بطلب من خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية اليميني الشعبوي، يشرع البرلمان الهولندي مساء اليوم الخميس في مناقشة ساخنة حول الشباب المغاربة. "لدينا مشكل المغاربة، لماذا لا نعترف بذلك"، يقول فيلدرز. حينما كان حزب الحرية يشارك في الحكم، "لم نسمع منه أي شيء جيد يسهم في حل المشكلة"، يرد النائب عن حزب العمل أحمد مركوش. إقرار من جهته أقر وزير الشؤون الاجتماعية لودفيك آشر (حزب العمل) بوجود مشاكل يتخبط فيها الشباب المغاربة، لكنه يشدد في المقابل على أن المغاربة في حد ذاتهم لا يمثلون أي مشكل. "لدينا مشاكل مع مجموعة كبيرة من الشباب المغربي وهذا ما ينبغي معالجته. كثيرا ما يظهرون سلوكا يتجاوز الحدود كما أنهم يحتكون كثيرا بجهاز العدالة. إذن ينبغي أن يكون رد الفعل: معالجة سريعة، ولكنني أرى أنه ليس من اللائق جعل كل مغربي في هولندا مسؤولا عن هذه المشاكل"، يوضح الوزير آشر الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الحكومة التي يقودها الحزب الليبرالي المحافظ. الحزب الليبرالي يساند حزب الحرية في طرحه، وسبق لأحد نواب الحزب، مالك أزماني، وهو من أصل مغربي أن شدد أمام الصحافة الهولندية على المشاكل التي يتسبب فيها المغاربة الهولنديون دون أن يتبنى طرح خيرت فيلدرز بحذافيره: "لا يوجد مشكل مغاربة في هولندا، ولكن نلاحظ أن المغاربة الهولنديين كثيرا ما يحتكون بجهاز العدالة. هذا ما لا يمكن التهرب منه".
أنا الآن مشكل تحت هذا العنوان نشرت الصحفية من أصل مغربي حسناء المارودي مقال رأي على موقع "يوب" ذي التوجه اليساري، معتبرة فيه أنه بمجرد طرح هذا الموضوع للنقاش في البرلمان يعد انتصارا آخر يحققه خيرت فيلدرز. وأوضحت أن مغاربة هولندا عادة ما يعتقدون أن الحديث عن مشاكل المغاربة لا يهمهم. لكن هذه المرة يختلف الأمر لأن "نقاش المغاربة" كما أسماه خيرت فيلدرز يهم الجميع. "المغربي هو أنا"، تقول الكاتبة. واستغربت الكاتبة كذلك الحالة التي آل إليها المجتمع الهولندي في الوقت الراهن، حيث أصبح "ربط الإجرام بالإثنية" أمرا عاديا. بل هناك من قارن النقاش حول المغاربة في البرلمان الهولندي بالنقاش حول اليهود الذي جرى في نفس البرلمان قبيل الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أوردته الكاتبة.
تشدد يتولى النائب عن حزب العمل كيليك يوسيل، وهو من أصل تركي، مناقشة حزب الحرية اليوم في البرلمان. وكان يوسيل قد عبر أمام وسائل الإعلام الهولندية عن استهجانه لمصطلح 'مشكلة المغاربة‘ لأنه يوحي بأن هناك "مشكلا معينا مع المجموعة كلها، وأن الأصل هو المشكل". وبدوره يعتقد أحمد مركوش أن النقاش حول المغاربة أصبح أكثر "غموضا" نتيجة سياسة الخلط التي ينهجها حزب الحرية حينما يتحدث عن المغاربة بصيغة الجمع. وأضاف مركوش في تصريح للصحيفة الإلكترونية الهولندية 'الآن‘ أن خيرت فيلدرز لم يتعامل قط "بجدية" مع مشاكل المغاربة. والجدير بالذكر أن أحمد مركوش معروف بسياسته المتشددة تجاه المشاغبين الشباب من أصل مغربي، إذ لا يجد حرجا في التنديد بالسلوك المنحرف لبعض الشباب المغاربة وبتصرفاتهم العدوانية تجاه اليهود والمثليين جنسيا.
كرة القدم أم المغاربة؟ يأتي هذا النقاش على خلفية الأحداث التي عرفتها مدينة ألميره الهولندية (قرب أمستردام) نهاية العام الماضي، بعدما تعرض الحكم المتطوع في مباراة كرة قدم بين فريقين شعبيين ريتشارد نيونهاوزن للضرب من قبل مجموعة من اللاعبين (اثنين من أصل مغربي والآخر أنتلياني)، أدت إلى وفاته لاحقا في المستشفى. وحين انطلق النقاش العام حول العنف في الملاعب الرياضية وخاصة في ملاعب كرة القدم، رفض خيرت فيلدرز المعروف بمناهضته للوجود الأجنبي في هولندا ربط العنف بكرة القدم، وأرجع المشكلة إلى المغاربة، وقال: لدينا مشكلة مغاربة وليست مشكلة كرة قدم. محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية/