يعتبر سوق «ثلاثاء الحسيمة»، من أقدم الأسواق بالمدينة، حيث يعود إلى فترة الاستعمار، كما يشكل أهم مجال تجاري يفده عدد المتسوقين من مناطق مختلفة من الإقليم أو باقي المدن المغربية، التي تقصد الحسيمة في عمليات تجارية. وتتشكل معظم واردات السوق من المواد الفلاحية كالخضر والفواكه والحوامض، وكذلك الألبسة والتوابل ومواد التجميل، كما تستورد المنطقة أزيد من 80 ٪ من حاجياتها الغذائية. ورغم المكانة الاقتصادية والتجارية لهذه السوق، التي تتشكل أساسا من مجموعة من المحلات التجارية لبيع مختلف المعروضات سواء غذائية، ألبسة، مطاعم، مواد كيماوية، توابل، مجازر، بالإضافة إلى سوقين لبيع السمك. وبالرغم من هذه الأهمية فإن هذه السوق التي تعمل طيلة أيام الأسبوع، تفتقر لأهم التجهيزات الأساسية التي يجب أن يتوفر عليها مركز تجاري بهذا الحجم، كدورات المياه، والماء الصالح للشرب، ورغم تجهيز السوق مؤخرا بمحلات لبيع الأسماك إلا أنها لم تنه الروائح النتنة التي تملأ المكان، والناتجة عن المياه المتعفنة التي تطرحها صناديق الأسماك خاصة بمدخليه الرئيسين، علاوة على الأتربة والبلل التي تشكوا منها أرضية السوق، والتي تجعل من التسوق أثناء تساقط الأمطار عملية شاقة ومستعصية بسبب الأوحال والمياه التي تغمر كل جنبات السوق، حيث تتسرب باتجاه المحلات التجارية ( عبارة عن براريك )، وذلك كلما تساقطت على المنطقة كميات من الأمطار. هذه الحالة دفعت بالتجار إلى توجيه العديد من الشكايات في هذا الصدد. أحد تجار سوق الثلاثاء أكد ل «الأحداث المغربية» أن «الخدمات المقدمة للتجار ليست في مستوى الرسوم التي يتم استخلاصها». ويضيف بأنهم « يعانون من غياب المرافق الأساسية، وكذلك غياب سقف للسوق، مما يجعله عرضة لمياه الأمطار التي تتسرب للبراريك المنشأة من الزنك والبلاستيك، وكثرة التجارة العشوائية وتجارة الرصيف عند مدخلي السوق، مما يؤثر على مداخيل التجار». وبالرغم من تجهيز سوق بيع السمك بمرافق مهمة، فإن استمرار التجار في عرض صناديق الأسماك على أرضيته يؤدي إلى انتشار الروائح النتنة التي تملأ المكان، والحشرات الضارة خاصة الذباب والناموس، الذي يتكاثر بمستنقعات المياه الآسنة والمتعفنة التي تتسرب من بقايا الأسماك التي يتم التخلص منها. كما تنتشر فوضى تجارية عارمة بمدخلي السوق، التي تكثر بهما التجارة العشوائية، حيث يتم عرض الأسماك والخضروات والفواكه والألبسة على أرضية غير مهيأة، في تغاضي مكشوف لرجال السلطة والشرطة الإدارية التابعة لبلدية الحسيمة. مصادر أكدت للجريدة عن اكتفاءهما باستخلاص إتاوات مقابل التغاضي عن هذا النوع من التجارة التي أصبحت متفشية، وذلك رغم الاحتجاجات المتكررة للتجار. سمير المرابط عن نقابة التجار أكد للجريدة أن «سوق الثلاثاء» أصبح نقطة سوداء بالمدينة، وأضاف أن نقابته قامت بإجراء سلسلة من الحوارات واللقاءات مع المسؤولين، قصد إيجاد الحلول اللازمة لهذه السوق، إلا أن كافة الالتزامات لا يتم احترامها من طرف المجلس والسلطات، مما يجعل هذا المركز التجاري عرضة للامبالاة والإهمال. وتضيف المصادر كون التجار نفذوا العديد من الوقفات أمام المجلس البلدي للحسيمة والباشوية وذلك للفت الانتباه لوضعيتهم، والمطالبة بإنهاء الفوضى والتسيب التجاري خاصة بمدخلي السوق والممرات المؤدية إليه. النقابة الوطنية للتجار والمهنيين ( الكتابة الإقليمية بالحسيمة )، طالبت أكثر من مرة من السلطات وبلدية الحسيمة بتنفيذ النقط المتفق عليها في محضر سابق، حيث يلح التجار على تلبية مطلب أساسي أصبح يؤرقهم، وهو مطلب إيجاد حل للباعة المتجولين، الذين تكاثروا كالفطر، وأصبحوا يغلقون كل المنافذ المؤدية إلى السوق تحت أنظار أعوان السلطة. ويطالب التجار بتخفيض سومة الكراء، وإيجاد حل للباعة المتجولين وكذلك معالجة مشكل الأزبال، التي تعج بها كل جنبات السوق، والإعفاء من الضرائب، وتجهيز سوق ثلاثاء الحسيمة. دليل الريف : خالد الزيتوني / الاحداث المغربية