مستوياته وأشكاله؛ أي المدني والحربي، أكده أيضا مؤلف كتاب " أسلمة وتعريب بربر شمال المغرب" حيث نقرأ في طياته " ومن حيث وجهة النظر الاجتماعية، فإن لهذه مكانة هامة جدا في الأسرة البربرية أكثر مما تشغله المرأة في الأسرة العربية. وهي نسبيا حرة، تتنقل مكشوفة الوجه وتدلف في بعض الأقاليم إلى الأسواق، ويعتبرها الزوج مستشارة جيدة يناقش معها الأمور الهامة. ويؤكد لنا التاريخ تدخل المرأة في الشؤون السياسية وحتى الحربية. الم توجد نساء تطلق النار على الجنود الاسبان؟ ". (10) ثم يضيف –الكاتب – في موقع آخر من كتابه: " وسياسيا، لا احد يجهل الدور المهم الذي كان للنساء مبعوثات من معسكر إلى آخر وناشرات للأخبار " (11). أما زميله – المؤرخ أوجست مولييراس – فيقول هو أيضا في كتابه القيم " المغرب المجهول: الجزء الأول اكتشاف الريف " ما يلي " وتخرج النساء سافرات الوجوه، وهن يتمتعن بجرأة نادرة حيث يرافقن الرجال أثناء المعارك ويقمن بأشق الأعمال ".(12) كما أن مشاركة المرأة الريفية إلى جانب الرجل في مقاومة الاستعمار والعمل على استقلال دولة الريف أكدته أيضا الأشعار والراويات الشفوية الشعبية بالريف، فمن منا لا يتذكر مثلا البيت التالي:
نشين إريفيان ذي مجهذان زيلبذا ... أنتم أيها الريفيون قدركم دائما هو الجهاد نجهاد سفوس نغ جهذنت راتينيبا ... جاهدتم بأيدكم وأيضا جاهدت معكم النساء(13)
حول هذا الموضوع بالذات نشير إلى ما ذكرناه في المحور الثاني من هذا الدراسة حول الدور الرئيسي الذي قامت به المجاهدة والمناضلة السيدة مغنية آيث علي في نقل الرسائل بين مولاي محند ( = محمد بن عبد الكريم الخطابي) والقائد علال بمظار، وكذلك بأخت محمد الحراز التي تمكنت من اغتيال ضابط اسباني سنة 1927. وقبل هذا التاريخ ( 1927)، قادة امرأة أمازيغية في منطقة جرجرة بالجزائر( يقال أن أصلها من منطقة الريف)؛ وهي فاطمة سنومر ، حركة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي سنة 1854 واستطاعت أن تهزم الجيش الفرنسي قبل أن تعتقل سنة 1863 برفقة عدد من النساء الأمازيغيات، حيث ضلت في السجن حتى فارقة الحياة وعمرها لا يتجاوز آنذاك 33 سنة. وقبلها أيضا كانت هناك سيدة استطاعت أن تحكم تيطاوين / تطوان مدة 30 سنة، وهي السيدة عائشة بنت الأمير بن راشد الحسنى المعروفة بالسيدة " الحرة" التي تناولها عبد القادر العافية في كتابه " أمية الجبل الحرة بنت على ابن راشد".(14) أما إذا توغلنا أكثر في أعماق التاريخ الأمازيغي فسنجد هناك قائمة طويلة من النساء اللواتي كن سيدات حاكمات في الدول والممالك الأمازيغية القديمة، وبصورة عامة، ومختصرة جدا، نذكر على سبيل المثال فقط: ملكة تين هينان التي حكمت في القرن الرابع قبل الميلاد، وملكة بويا (15) ، وملكة داهية Dahya أو الكاهنة حسب المؤرخين العرب في أواخر القرن السابع الميلادي، كنزة الأوربية وزينب النفزاوية..الخ.
إذا كانت مكانة المرأة الريفية - إجمالا – خلال المراحل السابقة من تاريخنا ( السياسي والحربي والاجتماعي والثقافي ..) تعتبر لائقة ومحترمة قياسا على ما عليه الوضع الآن، بالرغم ما يبدو – ظاهريا - من مظاهر الانفتاح وتحرر المرأة الريفية، فإن الواقع العملي بالريف - الآن - يؤكد العكس تماما. فالمرأة الريفية كانت تشارك إلى جانب الرجل في اتخاذ القرار والدفاع عن حرية وكرامة الوطن، وبالتالي فانها لا تشاركه فقط في الأمور البسيطة والجانبية، وهو أيضا من جانبه؛ أي: الرجل، لم يكن يعتبرها مجرد أداة ووسيلة للمتعة وإنجاب الأطفال، ولم يكن يعتبر خروجها خارج أسوار البيت فضيحة أو جريمة كما هو عليه الأمر الآن لدى بعض الريفيين المتشبعين بالفكر الوهابي والأفغاني المتشدد والمتزمت ، بحيث كان الرجل الريفي لا يعاقب زوجته بالقتل أو الضرب، ولا يعرف تعدد الزوجات، بالإضافة إلى عدم إرغامها على الزواج أو ارتداء ملابس خاصة كما هو عليه الأمر الآن.(16) كما كان لها (المرأة) نصف الإرث في بعض المناطق الريفية قبل دخول الإسلام إليها اعترافا بدورها الريادي في المجتمع الريفي آنذاك.(17) أكيد أن هذه المكانة المتميزة للمرة الريفية في السابق تعبر في العمق عن مدى تسامح وانفتاح الثقافة الأمازيغية – الريفية - آنذاك، وبالتالي فإنها تعبر عن مدى تطور المجتمع الريفي بالرغم أنه كان مجتمعا بسيطا ومحافظا بكل المقاييس، كما تعبر كذلك على التسامح الديني الذي كان سائدا بالريف خلال المراحل السابقة عن الغزو الوهابي - الطالباني خلال العقود الثلاثة الأخيرة. قلنا، إذا كانت وضعية ومكانة المرأة الريفية على النحو الذي قدمناه سابقا، ولو بشكل مختصر، وموجز جدا، فإن وضعية ومكانة المرأة الريفية بعد مرحلة الاستقلال الشكلي تغيرت بشكل سلبي للغاية رغم مظاهر التطور والانفتاح التي نشاهدها ونتابعها في الواقع اليومي للريفيين في الداخل والشتات.فبالرغم من تواجدها في مختلف المجالات الحياتية، ورغم الحديث المتواصل عن المساواة وتغيير مدونة الأسرة مرارا، حيث عانت المرأة الريفية كغيرها من النساء الأمازيغيات كثيرا من سياسة التعريب، وثقافة الاستلاب التي نهجها النظام المخزني بالمغرب مند مرحلة ما يسمى بالاستقلال الوطني سنة 1956 ، قبل أن تبدأ معاناتها مع انتشار الخطاب الديني المتطرف أولا، وانتشار قيم الرأسمالية المتوحشة ثانيا، خاصة في ظل تنامي ظاهرة الهجرة الرجالية إلى أوربا مع بداية عقد الثمانينيات من القرن الماضي بشكل مكثف. ومن هنا نرى أن مسألة إعادة الاعتبار للمرأة المغربية الأمازيغية عامة، والمرأة الأمازيغية الريفية خاصة، تعتبر في تصورنا مسألة ضرورية في مسار بناء دولة الحق والقانون. هذا من جهة، ومن جهة أخرى هي مسألة ضرورية كذلك في الصراع الديمقراطي الشامل الذي تخوضه القوى الريفية الديمقراطية الممانعة ضد المخزن وأزلامه من القوي التقليدية والمحافظة، ومنها القوى الإسلامية الاقصائية، حيث عادة ما تتحدث هذه القوى عن المرأة المتحجبة فقط، بعدما أن كانت في الماضي تتحدث عن المرأة المسلمة، وبالتالي فإن المرأة المسلمة التي لا ترتدي الحجاب لا قيمة لها في خطاب الإسلام السياسي، علما أن هذه المسألة؛ أي مسألة الحجاب، تعتبر من المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي حيث هناك خلاف وتباين واضح جدا بين المذاهب والمراجع الإسلامية حول الموضوع.