تحولت أسواق الخضر بالتقسيط في الأحياء الشعبية في مدينة في الدارالبيضاء صباح أمس الاثنين، إلى حائط مبكى، إذ اشتكى الباعة قبل المواطنين، ارتفاع الأسعار إذ قالوا إن لا تقل عن خمسة دراهم، فبعد أن سجلوا الأسبوع الماضي وقوع ارتفاع لا يتجاوز درهما في الكيلوغرام، لاحظوا تواصل الارتفاع ما جعل المواطنين يشتكون من غلاء المواد الاستهلاكية الأساسية في تحضير "الطنجرة" اليومية. وكشف التجار في سوق الجملة وعدد من الأسواق المحلية بالعاصمة الاقتصادية، في تصريحات ل"المغربية"، أن الوسطاء هم سبب الغلاء، الذي يشكوه باعة التقسيط والمستهلكون، فضلا عن تكاليف النقل. وذكر عبد الله، بائع الخضر بالتقسيط بالسوق البلدي في عين الشق، أن الإقبال على الخضر تراجع منذ نهاية الأسبوع الماضي، وعزا هذا التراجع إلى تزامنها مع الاحتفال بعاشوراء. وقال إن سعر الطماطم بالتقسيط بلغ، 5 دراهم، بزيادة بين درهم ودرهمين، مقارنة مع الأسبوع قبل الماضي، فيما اعتبر أسعار باقي الخضر مستقرة، وجلها لا يقل عن 5 دراهم (الفاصوليا، والجلبانة 10 دراهم للكيلوغرام). وتبين من تصريحات الباعة بالدارالبيضاء أن الأسعار تسجل ارتفاعا يفوق أحيانا درهمين، حسب الأسواق والأحياء، إذ في الوقت الذي يصل سعر الطماطم والجزر والبطاطس والبصل 5 دراهم في سوق زنقة أكادير، وسط المدينة، وفي حي درب غلف، يرتفع في أحد أسواق حي عين الشق بدرهم واحد ودرهمين. وعزا بوجمعة، بائع خضر في عين الشق، غلاء بعض المواد الاستهلاكية إلى جودتها، وندرة بعضها خلال فصل الخريف، خاصة اللفت، والجزر، والفلفل، والجلبان. واعتبر سعيد السوسي، رب أسرة، أن الغلاء الذي يمس حاليا عددا من المواد الاستهلاكية غير مسبوق، مشيرا إلى أن العديد من الأسر المعوزة تحرم من اقتناء بعض الأنواع من الخضر، خاصة التي يفوق سعرها 10 دراهم للكيلوغرام، مثل الجلبان. من جهتها، اعتبرت نعيمة، موظفة بنكية، أن الغلاء المسجل حاليا في العديد من المواد الاستهلاكية، بما فيها الخضر والفواكه، يعود إلى المضاربة بالأسواق وارتفاع تكلفة النقل، إضافة إلى الاحتكار. في السياق نفسه، قال حسن فريد الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للتجارة والخدمات بسوق الجملة للخضر والفواكه بجهة الدارالبيضاء، إن الوسطاء يتسببون في غلاء الخضر والفواكه خارج السوق. واعتبر الإدريسي، في تصريح ل"المغربية"، ارتفاع عدد "الشناقة" بالسوق ليشمل 75 في المائة من أصل 10 آلاف تاجر بالسوق، سببا في المشاكل التي يواجهها الباعة بالتقسيط والمستهلكون، مشيرا إلى أن سعر بعض الخضر والفواكه يتضاعف أربع مرات خارج السوق. وذكر أن نوعا من التفاح يبلغ سعره داخل السوق 20 درهما، ويصل إلى 60 درهما في أسواق حي الهجاجمة، وأن هناك خضرا يتضاعف سعرها مرتين بين أسواق الأحياء الشعبية والراقية. وركز الإدريسي على غياب المراقبة حول "استحواذ السماسرة والوسطاء على الثروات الفلاحية التي تصل إلى السوق من أكادير وبركان وأولاد زيان، وإعادة بيعها بأسعار مرتفعة، دون مراعاة مصالح المواطنين". وفي الوقت الذي لا يقل سعر البطاطس والطماطم والجزر في عدد من الأسواق المحلية بالدارالبيضاء عن 5 دراهم، تباع في سوق الجملة بين درهمين ونصف درهم وثلاثة دراهم، حسب الإدريسي، ليظل سبب ارتفاعها مرتبطا بالمضاربة والاحتكار.