فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من مؤتمر إمزورن إلى الجمهورية الثالثة..
نشر في شبكة دليل الريف يوم 25 - 07 - 2012


تقديم :
ازدهرت خلال السنوات الأخيرة حركة البحث في تاريخ الريف عموما، وتاريخ المقاومة الريفية خصوصا، وقد حظي موضوع معركة أنوال من جهة وموضوع الجمهورية الريفية من جهة أخرى، بقدر كبير من الاهتمام في أوساط الجماهير، كما في أوساط الباحثين المغاربة والأجانب. لقد كانت الحركة الثورية بالريف بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي، ما بين سنة1921 إلى 1926، حركة ثقافية وسياسية بالأساس تسعى إلى التغيير والتقدم الاجتماعي، قبل أن تكون حركة "جهادية" / مقاومة تناهض الاحتلال الاسباني. وعلى الرغم مما قد نختلف في شأنه مع البعض حول طبيعة الحركة الثورية بالريف،فإن الشيء المؤكد – تاريخيا - هو أنها (= الحركة الثورية بالريف) تمكنت من بناء دولة ديمقراطية تقدمية ذات مشروع ثوري، التي كان لها دورا بارزا في تاريخ المنطقة(= الريف).
علاوة على هذا، يظهر من خلال قراءة تاريخ الحركة الثورية الاستقلالية بالريف، ما بين سنة1921 إلى 1926، عدة أمور وحقائق تاريخية أخرى، وهي الحقائق التي لا يمكن للقارئ النزيه والباحث الموضوعي أن يتغاضى عنها بسهولة. لكن الأهم والأبرز على الإطلاق، في تقديرنا المتواضع، هي وجود ثلاثة حقائق أساسية في الموضوع برمته؛ أي في موضوع الحركة الثورية بالريف، حقائق تشكل جوهر القصة بكاملها. كما أنها تشكل أيضا جوهر النزاع والصراع بين الريف والمخزن من جهة ، وبين الريف وما يسمى بالحركة الوطنية من جهة ثانية. الأولى هي أن زعيم الثورة ورئيس الدولة الريفية لم يسعى إلى أقامة دولة دينية بالريف، ولم يناهض الاستعمار على أساس " الجهاد" في سبيل الدين ومحاربة الكفار كما تحاول بعض الكتابات التاريخية أن تثبت ذلك ، بقدر ما كان مفكر وسياسي تقدمي بامتياز. هذا قبل أن يكون مجاهد ومصلح ديني حسب بعض الآراء والكتابات التي تناولت الثورة الريفية بخلفية دينية. استنادا إلى هذا المعطى التاريخي، والموضوعي، لم يكتفي زعيم الثورة الريفية بمناهضة الاستعمار الامبريالي فقط ، وإنما كان يناضل أيضا من أجل النهوض بالريف على جميع المستويات( على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي والقانوني..). وهذا الأمر يتضح لنا بشكل بارز وملفت من خلال تأسيسه للدولة من جهة، ومن خلال طبيعة وتوجهات هذه الدولة من جهة ثانية، وأيضا من خلال مشروعه الثوري؛ وهو المشروع المجتمعي الديمقراطي والتقدمي، من جهة ثالثة. الثانية هي أن محمد بن عبد الكريم الخطابي ورفاقه في النضال، أسسوا لمفهوم جديد للمقاومة؛ وهو المفهوم القائم – أساسا- على مبدئيين حيويين للغاية، الأول هو مبدأ حربيا صرف، حيث كان الثوار يقومون بالهجوم على العدو ولا يكتفون بالدفاع فقط. والثاني هو مبدأ أنساني وأخلاقي محض، حيث كان جيش الثوار لا يقتل الأسرى والمدنيين. وعلى هذا الأساس كان جيش الثوار يباغت العدو في ثكناته قبل أن يباشر هو (= الجيش الإسباني) عملية الهجوم واحتلال المدن والمداشر الريفية. كما حاول محمد بن عبد الكريم الخطابي أيضا الحصول على الأسلحة المتطورة جدا لمجابهة العدو ( الطائرات، البواخر، والسلاح الكيماوي..)، هذا إلى جانب تأسيسه كذلك للجيش النظامي. ومن جانب آخر كان يقاتل بأخلاق عالية جدا، فكان على سبيل المثال لا يقتل الأسرى والمدنيين كما اشرنا سابقا، هذا بالإضافة إلى موقفه من اليهود، وعدم دخوله أيضا مدينة مليلية كان لأسباب إنسانية محضة كما صرح بذلك أثناء تواجده في القاهرة.