(18) وهو خطاب ؛ أي : خطاب الإسلام السياسي، لا يستطيع تقديم إجابات عقلانية لإشكالية عدم المساواة بين الرجل والمرأة في القانون المغربي، أو حتى مجرد تفسيرا موضوعيا لتدني وضعية المرأة في البلدان التي تدعى تطبيقها للشريعة ( في السعودية مثلا). فإذا كان سياق التطور يتم بالشكل التقليدي البطيء والمحكوم بضوابط النظام السياسي المهيمن ( في حالة المغرب نظام عربي إسلامي استبدادي) فان تحرر المرأة ومساواتها في الحقوق لن يتحقق إلا بشكل هامشي وجزئي، بل هو – تحرر - ديكوري في غالب الأحيان، كما هو عليه الأمر الآن في معظم الدول الإسلامية حيث يتم توظيف قضية المرأة من أجل تزيين صورتها – صورة الحكومات " الإسلامية " - أمام الغرب . ففي هذا السياق تقول مديرة مركز الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان، السيدة مارييت فلوى جورغينتن أثناء مداخلتها في اجتماع استكهولهم حول " حقوق المرأة وقضايا النوع الاجتماعي " ما يلي : " أن السياق السياسي السائد في الجنوب، يوضح حالة عجز ديمقراطي عام. فالحكومات، وفي إطار سعيها للبقاء في السلطة، تقوم باستخدام حقوق المرأة؛ أي: أنها تتخذ تدابير قانونية ايجابية لتظهر أمام الغرب بصورة جيدة، بينما تقوم داخليا بإيقاف أي تدابير تضمن تطبيقها، وذلك لإرضاء النفوذ الأصولي المتنامي "(19) يعتبر الخطاب المنتج حول المرأة في العالم الإسلامي في مجمله خطاب عنصري احتقاري، حيث تتمحور معظم تفاصيله حول مسألة الإنجاب والتربية فقط، وبالتالي فإن مكانة ودور المرأة في مثل هكذا خطابات تتحدد في عملية الإنجاب وتربية الأطفال، هذا في الوقت الذي يؤكد فيه الواقع التاريخي للمسلمين العكس تماما، حيث كان للمرأة المسلمة دورا أساسيا في العمل والعلم والسياسية والتجارة..الخ. فالسيدة عائشة زوجة الرسول على سبيل المثال ضلت حسب الباحثة ليلى احمد " محتفظة بدور سياسي فعال ما لبث أن أصبح دورا عاما " . (20) هذا فيما عين عمر بن الخطاب ( الخلفية الثالث ) حسب نادية ياسين " امرأة على رأس الإدارة في أحد المدن ". (21) والمغرب باعتباره جزء من العالم الإسلامي فانه لم ينجو هو أيضا من هذه النظرة الاحتقارية تجاه المرأة، بالرغم أن المرأة المغربية الأمازيغية كانت في مراحل ما قبل دخول الإسلام، وبعده كذلك ، ذات مكانة متميزة في المجتمع الأمازيغي حيث كانت مرموقة فيه، لكن مع دخول الإسلام ، ومع مرور الوقت وتحول الظروف بعد توالي القرون والعقود، تغيرت نظرة المجتمع تجاه المرأة نتيجة التأويل الرجالي للقرآن والسنة بالدرجة الأولى. فرغم التطور والانفتاح والتحديث الذي شهده المغرب خلال العقود الماضية إلا أن وضعية المرأة الأمازيغية بشكل عام ، والمرأة الريفية بشكل خاص، ضلت حبيسة النظرة الدينية التقليدية المتجاوزة دينيا وحضاريا وقانونيا وإنسانيا، حيث ستتراجع وضعية المرأة بالمغرب بعد نجاح الثورة الإسلامية مع بداية الثمانينيات القرن الماضي وانتشار بعد ذلك للخطاب الإسلامي السلفي الوهابي، وصولا إلى أحداث 11 ديسمبر. وبالرغم من التطورات القانونية ( تعديل المدونة) الايجابية نسيبا مع تولى محمد السادس الحكم بالمغرب إلا أن وضعية المرأة في بلادنا مازالت متدنية ومتخلفة جدا، وبالتالي فإنها تحتاج إلى ثورة ثقافية وقانونية من أجل إعادة الاعتبار للمرأة المغربية بصفة عامة، والمرأة الأمازيغية الريفية بصفة عامة، حتى تعرف الأجيال الحالية والقادمة دورها في بناء وتشيد المجتمع المغربي – الريفي – على كافة المستويات، ودورها التاريخي في عملية التحرير والمقاومة الوطنية ضد الاستعمار الامبريالي، ومن أجل كذلك بناء دولة مغربية ديمقراطية أساسها القانوني والمبدئي هو المواطنة والمساواة والحرية. محمود بلحاج / كاتب أمازيغي مقيم بهولندا بعض الهوامش المعتمدة في انجاز هذا المحور/ المقال: 1: للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يرجى مراجعة مثلا كتاب " الأمازيغية والسلطة نقد إستراتيجية الهيمنة " للكاتب الأمازيغي رشيد الحاحي ، منشورات دفاتر وجهة نظر . 2: نشير هنا إلى أن الدولة المغربية شجعت خلال السبعينيات والثمانينيات عبر وزير الأوقاف السابق العلوي المذعري انتشار السلفية الوهابية بالمغرب، انظر معلومات اضافية حول الموضوع في كتاب " الإسلاميون في المغرب " للكاتب عكاشة بن المصطفي ، منشورات دار توبقال للنشر - الطبعة الأولى 2008 – ص 44 -45. 