باتت المنافذ المؤدية إلى سوق "الغرب"، أو "اجميعة"، وسط الدارالبيضاء، مغلقة عن آخرها بسبب تزايد عدد "الفرّاشة"، الذين يعرضون تجارتهم، بطريقة غير قانونية، لم تحد من انتشارها الحملات التي تقوم بها، بين الفينة والأخرى، سلطات عمالة مرس السلطان الفداء. "المغربية" زارت السوق المذكور، وعاينت غزوه من طرف باعة الخضر والفواكه المتجولين، وانتشار الأزبال في فضائه، وتلوث محيطه، وارتفاع عدد المتسولين عند مدخله، وتزايد شكايات التجار من وجود لصوص يتربصون بزبنائهم. عند مدخل سوق "الجميعة" المطل على زنقة الغرب، أنزلت مليكة (اسم مستعار) صناديق بلاستيكية مختلفة الأحجام، ووضعت عليها أنواعا من الخضر شبه جاهزة في أكياس بلاستيكية شفافة وجميلة، ثم وزعت أنواعا أخرى على أدلاء صغيرة وسط ماء نظيف، لتستحوذ بضاعتها على حيز كبير من مدخل السوق المؤدي مباشرة إلى باعة التوابل. كانت الأسعار التي حددتها مليكة لبضاعتها مرتفعة نسبيا مقارنة مع باقي الأسعار المسجلة بالسوق، وعللت هذه البائعة ارتفاع الأسعار تقشيرها للخضر المعروضة وتنظيفها، وجعلها شبه جاهزة بالنسبة للزبون. عملية التقشير والتنظيف نتجت برك من الأوحال، وأدت بقايا خضر رمى بها الباعة إلى تكاثر الذباب وانتشار روائح كريهة تثير استياء الوافدين على المرفق. وبباب آخر، مطل بدوره على زنقة الغرب، ويؤدي مباشرة إلى باعة السمك بداخل السوق، عرضت بائعات أخريات أنواعا من الخضر المحضرة، بما فيها الخرشوف والقوق والجلبانة في أكياس بلاستيكية نظيفة وجميلة، وبجانبهن تراكمت الأزبال على طول السور المحيط بالسوق، حيث يركن به الزبناء سياراتهم، ما أثار سخط حارس للسيارات، إذ صب جام غضبه على الباعة، لينشب نزاع بينه وبين بعضهم، فتعالت أصواتهم ليتبادلوا كلمات نابية، وانتهت المشاداة الكلامية بتدخل بعض المواطنين، بعدما علق أحدهم أن "الحادث أصبح مألوفا وأنه واقع الحال يعانيه المتبضعون من المنطقة منذ عقود". ساحة التاج كانت أبواب السوق كلها مستغلة من طرف باعة الخضر من جهة زنقة الغرب ومن طرف باعة الأكياس والأواني البلاستيكية من جهة "قيسارية الحفاري" في ساحة التاج، وباعة الخضر زنقة تارودانت قرب محلات بيع التوابل والأعشاب من درب البلدية، وبدا أن عدد الباعة خارج السوق أكثر من الذين يزاولون النشاط نفسه بداخله، كما كان الرواج التجاري مرتفعا خارج السوق، فيما كان التجار بداخله يتحسرون على ركود البيع. يواجه الوافدون على السوق أكواما من الأزبال وانتشار الأوساخ عند مداخله، وبركا من الأوحال تزداد خطورة في فصل الشتاء، كما تهدد الفيضانات المحلات التجارية بداخل السوق وبقربه، وتعرض تجارتهم إلى خسائر مادية.