والحقيقة الثالثة هي أن قرار تأسيس الدولة الريفية سنة 1923 ؛ أي بعد سنتين تقريبا من الانتصار الساحق للثوار في معركة أنوال المجيدة، كان قرارا مدروسا وواعيا، وليس مجرد قرار اعتباطي وتكتيكي فرضته مجريات الثورة والوضع السياسي في البلد.
كثيرة هي الأسئلة التي تطاردنا، ونحن نشق طريق البحث والنبش في أحداث الثورة الريفية، أسئلة تطرح نفسها بقوة؛ أسئلة شائكة ومستفزة كذلك، ومنها على سبيل المثال: ما هو دور معركة أنوال في تغيير مسار الثورة الريفية؟ ماذا لو أن محمد عبد الكريم الخطابي فشل في معركة أنوال؟ ماذا كان سيكون مصير حركة المقاومة بالريف وزعيمها؟ هل كان من الممكن تأسيس الدولة الريفية لو فشل الثوار في معركة أنوال؟ وكيف كان ستكون علاقة الريف بالقصر لو لم يتم تأسيس الجمهورية الريفية؟ ولماذا اسم الجمهورية الريفية وليس الجمهورية الريفية الإسلامية مثلا، أو الجهورية الريفية العربية على سبيل المثال؟. هذه الأسئلة، وغيرها كثيرة هي التي ستشكل منطلقنا للبحث وإعداد هذه الورقة المتواضعة، التي أعدناها للنشر بمناسبة حلول ذكرى معركة أنوال أولا. وثانيا بمناسبة افتتاح الموقع الكتروني الإخباري الجديد: www.anoual.net .
هكذا بدأت الثورة:
في يوم 21 يوليوز من عام 1921 ، ألحق الثوار الريفيون بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي، أكبر هزيمة عسكرية في تاريخ الاستعمار الإسباني(1). فبعد خمسة أيام من الحصار المستمر، والتطويق الشامل لمراكز تواجد جيش الاحتلال في منطقة أنوال ونواحيها، بسط الثوار سيطرتهم على جميع مراكز العدو بالمنطقة، بعدما أن سيطروا بشكل كامل على أهم المراكز الإستراتيجية التي يتحصن فيها الجيش الإسباني آنذاك، وخاصة مركز ادهار أوبران الموجود في قبيلة تمسمان(2)، ومركز إغريبن الواقع بين قبيلة تمسمان وايت توزين ، وكذلك مركز ادرهار بومجان، وتيزي وعزا في قبيلة ايت توزين، وسيدي إدريس بقبيلة ايت اسعيد، وسيدي إبراهيم وغيرها من المراكز التي اتخذها جيش الاحتلال المتوفر حينذاك على أحدث الأسلحة الحربية (3)، كمواقع إستراتيجية لتحصين جبهاته الدفاعية.
لكن، وعلى الرغم من التفوق العسكري الواضح للأسبان، سواء من ناحية العدد أو العتاد، وأمام الضربات الموجعة للثوار، وصلابة المقاومة التي أبدوها في ميدان المواجهة والحسم، دحر جيش الثوار جميع الجنود الإسبان المرابطين بمركز أنوال ونواحيها، المقدر عددهم بحوالي 60.000 جندي (4)، لينتقل الثوار بعد ذلك إلى محاصرة آخر مواقع تمركز العدو في جبل اعروي (=العروي)، حيث دام الحصار 15 يوما قبل أن يتم الاستيلاء عليه نهائيا يوم 9 غشت، حيث فر من تبقى على قيد الحياة من الجنود الإسبان إلى مدينة مليلية(5) المحاذية لمدينة الناظور(6)، المعروفة بكفاحها الوطني ضد الاستعمار (7).
ومن هنا بدأت الحكاية بكاملها؛ حكاية شعب يعشق الحرية والكرامة، حكاية شعب أعلن في مؤتمر شعبي تاريخي بإمزورن يوم 21 فبراير 1921 ، عزمه الصادق على مقاومة الاستعمار والتخلف من جهة، وتغيير أوضاعه من جهة ثانية. وهو الشعب الذي أعلن باسم الجمعية الوطنية( = البرلمان) سنة 1923 استقلال الريف وتشكيل حكومة ريفية وطنية برئاسة محمد بن عبد الكريم الخطابي. حكاية شعب له حضارة طويلة منسية، وتاريخ مديد في الكفاح ومناهضة الغزاة(8)، وهي الحكاية التي ستستمر عبر الأجيال إلى يومنا هذا، لكن كيف استمرت هذه الحكاية حتى اليوم ؟ ولماذا تاريخ 21 يوليوز 1921 بالذات دون غيره من التواريخ التي تشهد بعظمة الريفيين في الكفاح والمقاومة الوطنية؟(9)، وما هي الحكاية التي نتحدث عنها ؟ وما هي طبيعة الثورة الريفية التي قادها فخامة الرئيس محمد عبد الكريم الخطابي بكل عزيمة وإرادة؟. تلك هي الأسئلة ( بالإضافة طبعا إلى الأسئلة السابقة) التي سنحاول بتواضع شديد، وبمنتهى الموضوعية أيضا، الإجابة عنها في السطور القادمة من هذه الورقة، فإليكم أيها السيدات والسادة حكاية الشعب الذي يعشق الحرية والكرامة حتى الموت.
