-1 - خمسون عاما مضت على رحيل قائد ومبدع حرب العصابات، ومؤسس جمهورية القبائل الريفية المتحدة، المعروفة اختصارا بجمهورية الريف، القائد والأمير مولاي محند، الذي انتقل إلى رفيقه الأعلى صبيحة يوم 6 فبراير 1963 بالقاهرة / مصر. ومع حلول هذه المناسبة الأليمة والسعيدة في نفس الوقت(*)، الأليمة لكوننا فقدنا فيها أحد أبرز وأعظم رجالات السلم والحرب خلال القرن العشرين، والسعيدة كذلك لكونها برهنت لنا جميعا أن الرجل مازال حيا في قلوب الريفيات والريفيين أينما كانوا وارتحلوا، بل وفي قلوب كل أحرار العالم. ومع حلول هذه المناسبة انطلقت فعاليات ثقافية وسياسة داخل الوطن وخارجه، خاصة في أوربا الغربية التي يقطنها عدد هائل من المهاجرين المغاربة المنحدرين من الريف، كنتيجة حتمية لسياسة التهجير - الشبه الجماعي – التي نهجها المخزن تجاه الريف والريفيين عقب انتفاضتهم المجيدة سنة 1958- 1959 بقيادة الزعيم والقائد محمد نرحاج سلام أمزيان. (1) قلنا، بعد خمسين عاما على رحيله عن الحياة، وبعد أزيد من تسعة عقود من مغادرته لأرض الوطن( 1926 / 2013 )، يعود مولاي محند من جديد إلى واجهة الأحداث الإعلامية والفكرية في بلادنا. فبعد خمسين عاما من الحصار الممنهج ضد كل شيء يرمز إلى تراثه النضالي والفكري ، وبالتالي، التضييق عمليا على كل شيء يؤدي إلى التعريف بشخصية الرجل وأفكاره وطموحاته السياسية والنهضوية، عاد الرجل يتصدر من جديد عناوين الصحف والمواقع الالكترونية من جهة، واهتمامات الباحثين والفاعلين المدنيين من جهة ثانية. والجدير بالذكر في هذا السياق أن سياسة التهميش والحصار التي نهجها النظام المغربي، ومعه أيضا ما يسمى بالحركة الوطنية، طيلة العقود الماضية من تاريخ الاستقلال الشكلي للمغرب سنة 1956 إلى الآن، ضد مولاي محند الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات الثورية في العالم خلال القرن العشرين، وخاصة ضد مشروعه السياسي الحداثي النهضوي، لم يكن فقط نتيجة اعتباره من أبرز الشخصيات الثورية التي استطاعت أن تواجه التحالف الامبريالي الرأسمالي خلال العشرينيات من القرن الماضي، أو باعتباره أيضا من أبرز قادة الحركة التحررية في تامازعا ( = شمال إفريقيا) مع بداية الخمسينيات، أو نظرا لطبيعة المشروع الذي ناضل من اجله مولاي محند إثناء توليه رئاسة حكومة جمهورية الريف خلال القترة الممتدة ما بين 1923 و 1926، وإنما باعتباره كذلك رجل دولة - رئيس دولة الريف - التي عمل على استقلالها والحفاظ على كيانها بكل عزيمة، فإلى جانب المفاوضات التي باشرها وزير الخارجية في حكومة الجمهورية الريفية السيد محمد أزرقان من أجل الاعتراف الدولي باستقلال الريف،(2) وترسيم الحدود المشتركة بين دولته( = دولة الريف) ودولة المرشال ليوطي حسب وزير الدفاع في الحكومة الريفية السيد أمحمد الخطابي، ( 3) كان الريفيون - بقيادة مولاي محند - بصفته رئيسا للحكومة الريفية، يعملون ليلا ونهارا من أجل تنظيم وتشييد أركان ورموز دولتهم الفتية، ومنها على سبيل المثال: العلم الوطني ، تنظيم الجيش، النشيد الوطني، معمل لإنتاج وإصلاح العتاد الحربي..الخ، كما عملوا على تشييد وإنشاء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة(4) ، وبالتالي فإن العمل السياسي والدبلوماسي الذي كان يخوضه وزير الخارجية وفريقه من المستشارين والمتعاونين من أجل الحصول على الاعتراف الدولي بالجمهورية الريفية ، كان يوازيه عمل كبير وضخم جدا على مستوى الجبهة الداخلية، حيث سعت حكومة دولة الريف، وبإمكانيات ذاتية محدودة جدا، إلى تقوية جبهات الدفاع والمواجهة مع العدو عبر سعيها إلى تطوير وتحديث الجيش الوطني وتجهيزه بالطائرات ومختلف الأسلحة الأخرى(5)، حيث تم إنشاء لهذا العرض معمل خاص لإنتاج وإصلاح العتاد الحربي(6)، كما سعت في ذات الوقت إلى تحديث وتطوير المجتمع الريفي برمته. وفي هذا السياق بالذات سيتم تسجيل المواليد والوفيات، وإبرام عقود الزواج، وجمع الضرائب، وتوزيع الأراضي على الناس قصد إصلاحها وزرعها، وشق الطرقات، و توفير بعض الوظائف الإدارية والعسكرية ، ومنها تعيين الباشوات على رأس المدن الرئيسية بالريف، وتعيين القضاة أيضا(7). ولعله من المفيد الإشارة هنا إلى نقطة أساسية وجوهرية في موضوع مولاي محند ومشروعه السياسي النهضوي بالريف، وهي أن المشروع الذي اقترحه الأمير مولاي محند ورفاقه في مجلس قيادة الثورة، والذي سعى إلى تنفيذه على أرض الواقع، يؤكد لنا أن مولاي محند لم يكن يقاتل من أجل طرد الكفار والصليبيين كما يقول بعض الباحثين والمؤرخين الذين تناولوا في دراساتهم الحرب الريفية وقائدها (8)، حيث من الاهانة لشخصه ولتاريخه النضالي والفكري أن يختصر مجده بتوصيفه (( بالمجاهد)) وحسب، لقد كان اكبر من ذلك بكثير، حيث أن مرحلة الأمير مولاي محند ، وشخصه وفكره، تعتبر لحظة انعطاف كبرى في التاريخ المغربي الحديث عموما، وفي تاريخ الريف خصوصا، حيث في زمنه عاش المجتمع الريفي تحولات جذرية، فمن منطق التصدي والدفاع إلى منطق الهجوم والمباغتة، ومن واقع التناحر والتشتت القبلي إلى الوحدة والتضامن، ومن الفراغ السياسي إلى دولة مستقلة ، ومن النظام العرفي إلى نظام دستوري، ومن الفوضى إلى الأمن..الخ. لقد كان الطابع العام لتحرك الأمير مولاي محند عمليا وميدانيا وليس نظريا فقط، اهتم فيه، وكرجل سياسي وحداثي متشبع بالفكر الغربي التنويري بإصلاح العلاقات الاجتماعية القبلية وبالعمل الدعائي والتحريضي في نفس الوقت، أكثر من صياغته لنظريات الحربية والسياسية عن طريق الكتابة والتأليف . توحي الممارسات العملية، السياسية والفكرية، للأمير مولاي محند عن توجهاته الحداثية أكثر مما تعبر عن مواقفه الجهادية والدينية (9)، غير أن جزءا كبيرا من تلك الممارسات مازال يشوبها الغموض والالتباس، وبالأخص علاقة الدين بالثورة التي قادها الأمير، فإذا كان البعض يعتبر الدين العامل الرئيسي في وحدة القبائل الريفية لمواجهة الاستعمار، فهو بالنسبة للأمير أداة تحررهم السياسي وتقدمهم الاجتماعي ، وبالتالي ليس مجرد سبيل للخلاص الفردي أو طريقا إلى " الجنة " فقط، لهذا فإن الأمير عمل على التوافق بين العمل السياسي الحديث والإسلام المتحرر والمتنور من الأيديولوجية الدينية، فهكذا كان الأمير رحمه الله على سبيل المثال لا يشترط أداء الصلاة