3: عنوان الكتاب هو " التاريخ السري لحرب الريف " ترجمة سناء الشعيري ، منشورات الزمن، الطبعة الأولى 2008 - ص 193 4: للمزيد من المعلومات حول الجمهورية الريفية التي أسسها محمد بن عبد الكريم الخطابي مع بداية القرن العشرين، يرجى مرجعة مثلا كتاب زكية دواد الصادر تحت عنوان " عبد الكريم : ملحمة الذهب والدم " منشورات وزارة الثقافة المغربية، ترجمة محمد الشركي ، الطبعة الأولى 2007 5: الكتاب هو " الشعر الأمازيغي القديم / جدلية البلاغة وسؤال الهوية" تأليف الباحث محمد أسويق – منشورات مطابع الأنوار المغاربية وجدة، الطبعة الأولى – ص 206 6: حول هذا الموضوع يرجى مراجعة كتاب " توظيف التراث الشعبي في الأدب المغربي المكتوب بامازيغية الريف " للباحث اليماني قسوح، أو مراجعة كذلك كتاب " من قضايا الشعر الأمازيغي بالريف " للراحل الدكتور الحسين الإدريسي . 7: المفتوحي احمد بوقرب " منطقة الحسيمة عبر التاريخ : مساهمة في بناء الحضارة المغربية " الجزء الأول – منشورات الخليج العربي تطوان – الطبعة الأولى -ص 181 8: الكتاب هو " مذكرات في تاريخ المقاومة وجيش التحرير المغربي من 1947 إلى 1956 " تأليف عبد الرحمن عبد الله الصنهاجي – ص 255 9: الكتاب من تأليف الفرنسي روجو ماثيو ، ترجمة عمر أبو النصر – الطبعة الأولى 2005 – ص 83 . 10: الكتاب من تأليف الباحث الاسباني أنجلو غريلي ، ترجمة عبد العزيز شهير ، منشورات وزارة الثقافة المغربية الطبعة الأولى 2009 – ص 181 -182 . 11: نفس المرجع أنجلو غريلي ص 182 12: الكتاب من تأليف الاسباني أوجست مولييراس/ ترجمة عز الدين الخطابي، منشورات تيفراز ، الطبعة الأولى 2007 –ص 122 . 13: اعتمدنا في ترجمة هذا المقطع الشعري على كتاب " ملحمة ادهار أوباران.. أنشودة المقاومة الريفية " للكاتب محمد أقضاض ومحمد الولي الطبعة الأولى 2007 – ص 228 14 : لقب السيدة " الحرة " كانت تطلق على النساء الحاكمات حسب فاطمة المرنيسي في كتابها القيم " السلطانات المنسيات.. نساء رئيسات دولة في الإسلام " ترجمة عبد الهادي عباس وجميل معلي ، منشورات الحصاد للنشر والتوزيع، سوريا- دمشق ، الطبعة الأولى 1994 – ص 31. 15: حول ملكة بويا يقول الأستاذ محمد أسويق " وان كانت الروايات الشفوية أهم مرجع ووثيقة يكتب بها التاريخ. فإن كل ما وصلنا عبر المحكي الشعبي. لا يزكي رأي الباحث " دافيد هارت " ونختلف معه تماما. والتي تصر على ما هو متداول حاليا بالريف. وهو أن أيارال – بويا اسم لشخصية امرأة أمازيغية لعبا دورا هاما في تسيير الشؤون السياسية لبلاد النكور كما هو متداول. والتي يرجع لها الفضل في عدة أدوار طلائعية ذات الابعاد الأخلاقية والإنسانية كما تحكي الراوية الشفوية بالريف " المرجع السابق –ص 136 16: نفس المرجع السابق أنجلو غريلي – ص 181 -182 17: نفس المرجع السابق أنجلو غريلي – ص 191 18: يعتبر الحجاب من المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي حيث عادة ما يطرح السؤال التالي بشأنه : هل الحجاب شرعي أم غير شرعي ؟ أو بعبارة أخرى هل هو ملزم للمرأة المسلمة أم لا ؟ حول هذا الموضوع يمكن مراجعة مثلا كتاب " المرأة العربية في الدين والمجتمع " تأليف حسين العودات : منشورات الأهالي ، الطبعة الأولى 1996 . 19: انظر كتاب " جدل الإسلاميين: الخلاف العلماني- الإسلامي " عبد القدوس أنحاس ، منشورات مركز نماء للبحث والدراسات ، الطبعة الأولي 2013 ، ص 206 – 207 . 20: انظر كتاب " المرأة والجنوسية في الإسلام .. الجذور التاريخية لقضية حديثة " تأليف ليلى احمد، ترجمة منى إبراهيم وهالة كمال، منشورات المجلس الأعلى للثقافة م مصر، ص 66 21: المرجع السابق " الإسلاميون في المغرب " ص 189