لكن، سوف لا نعيد هنا كتابة تفاصيل هذه الملحمة الشعبية بحذافيرها، رغم أهميتها التاريخية والمعرفية بكل تأكيد، ورغم أهمية اكتساب أيضا الوعي التاريخي ، حيث أن كتب التاريخ تزخر بما يكفى من المعلومات المثيرة والمدهشة، والتفاصيل الدقيقة، عن الحرب والنضال الوطني بالريف خلال الفترة الممتدة ما بين سنة 1921 إلى سنة 1926؛ وهي الحرب التي خاضها الريفيون نيابة عن كافة المغاربة دفاعا عن كرامة وحرية الوطن، وبالتالي سوف لا نكرر هنا ما قد قيل وكتب عن الأسباب والدوافع الموضوعية التي أدت إلى اندلاع المقاومة الوطنية بالريف. كما أننا سوف لا نكرر هنا الحديث عن عبقرية الزعيم والقائد محمد عبد الكريم الخطابي مؤسس ورئيس جمهورية الريف، باعتباره من أبرز المفكرين التقدميين المغاربة قبل أن يكون رئيس دولة أو مجاهد في سبيل الدين والوطن، أو أنه مصلح ديني/ إسلامي يسعى إلى أقامة الشريعة.(10)
لكن مع ذلك من المهم جدا معرفة هل كان محمد عبد الكريم الخطابي داعية إسلامية ( هناك من يعتبره مجدد الإسلام) أم أنه كان مجاهدا في سبيل الدين والوطن ( يجب هنا التمييز بين مفهوم الداعية و مفهوم المجاهد) أم أنه كان مفكرا وسياسيا؟. هذا مع أهمية أبراز انتمائه الفكري : هل كان مفكرا تقليديا بلغة غرامشي أم أنه كان مثقف تقدميا بلغة جوليان بندا؟ (11). وعندما نعمل على أثارة هذا الجانب المهم من شخصية قائد الثورة الريفية (= محمد عبد الكريم الخطابي) فأننا نعي وندرك جيدا أهمية هذا الجانب؛ أي الجانب الفكري في شخصية محمد عبد الكريم الخطابي، في تطور الأحداث السياسية والحربية والتنظيمية والثقافية بعد وفاة والده عبد الكريم الخطابي سنة 1920 عموما، وبعد معركة أنوال خصوصا. وحينما نثير هذا الجانب من الثورة الريفية فأننا نستحضر في ذات الوقت دور الرجل (= محمد عبد الكريم الحطاب) في إنجاح الثورة، ونستحضر من جهة أخرى مواقفه السياسية و الإنسانية تجاه العديد من القضايا الوطنية والدولية. وفي هذا الصدد بالذات نشير إضافة إلى ما سبق ذكره في مقدمة هذا المقال إلى موقفه من فلسطين، و " مفاوضات" إكس ليبان، وجيش التحرير، ومن دستور 1962. طبعا، هناك مواقف أخرى لا يتسع المجال لذكرها وتناولها جميعا.
وفي سبيل هذه الغاية؛ أي في سبيل معرفة الانتماء الفكري لمحمد بن عبد الكريم الخطابي، سنفتح هنا قوس صغير ، ونقول: كون أن محمد عبد الكريم الخطابي، نشا في أسرة متدينة، سليلة الرسول(ص) حسب صاحب كتاب " حقائق عن مجدد الإسلام محمد عبد الكريم الخطابي"(12) أو كونه كان يحدث الناس بالقرآن والحديث كما يقول السيد الجزنائي في كتابه " محمد بن عبد الكريم نادرة القرن العشرين في قتال المستعمرين" (13)، لا يعني بالضرورة أن الرجل كان مصلح ديني وغايته هي الجهاد ضد الكفار، فتاريخ ومواقف الرجل التي ذكرنا البعض منها، سواء لما كان في الريف يقاتل بالبندقية ويؤسس مع رفاقه في النضال والكفاح المسلح دولة عصرية بكل المقاييس، أو لما كان في المنفى يقاتل بالكلمة والقلم ، وكذلك طبيعة مشروعه السياسي والاجتماعي، تؤكد لنا بما لا يدعى مجالا للشك والتردد أن الرجل كان مفكرا تقدميا بامتياز، قبل أن يكون مقاتلا ومجاهدا في سبيل الله ومناهضا للاستعمار ، حيث كان الوطن هو المنطلق والغاية هي الدولة، وليس المنطلق هو الدين والغاية هي تطبيق الشريعة، وخلاصة كلامنا هذا يمكن استنتاجه من أمرين وحقيقتين موضوعيتين:
* الحقيقة الأولى وهي أن الرجل ( = محمد عبد الكريم الخطابي) لم يقدم أي اجتهاد ديني في الفقه الإسلامي، سواء لما كان بالريف رئيسا للجمهورية أو لما كان في المنفى. كما أنه لم يصدر أيضا أية فتوى دينية، ولم يخصص وزارة خاصة للشؤون الدينية/ الإسلامية أثناء حكمه، وبالتالي فلا ندري عن أي إصلاح وتجديد ديني يتحدث عنه البعض؟. (14)
* الحقيقة الثانية وهي أن طبيعة المشروع السياسي والمجتمعي الذي ناضل من أجله الرجل أثناء حكمه لم يكن مشروع ديني / إسلامي، وإنما كان مشروع سياسي مجتمعي تقدمي بكل المقاييس، كما تؤكد ذلك العديد من الدراسات والأبحاث التاريخية التي أنجزت وصدرت حول الرجل وجمهورية الريف .(15)
على أية حال، عدم رغبتنا الآن، وفي هذا المقام المتواضع، تناول هذا الجانب المشرق والمهم من تاريخ المقاومة الوطنية بالريف، لا تكمن فقط في توفر المعلومات، وبكثرة، في الكتابات التاريخية التي تناولت هذه الحقبة التاريخية الهامة والفاصلة في تاريخ المغرب عامة، وفي تاريخ الريف خاصة. وليس للأمر كذلك علاقة بضيق المجال أو عدم تخصصنا في مجال الكتابة التاريخية(16)، وإنما لكون أن ما يهمنا في هذا المقام بالذات، ونحن نستحضر مرور أزيد من تسعة عقود على معركة أنوال المظفرة، هو علاقة هذا الحدث الحاسم في تاريخ الريف المعاصر، بتطور الأوضاع والأحداث بالريف ما بعد أنوال، خاصة على المستوى الحربي والسياسي والثقافي والتنظيمي، وبالتالي فإن ما نتوخى معالجته في هذا المقام، أو بالأحرى ما نتوخى إثارته للبحث والفحص هو معرفة دور وأهمية هذا الحدث التاريخي؛ أي انتصار الثوار الريفيون على الإسبان في معركة أنوال، وفي جميع المعارك التي خاضوها بشراسة ضد الإسبان قبل تحالفهم مع الفرنسيين من أجل محاربة الدولة الريفية الحديثة النشأة وقتذاك. قلنا، نروم إلى معرفة دور وأهمية هذا الحدث التاريخي (= معركة أنوال) في تغيير مجرى المقاومة أولا. ومعرفة أيضا مدى تأثير هذا الحدث البارز في تاريخ الريف على مستقبل الريفيين قبل وبعد الاستقلال الشكلي للمغرب سنة 1956 ، فلا يمكن، في اعتقادنا المتواضع، فهم مواقف النخبة الريفية من معاهدة إيكس ليبان، أو من حركة جيش التحرير، أو من الاستقلال الشكلي للمغرب(17)، أو من مسألة الدستور( انطلاقا من أول دستور سنة 1962 إلى الدستور الحالي) أو من مشروع المصالحة الوطنية (18) وغيرها من المشاريع والقضايا، كما لا يمكن أيضا فهم موقف المخزن، وما يسمى بالحركة الوطنية من أحداث الريف( انتفاضة 58/59 - 84 -2011 ) إلا من خلال الفهم الصحيح والموضوعي للمغزى السياسي والنفسي لمعركة أنوال من جهة، وللمغزى الحربي والتنظيمي من جهة ثانية، وبالتالي لا يمكن فهم الإطار العام لتأسيس الجمهورية الريفية خارج هذا الإطار والتصور.
