أكيد أنه اذا قمنا باحصاء عدد المغاربة المتشائمين من جراء وضعهم، سنجد النسبة مرتفعة بل ومهولة. وأكيد أننا نعيش في بلد أقل انحطاطا مقارنة بعدد من البلدان المتخلفة، هنا نقف لنقول(الحمد لله). لكن يا أخي ويا رفيقي ويا ما نعرف شكون، الانسان بطبعه تطوري ويترجى الترقي، والغالب أننا تنتابنا هذه الغريزة بشكل أناني، ونفتقد لنظرة شمولية تطورية، مما يجعل الأوضاع في ترد مستمر وهذا ما يخلق ثقافة التشاؤم لدى المغاربة. ثقافة التشاؤم دون طرح التساؤل عن السبب، بل والتشاؤم حتى من طرح الأسئلة، فالمدرسة المخصبة للجودة قد تكون أحد الأسباب، والاستهلاك دون الانتاج ربما سبب أخر، البطالة من الأسباب الأساسية، المحيط المهمش والمقصي من جميع المرافق الحيوية قد يكون أحد العوامل، وتتعدد الأسباب... يولد المغربي من بطن أمه فيكون معرضا لتبني ثقافة التشاؤم، والنتيجة هي المعاناة من مركبات نفسية، وان لم أكن اختصاصيا في علم النفس الا أني قد أكون اختصاصيا في دقة الملاحظة بشكلها الايجابي، وأقول هذا الكلام دون أن أستثني ذاتي من الثقافة التشاؤمية التي تولد ( الإحضيآي) مركبات نقص، تجعل تفكيرنا مكبلا بسلاسل من حديد فلا أحد ينكر أن المظاهر طاغية على أذهان المغاربة وهو مركب نقص، المغاربة يعانون من فراغ في الوقت لذا تجدهم مدمنين على متابعة مباريات كرة القدم الأوروبية والدفاع عن احدى الفرق بشكل عاطفي خارق، نسمعهم في نقاشات سوفسطائية عبر أرجاء الوطن وهم مدمنين كذلك بوسائل الاعلام الشرقية والغربية فيتعاملون معها بشكل أعمى، وبالتالي يتأثرون، فيتمزق تفكيرهم الى أشلاء عديدة، وهم مدمنون على لعبة الأرقام ولا شيء أخر غير لعبة الأرقام، يلهثون وراء السراب دون نتيجة، كيف يمكن لهذا المواطن أن يصل الى معرفة جل المشاكل المحيطة به. تؤدي جل هذه المركبات التي تحوم حول نفسية المواطن المغربي الى كونه مجرد آلة تستهلك دون أن تعرف ان للانتاج معنى وأهمية. اننا نحتاج الى مساعدة الطب النفسي بغية معالجة المركبات النفسية التي نعاني جراءها، ونحتاج الى محيط اجتماعي صحي للأجيال القادمة لأنه قد بلغ السيل الزبى والوضع يزداد ترديا خاصة وأن العالم أصبح قرية صغيرة كما يقال .. فكري الطلحاوي من بني بوعياش