في مثل يوم امس الثامن من سبتمبر 1925 تم إنزال القوات العسكرية الإسبانية على شواطئ الحسيمة فبدأت معركة ضارية في الطور النهائي من حرب الريف حول المكان المعروف، في المستندات العسكرية، ب "قطاع أجدير . وجاء هذا الانزال العسكري انتقاما لقتلى الجيش الاسباني في معركتي أنوال والعروي في سنة 1921 كما كان أضحم انزال بحري في التاريخ ولم يضاهيه سوى انزال الحلفاء في النورماندي ابان الحرب العالمية الثانية. وشارك في هذه العملية التي قامت بها القوات الاسبانية بالتحالف مع الاستعمار الفرنسي حوالي 13 الف جندي اسباني و ما يزيد على 100 بارجة حربية مختلطة وذلك بعد قصف عنيف استعملت فيه ما يفوق 260 طائرة حربية. واشار الباحث الاسباني انريكي خويرا إلى أن هذا الانزال كان النواة الاولى لميلاد ميدينة الحسيمة حيث تمخض عنه استقرار مجموعة من المخيمات العسكرية، متميزة بالموقع الجغرافي الخاص لهذه الناحية، وذلك باختيار أراض مناسبة لإقامة ثكنات للجيوش، ومراكز التموين والمستشفيات العسكرية (إذ سرعان ما نصبت في "المرفأ الجميل" منشأة قصديرية تتوفر على شروط جيدة لتصبح مستشفى الصليب الأحمر وهو ما اعقبه توافد المدنيين الذين كانوا يقدمون خدمات للعسكرين .