للمشاركة في الثورة أو في تحمل أية مسؤولية اجتماعية أو حربية أو تنظيمية داخل المجتمع الريفي آنذاك. ومن هنا نرى أن نجاح الثورة الريفية بقيادة الأمير مولاي محند كان نتيجة قيامه أولا بالثورة الثقافية التي باشرها قبل وأثناء اندلاع المقاومة الشعبية، فلولا الثورة الثقافية لما استطاعت الثورة المسلحة أن تحقق أهدافها وتنجح في مهامها،(10) ومن ضمنها تأسيس الدولة الريفية، وبالتالي فإن إعلان دولة الريف كان خيارا استراتيجيا وليس مجرد تكتيكي حربي فرضته التطورات الميدانية للمقاومة والتحولات الاجتماعية التي شهدها الريف بعد الانتصارات المتتالية التي أحرزوها على جبهة القتال والمواجهة.(11) لهذا نعتقد أن مسألة إعلان الدولة ، وليس أية دولة، وإنما دولة ذات مرجعية جمهورية ومؤسسات حديثة من جهة، وذات مشروع سياسي ومجتمعي واضح الأهداف من جهة أخرى، لم تكن في اعتقادنا فقط نتيجة التطورات الميدانية للمقاومة أو التحولات التي عرفها المجتمع الريفي آنذاك كما قلنا سابقا ، بقدر ما كانت نتيجة تخطيط وإرادة مسبقة واطلاع واسع لقادتها على الأوضاع السياسية والاجتماعية بالمغرب آنذاك، وعلى عموم التراث الأمازيغي والإسلامي، حيث لا نرى أية جدوى من العمل على تحرير الأرض من العدو وبعد ذلك يتم تركها خالية دون أية سيطرة فعلية عليها !!. -2 - بعد خمسين عاما على رحيل مولاي محند، وبعد مرور أزيد من تسعين عاما على تأسيس الجمهورية الريفية، التي تعتبر أول جمهورية في تاريخ الأمة الإسلامية عامة، و الأمة الأمازيغية خاصة، حيث تمرد بذلك على ما هو مألوف وسائد في التراثيين الأمازيغي والإسلامي. قلنا، رغم مغادرته لنا، ورغم التضييق والحصار الممنهج ضد مشروعه السياسي، عادت المبادئ والقيم التي ناضل من اجلها القائد ورفاقه في الحرب والسلم في التداول والانتشار الواسع، بل أنها عادت إلى واجهة الصراع السياسي والاجتماعي بين الريف والمخزن، عادت لتؤكد لنا أن مولاي محند مازال حيا يرزق بيننا. لقد عادت المبادئ والقيم التي دافع عليها الريفيون في العشرينيات والخمسينيات القرن الماضي لتؤكد لنا كذلك أن الرئيس (= مولاي محند) مازال حيا في قلوبنا وعقولنا وشعورنا رغم الحصار والتهجير. ومن هنا فإن مولاي محند موجود في كل زوايا الوطن/ الريف، في الجبال والسهول، في المساجد والمدارس، في القرى والمدن، في الأسواق والملاعب، في كل جزء من الوطن المغتصب، وفي قلب كل ريفي وريفية يعشق الحرية والكرامة . موهوم إذن من يعتقد أن مولاي محند مجرد مجاهد ، أو حتى مجرد رئيس دولة لم تعد قائمة للأسف، فهو (= مولاي محند) اكبر بكثير أن يختزل في بعض الكلمات والتسميات. فهو ليس مجرد رمز الحرية والتحرر فقط ، وإنما هو سر وجودنا أيضا، وهو كذلك سفير شعب يرفض الخضوع والاستسلام، باختصار، مولاي محند هو حكاية وجودنا واستمرارنا، فبدونه أما نكون أو لا نكون. حوارات وندوات تعقد هنا وهناك، ومقالات تلو الأخرى تنشر في هذا الموقع أو ذاك، تحكي قصة وحكاية هذا الرجل الغائب والحاضر في ذاكرتنا وقلوبنا، حكاية بنفس التفاصيل والجزئيات تتكرر على مسامعنا باستمرار، فقط، تختلف في أسلوب وطريقة سردها وإعادة إنتاجها وتسويقها، أنها قصة وحكاية أداهار ابرأن، وإغريبن، وسيدي إبراهيم، وأعروي ، وأنوال، وغيرها من الحكايات التي تحكى عن بطولات الريفيين في ميدان المواجهة والصمود البطولي بقيادة مولاي محند. بعبارة أخرى، هي قصص وحكايات تحكي كلها بطولات الريفيين في الحرب والبناء، لكن ماذا عن النصف الآخر من هذه القصص والحكايات ؟ أو بصيغة أخرى ماذا عن الجانب السوسيولوجي والانتروبولوجي في الموضوع، وهو الجانب الذي نكاد نجهله تماما إذا ما استثنينا بعد الإشارات القليلة هنا وهناك، وبعض الدراسات الأجنبية عن المجتمع الريفي، فعلى سبيل المثال نكاد نجهل دور القبيلة والدين في إنجاح الثورة ؟ كما نكاد نجهل أيضا دور هذين العنصرين ( القبيلة والدين) في توحيد قبائل الريف التي كانت تخوض صراعات دموية داخلية خطيرة ؟ كما نكاد نجهل كذلك الواقع الاجتماعي والاقتصادي بالريف إبان اندلاع الكفاح المسلح ضد الغزاة، وكيف كانت انعكاسات وتأثيرات هذا الواقع على مجريات الحياة بالريف عامة ، وعلى مجريات الثورة بشكل خاص؟ كيف استطاع مولاي محند أن يوحد قبائل الريف، وبالتالي القضاء على الفوضى والاقتتال الداخلي، وإخضاعها في ما بعد إلى سلطة الدولة الريفية ؟ كيف استقبل الريفيون إعلان الدولة من قبل قادة الثورة؟ وأين أرشيف جمهورية الريف؟ ما هو دور الشخصيات الريفية الأخرى في المقاومة وتأسيس الدولة؟ كيف عاش وزراء الجمهورية حياتهم بعد انهيار الدولة الريفية؟ وما هو دورهم في مجريات الأمور بالريف بعد ذلك؟ ماذا تغير في واقع ومجتمع الريف بعد تأسيس الجمهورية؟ كيف كان الريفيون يحتفلون بأعراسهم وأعيادهم في زمن المقاومة؟ ما هو دور المرأة الريفية في الثورة وفي بناء الدولة الوطنية الريفية؟ (12) وما هو دور اليهود الريفيين في الحركة التحررية الريفية؟ (13) لا نعرف الشيء الكثير عن هذه المواضيع، انها أمور كثيرة نجهلها أو نكاد نجهلها، فالأمر لا يتعلق بالجانب الحربي فقط كما تحاول بعض الدراسات التاريخية أن تقدمه لنا ، وإنما للموضوع علاقة بجوانب أخرى لا تقل أهميتها عن الدور الذي لعبه مولاي محند في إنجاح الثورة الريفية. لهذا يجب قي اعتقادنا أن يتم الاهتمام بدراسة موضوع حرب الريف من جوانبه المختلفة، وبشكل دقيق ومركز، حيث أن معظم الدراسات المغربية عادة ما تتناول شخصية ودور الأمير مولاي محند في الحرب الريفية دون الشخصيات الأخرى. هذا من جهة، ومن جهة أخرى عادة ما لا تتطرق هذه الدرسات إلى الواقع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والديني السائد آنذاك بالريف ، وبالتالي يحق لنا بعد هذا كله أن نبحث في العوامل الكامنة وراء النجاح الباهر الذي حققته الثورة الريفية، كما يحق لنا أن نعرف كيف كان الناس – الريفيون – يعيشون حياتهم في ظل الثورة وفي ظل الدولة الجديدة . هي أسئلة كثيرة لا نجد لها أجوبة كافية وشافية ضمن الحكايات والقصص التي تحكى وتروى عن حرب الريف وقائدها الأمير مولاي محند. محمود بلحاج / لاهاي –هولندا بعض المراجع: * كتبت هذه المقالة في شهر فبراير المنصرم، لكن لظروف خاصة لم يتم نشرها آنذاك. 