أنوال والريف الجديد:
عندما نحاول فهم واستيعاب توتر علاقة الريف بالمخزن وأزلامه، انطلاقا من استحضار الماضي النضالي للريف، بكل تجلياته وتأثيراته العميقة في الذاكرة الجماعية للريفيين، فأننا نحاول بذلك وضع هذه العلاقة في موقعها الصحيح والطبيعي. فالعلاقة بين الطرفين (= الريف والمخزن + أزلامه) لها امتداد وجذور في التاريخ الجمهوري للريف، وهذا التاريخ لا يمكن فهمه إلا من خلال فهم دور وأهمية معركة أنوال في صنع هذا التاريخ المحاصر والمنسي، كيف لا ومعركة أنوال قد غيرت مجرى الأحداث بالريف، كما غيرت وجه الريف محليا، ووطنيا ودوليا، خاصة بعد تأسيس وإعلان استقلال بلاد الريف سنة 1923 (20). لقد كان لهذا التحول الجذري في المنظومة الفلسفية للمقاومة بالريف حينذاك، دورا مهما ورئيسيا في تغيير صورة ونظرة الريفيين إلى واقعهم الذاتي أولا، والى العالم ثانيا، حيث سيحاولون بعد تأسيسهم للدولة على تغيير ذلك الواقع المتخلف والبئيس، مؤكدين بذلك على أن التغيير ممكنا عندما تتوفر الرغبة والإرادة السياسية والعزيمة الصادقة، رغم ضعف الإمكانيات، بل وانعدامها في أحيان كثيرة. وفي هذا المناخ العام ستدخل الحركة الريفية بقيادة المفكر والقائد محمد عبد الكريم الخطابي منحى آخر من النضال الوطني بالريف، فالأمر الآن لم يعد يتعلق فقط بمناهضة الاستعمار(21)، وإنما يتعلق أيضا بعملية بناء الدولة وإصلاح المجتمع وتنميته على كافة المستويات.
وفي هذا المستوى من التحليل تكون الثورة الريفية التي قادها محمد عبد الكريم الخطابي بكل عزيمة وإرادة هي ثورة ثقافية وسياسية بالأساس قبل أن تكون ثورة مسلحة ضد المحتل، ثورة ضد العلاقات القبلية/ الاجتماعية التي كان يسودها الاقتتال والثأر ، ويسوده الخنوع والاستسلام للمستعمر . ومن جانب آخر ساهمة معركة أنوال، بشكل حاسم وقوى، في تغيير نظرة الريفيين تجاه السلطة المركزية، رغم أن رئيس الدولة الريفية ( = محمد عبد الكريم الخطابي) كان ينفي بشكل قاطع رغبته في مناهضة المخزن/ السلطان والخروج عن السلطان (22) . يظهر مما تقدم أن نظرة الريفيين بعد انتصارهم في معركة أنوال قد تجاوزت تلك النظرة التقليدية للمقاومة، حيث لم يعد الأمر في حدود الجهاد في سبيل الدين وطرد المستعمر الأجنبي كما كان عليه الأمر أثناء بداية المقاومة (23)، بل امتدت نظرتهم، وتطورت أحلامهم، إلى مستوى أخر، والي أفاق أوسع مما كانوا يعتقدون مع بداية إعلان المقاومة في مؤتمر إمزورن المنعقد يوم 21 فبراير1921 ، حيث سيتم التفكير في تأسيس كيان سياسي خاص بهم، وبالتالي التفكير الجدي في النهوض التنموي الشامل والكامل لبلاد الريف (24). وهذا الأمر بالذات له في اعتقادنا تأثير كبير وكبير جدا على نظرة وموقف المخزن (= الدولة المغربية)، وكذلك ما يسمى بالحركة الوطنية ، تجاه قضية الريف في مغرب ما بعد الاستقلال الشكلي سنة 1956. ومن نتائج انتصار أنوال أيضا، هو سعى قيادة الجمهورية الريفية إلى تحديث وتطوير قطاع السلاح الحربي، حيث سيسعون إلى امتلاك السلاح الجوي(25) والسلاح الكيماوي أيضا(26).
هذا من جهة، ومن جهة أخرى أدت التطورات العسكرية والسياسية التي عرفها الريف بعد معركة أنوال إلى توسيع جبهات القتال والمقاومة، ونشير هنا على سبيل المثال إلى معركة اشاون( =شفشاون) سنة 1924 ومعركة البيبان سنة 1925 ضد الفرنسيين، وهو الأمر الذي سيودى إلى التعاون الفرنسي والاسباني،( بدعم بريطاني ومغربي / السلطان)، لمواجهة دولة الريف الحديثة النشأة. فبالإضافة إلى الخطر الذي تشكله الدولة الريفية على مستقبل الاستعمار ككل، والاستعمار الفرنسي في تامازغا(= شمال أفريقيا ) تحديدا، نظرا لطابعها الثوري أولا، ونظرا لمشروعها التحديثي ثانيا. وبالتالي فإن فرنسا كانت تعتقد بأن وجود دولة تقدمية بالشمال المغربي ستشكل حتما خطرا على مصالحها في شمال أفريقيا كلها وليس في المغرب فقط ،خاصة بعد الصدى الدولي الذي أصبح لدى حركة الريف في العالم. من هذا المنطلق ستتحالف القوى الامبريالية آنذاك لضرب المشروع الوطني التحرري للريف ؛ وهو المشروع القائم – أساسا- على الوحدة والديمقراطية والحداثة. وبعد أربعة عقود من الزمن - تقريبا - سيتحالف القصر مع بعض الأحزاب السياسية المغربية(= "الحركة الوطنية" ) لمحاصرة جيش التحرير (27)، وعبد الكريم الخطابي حسب الفقيه البصري (27).
