بعد أسبوع عن رحيل التلميذة فاطمة أزهريو التي ماتت بالمستشفى الجهوي محمد الخامس بالحسيمة جراء مضاعفات مرض سرطان الدم لا يزال الرأي العام المحلي يتساءل عن الأسباب التي عجلت بوفاتها خصوصا بعد الاتهامات التي ظهرت أخيرا ضد جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالحسيمة لعدم تحملها لمسؤوليتها المهنية خصوصا وأنها تتلقى أموالا بهدف دعم علاج مرضى السرطان بالإقليم. جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالحسيمة التي تأسست في سنة 2005 بهدف مساعدة المرضى المصابين بداء السرطان الذين لايتمكنون من العلاج بسبب غلاء الأدوية المضادة لهذا الداء وصعوبة التنقل إلى المراكز الأخرى خارج الإقليم لتلقي العلاج، لم يظهر لها اثر في قضية التلميذة فاطمة مع العلم أن الجمعية ذاتها هي التي عهد إليها التأطير الاجتماعي وتسيير مركز استقبال المرضى نزلاء مركز الانكولوجيا بالحسيمة الذي دشنه الملك محمد السادس خلال زيارته الرسمية لمدينة الحسيمة سنة 2008. من جهة أخرى وفي نفس السياق ظهرت بمنطقة الريف أصوات سياسية وحقوقية ترفض ربط مرض وموت التلميذة فاطمة بملف الغازات السامة بالريف منها قيادات سياسية بحزب "البام" كانت إلى الماضي القريب من اكبر الأصوات المدافعة عن فتح ملف الغازات السامة. هذا ما أوضحه احد القياديين بحزب" البام" في مقال له يؤكد من خلاله أن المرض الذي أودى بحياة فاطمة أزهريو "لا علاقته بمرض السرطان وبالتالي عدم ربطه بالغازات السامة" التي كان الريف مسرحا لها خلال عشرينيات القرن الماضي عندما تحالفت فرنساواسبانيا للقضاء على المقاومة الريفية التي حققت آنذاك انتصارات عظيمة في حربها ضد الاستعمار بقيادة الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي. هذا ويرى متتبعين للقضية أن الأحزاب السياسية وبعض الفعاليات الحقوقية التي تحاول إبعاد وعدم ربط ملف الغازات السامة بالريف بمرض وموت فاطمة تسعى إلى هدف واحد وهو عدم الخوض وبالتالي فتح هذا الملف وذلك لتجنب توتير علاقاتها بالدولة التي سعت ومازالت تسعى لطمس هذا الملف ربما لما يخبئه من أسرار ضد الدولة المغربية وحفاظا على مصالحها مع الجارة اسبانيا.