1: للمزيد من الملومات حول زعيم انتفاضة الريف سنة 58 / 59 يرجى مراجعة مقالنا المنشور في العديد من المواقع الالكترونية تحت عنوان " رجالات الريف وتخاريف شكيب الخياري ". 2: يعتبر محمد أزرقان من الشخصيات البارزة في حكومة جمهورية الريف حيث لعب دورا رائدا من اجل الاعتراف الدولي بالجمهورية، كما لعب دورا بارزا أيضا في عملية تحديث الريف. انظر في هذا الصدد كتاب " في الظل الوريف في محاربة الريف " تأليف القاضي أبو العباس سيدي احمد سكيرج الأنصاري الخزرجي – دراسة وتحقيق رشيد يشوقي – منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي - ص 62 – طبعة 2010 3: يعتبر وزير الدفاع في حكومة جمهورية الريف، السيد امحمد الخطابي، حسب الكاتبة والمؤرخة الاسبانية السيدة ماريا روسا ذي مادارياكا العقل المفكر والمدبر، انظر كتابها الصادر تحت عنوان " محمد بن عبد الكريم الخطابي والكفاح من أجل الاستقلال " ترجمة جماعية، منشورات تيفراز الطبعة الأولى 2013 – ص 402 4: راجع في هذا الصدد كتاب " الظل الوريف في محاربة الريف " - ص 35 – 5: انظر كتاب " عبد الكريم ملحمة الذهب والدم " تأليف زكية داود وترجمة محمد الشركي ، منشورات وزارة الثقافة - الطبعة 2007 – ص 145 6: انظر كتاب " أسد الريف محمد عبد الكريم الخطابي : مذكرات عن حرب الريف " تأليف محمد محمد عمر بلقاضي، الطبعة الثانية 2006 – منشورات سلمى الرباط –ص 193 و194 7:انظر في هذا الصدد كتاب " زعيم الريف محمد عبد الكريم الخطابي " تأليف محمد العلمي، منشورات أفريقيا الشرق ، الطبعة الأولى 2009 – ص 36 8: من الكتابات التي تريد تأكيد هذا المنحى التضليلي كتاب " فصول من حياة المجاهد عبد الكريم الخطابي " تأليف المنصوري بنعلي، منشورات مؤسسة عبد الكريم الخطابي. 9: تقول زكية داود في هذا الصدد (( كان المثل الأعلى لعبد الكريم الخطابي مطابقا للذي هفا إليه مصلحو عصره، وتمثل في الانفتاح الواسع على الغرب، والتقدم، والحداثة، والعلم والتكنولوجيا، والتنمية في إطار الشراكة. لكن عبد الكريم اختلف جوهريا عن بقية حقبته بكونه أفلح في تطبيق أفكاره. فهو لم يكن إيديولوجيا فحسب، بل أيضا رئيس دولة . )) – ص 158 من نفس المرجع المذكور أعلاه. 10: من الأمور التي يتم تجاوزها من قبل الباحثين والمهتمين بالحركة التحريرية الريفية هو الدور الثقافي والتعبوي الذي قام به الأمير الخطابي قبل وأثناء اندلاع المقاومة الشعبية. 11: نحن نعتقد أن مولاي محند كان يسعى بالفعل إلى استقلال الريف. يمكن في هذا الصدد مراجعة كتاب زكية داود وماريا روسا ذي مادارياكا المذكورين أعلاه، وكذلك كتاب " في الظل الوريف في محاربة الريف " المذكور أعلاه كذلك. 12: من أجل تسليط الضوء على هذا الموضوع أنجزنا دراسة حول الموضوع تحت عنوان " المرأة والدين في المجتمع الريفي المعاصر " التي ستنشر ضمن مشروع كتابنا الاول، الذي سيصدر قريبا تحت عنوان " الريف في زمن المصالحة: الواقع والتحديات" . 13: تشير زكية داود في كتابها السالف إلى أن بعض الحرفيين اليهود بالريف كانوا يصنعون برادع الخيل، انظر ص 143 من نفس الكتاب المذكور أعلاه. وهذا الأمر يدعونا إلى ضرورة البحث في دور اليهود في الحرب الريفية.