وبكل بساطة ، لقد كانت القوى الاستعمارية آنذاك، وفرنسا بالذات، تعي جيدا ما معنى وحجم خطورة وجود دولة ديمقراطية تقدمية في شمال المغرب، حيث تسعى إلى الحداثة وامتلاك السلاح الجوي. ومن جانب آخر كان المخزن المغربي/ السلطان أيضا، الذي أصبح بفعل تطور الأحداث على الأرض متجاوز كليا، ويشعر هو أيضا بخطر استقلال الريف، ففي موضوع دعم المخزن المغربي/ السلطان للتحالف الامبريالي الاستعماري ( الفرنسي والإسباني والبريطاني)، تقول السيدة زكية داود ما يلي (( لكن الأحداث تسارعت.فقد فهم مولاي يوسف جيدا الرهانات المطروحة بين باريس والرباط، وبين بيتان وليوطي. لذلك خرج من تحفظه، وذهب يتفقد الجبهة. ثم اصدر تعليماته بتجنيد " المحلات" الشريفية ووضعها تحت إمرة أخيه المامون الذي عينه حديثا خليفة لفاس. وفي الوقت الذي وجه إليه مجلس الشيوخ الفرنسي تهانئه، دعا رعاياه، رسميا إلى التطوع ضد " المحتال" (المقصود هنا هو عبد الكريم). فوصلت سوقات عسكرية من زعير، وزيان، وزمور والشاوية، وفاس وصفرو، وخصوصا من مراكش من طرف الكلاوي، فيما تقاطرت أولى التعزيزات القادمة من فرنس)) ثم اضافة الكاتبة تقول أن السلطان قال لبيتان (( خلصوا المغرب من هذا المتمرد..))، (29)
وبناءا على ما تم ذكره سابقا، نرى أن معركة أنوال قد لعبت دورا حاسما في تغيير مسار ومجرى المقاومة الوطنية بالريف من ناحية، كما كان لها أيضا دورا وتأثيرا قويا على مسار علاقة الريف بالمخزن من ناحية ثانية. لا يمكن فهم ، وبشكل موضوعي وجيد، مواقف الأطراف المعنية بالصراع السياسي قبل وبعد الاستقلال الشكلي لبلادنا سنة 1956 ، سواء في ما يتعلق بفهم موقف النخبة السياسية؛ أي ما يسمى بالحركة الوطنية، من الحرب التحررية التي كان الريفيون يخوضونها بشراسة وشجاعة لا مثيل لها حسب صاحب كتاب " أسد الريف " المجاهد محمد محمد عمر بلقاضي( المرجع مذكور في الهوامش)، أو ضد منطقة الريف برمتها بعد مرحلة الاستقلال الشكلي سنة 1956، حيث ستتعرض المنطقة لعقاب جماعي دام أزيد من خمسة عقود، بل وأكثر من ذلك ستتعرض المنطقة لحملة عسكرية تأديبية سنة 1958 إبان الانتفاضة الشعبية ضد الأوضاع المزرية بالريف آنذاك من جهة، وضد فساد وتمادي ميلشيات حزب الاستقلال من جهة ثانية(30). وفي هذا الموضوع أوردت احد التقارير التي بعث بها السيد حسن الوزاني وعبد السلام الطود إلى محمد عبد الكريم الخطاب بالقاهرة ما يلي (( بسبب الفوضى التي عمت بنشر عصابات بيدها أحدث الأسلحة، هذه العناصر تابعة لحزب الاستقلال وبواسطتها تم إبعاد جيش التحرير الحقيقي عن مواقعه واستبداله بالدخيلة التي أصبحت تهدد الناس بالقتل وتقوم بالاختطاف والاعتقال والتعذيب.. )). ثم أكد التقرير أيضا بأن المهدى بنبركة هو المسؤول عن تلك الفوضى حيث نقرأ في التقرير ما يلي (( المهدى هو المخطط الحقيقي لكل عمليات الاختطاف والتعذيب والاغتيالات وهو الوباء الفتاك الذي نتضرع إلى الله سبحانه أن ينتقم منه)) (31).
محمود بلحاج، فاعل حقوقي أمازيغي
ملحوظة: ينشر بالاتفاق مع الموقع الإخباري www.anoual.net
هوامش الجزء الأول:
1: تقول السيدة زكية داود في كتابها تحت عنوان " عبد الكريم ملحمة الذهب والدم" ترجمة محمد الشركي، وإصدارات وزارة الثقافة المغربية سنة 2007 ، حول انهزام اسبانيا في الريف ما يلي " لقد دق ناقوس الخطر في مدريد ،التي توزعت بين الذهول والغضب، ونكست الأعلام المحاطة بالسود، وعلقت قطع قماش قاتمة بشرفات المنازل ونوافذها. كانت تلك أكبر كارثة عسكرية على الإطلاق يمنى بها الجيش الاسباني )) ص 98
2: حول ملحمة ادهار اوبران يرجى مراجعة كتاب " ملحمة ادهارأوباران أنشودة المقاومة الريفية" تأليف محمد أقضاض ومحمد الولي – المطبعة الأولى 2007 – منشورات مطبعة المناهل.
3: حول نوعية وحجم السلاح المستعمل من قبل الاستعمار الاسباني والفرنسي يرجى مراجعة كتاب " التاريخ السري لحرب الريف" للمؤلف خوان باندو وترجمة سناء الشعيري - منشورات الزمن، سلسة ضفاف العدد 12. راجع كذلك كتاب " عبد الكريم الخطابي في مواجهة السلاح الكيميائي" للمؤلف روديبرت كومز ورولف ديببتر، وترجمة عبد العالي الامراني عن منشورات فيدباك 1996. أو كتاب " أسد الريف : مذكرات عن حرب الريف" للسيد محمد محمد عمر بلقاضي عن مطبعة سلمى بالرباط – الطبعة الثانية.
4: نشير هنا إلى وجود تضارب وتباين في عدد القتلى في معركة في مواجهة أنوال، فصاحب كتاب : أسد الريف" المذكور سابقا يتحدث عن 40.000 من القوات والجنود الاسبان و 20.000 من المرتزق الذين جندتهم اسبانيا – ص 121 . أما زكية داود المرجع السابق فتتحدث عن وجود 30.000 مقاتل ريفي أثناء حصارهم لمدينة الناظور المحاذية لمدينة مليلية، وقتل ما بين 19.000 إلى 20.000 من الجنود الاسبان في معركة جبل العروي و حوالي 26.000 في معركة أنوال ( 92 – 98 ).
5: انظر كتاب " سبنة ومليلية مغاربة تحت الاحتلال " للمؤلف بوغالب العطار منشورات دار النشر المغربية الطبعة الأولى 1996
6 : حول تاريخ مدينة الناظور انظر " الإبانة عن المغمور في نسب شرفاء أهل الناظور" للسيد البشير بن المختار محمد بن منصور المنصوري الوكيلي، الجزء الأولى- 1993 -
7: انظر كتاب " الشريف محمد امزيان شهيد الوعي الوطني " من تأليف الدكتور حسن الفكيكي - طبعة 2008 –
8: انظر على سبيل المثال كتاب " التمدن والتعمير في جبال الريق المغربي" منشورات مجموعة البحث الجغرافي حول جبال الريف . و كتاب " مساهمات في دراسة منطقة الريف " من إصدارات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تنسق وإعداد الخطير أبو القاسم
9: تجدر الإشارة هنا إلى أن المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الأجنبي للمغرب خلال القرن الحديث (= القرن العشرين) ظهرت للمرة الأولى في الريف الشرقي للمزيد من المعلومات يرجى مراجعة كتاب " الشريف محمد أمزيان شهيد الوعي الوطني " لمؤلفه الدكتور حسن الفكيكي – الطبعة الأولى 2008 .
10: انظر مثلا مقال الأستاذ عبد الله كموني " مفهوم الإصلاح عند الخطابي من خلال رسائله ومقالاته " منشور ضمن كتاب " الخطابي الغائب الحاضر في الذاكرة الوطنية " ، إصدارات مجموعة البحث محمد عبد الكريم الخطابي- دار أبي رقراق – ص 37 إلى 45 .
11: المثقفين التقليديين حسب غرامشي هما المعلمين ورجال الدين والإداريين، انظر ادوارد سعيد " صور المثقف" ص 21 – 22 – 23 – 24
12: " حقائق عن مجدد الإسلام محمد عبد الكريم الخطابي " ص 14 – 15 ، الكتاب تأليف مشترك ومن إعداد وتقديم محند البخلاخي منشورات الصالون الأدبي لابن الريف.
13: " محمد بن عبد الكريم نادرة القرن العشرين في قتال المستعمرين " من تأليف السيد محمد بن عمر بن علي العزوزي الجزنائي- ص 20 -28 – 40 -، اصدارت دار الأمان بالرباط – الطبعة الأولى 2007 .
14: ما هو معروف إلى حدود الساعة في هذا الجانب ان محمد بين عبد الكريم الخطابي كان يكتب مقالات انتقادية حول عدم تطبيق الشريعة وعيرها من الأمور .ومن الضروري التمييز هنا بين التوجهات السياسية والفكرية لدى محمد عبد الكريم وقناعاته الإيمانية/ الدينية. ففي هذا الجانب هو إنسان مؤمن يقوم بأداء جميع فرائض الدين كما تؤكد المصادر التاريخية المتوفرة الآن في الموضوع.
15: المرجع السابق زكية داود، وانظر كذلك كتاب " الظل الوريف في محاربة الريف" للمؤلف أحمد سكيرج الأنصاري الخزرجي، دراسة وتحقيق الدكتور رشيد يشوتي، منشورات المعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط – 2010 (ص 36 – 37 – 38 )
16: نحن لا نقوم هنا بكتابة التاريخ فهذه الأمور ليست من اختصاصنا، لكن بحكم شغفنا الكبير بالتاريخ عموما والتاريخي الأمازيغي خصوصا، ارتأينا أن نقدم بمناسبة حلول معركة أنوال هذه الورقة المتواضعة في الموضوع.
17: انظر زكي مبارك " موقف محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من مباحثات ايكس ليبان " مجلة وجهة نظر العدد المزدوج 40 – 41 .
18: نشير هنا أن المخزن يحاول في مشروعه التصالحي مع الريف أحداث نوع من المصالحة التاريخية التي يقول مفادها أن الريف والمخزن ( السلطان ومن بعده الملك) لم يكون بينهم أي صراع ولا خلاف وبان الريف كان دائما خاضعا للسلطة المركزية ، ونشير هنا مثلا إلى كتاب علي الإدريسي " عبد الكريم الخطابي والتاريخ المحاصر" ، وكتاب زكي مبارك " محمد الخامس وابن عبد الكريم الخطابي وإشكالية استقلال المغرب " ، وفي نفس الاتجاه يمكن أيضا اعتبار كتاب " الخطابي في المنفي " للمؤلف الدكتور الخلوفي الصغير محمد / منشورات بنى ازناسن- ص 116 – 117 وإدراج كتاب الصديق الدكتور عبد الرحمان الطيبي " الريف قبل الحماية"، وكتاب الدكتور مصطفى الغديري " الريف موضوعات وقضايا" الطبعة الأولي .
19:
20: حول مفهوم بلاد الريف يرجي مراجعة كتاب " مساهمات في دراسة منطقة الريف " منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية – تنسيق الأستاذ الخطير أبو القاسم – ص 51 -52 -53
21: عادة ما يتم اعتبار حركة الريف حركة جهادية فقط وهذا غير صحيح من وجهة نظرنا الشخصية، فالحركة أكثر بكثير من كونها حركة جهادية كما اشرنا إلى ذلك في مقالنا.
22: انظر المرجع السابق " ظل الوريف في محاربة الريف ( ص31)، انظر كذلك كتاب محمد عبد الكريم الخطابي أراء ومواقف " للمؤلف الأستاذ محمد أمزيان عن منشورات اختلاف ( ص 21). وكتاب " زعيم الريف محمد عبد الكريم الخطابي " للمؤلف السيد محمد العلمي، منشورات أفريقيا الشرق – الطبعة 2009 – ص 7
23: غالبا ما يقال بأن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان مجرد مجاهد ومقاوم ناهض الاستعمار فقط، وفي هذا الكلام إجحاف في حق الرجل وفي حق المشروع الذي كان يناضل من جله.
24: راجع مثلا زكية داود المرجع السابق
25: حول مشروع حكومة الريف امتلاك السلاح الجوي يرجى مراجعة المرجع السابق " ظل الوريف في محاربة الريف " ص – 38 -39 –
26: حول المشروع الإصلاحي في الجانب المتعلق بتطوير السلاح يقول صاحب " أسد الريف " بان عبد الكريم قام بإنشاء معمل لإصلاح العتاد الحربي بمنطفة اعكيا، ولقد تم اختراع قنابل يدوية محلية تفوق القنابل التي كانت تصنعها فرنسا واسبانيا. المرجع السابق – ص 193 -194 – 195 -196 .17:
27: المرجع السابق على الإدريسي
28: انظر كتاب " عبد الكريم الخطابي :التاريخ المحاصر " تأليف الدكتور علي الادريسى ومنشورات تيفراز – الطيعة الأولى 2007
29: المرجع السابق زكية داود
30: حول أحداث انتفاضة الريف سنة 58/59 يرجى مراجعة كتاب " الريف : بين القصر/ جيش التحرير وحزب الاستقلال " من تأليف الدكتور مصطفى أعراب – منشورات اختلاف – الطبعة الثانية 2002 . انظر كذلك ملف خاص عن الموضوع في جريدة الصحيفة العدد 47 يناير 2002 .
31: انظر كتاب " الخطابي في المنفي " للمؤلف الدكتور الخلوفي الصغير محمد / منشورات بنى ازناسن- ص 116 – 117


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.