حذر حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، من التحديات المرتبطة باجتياح التيارات الدينية الوهابية والسلفية المغرب.وأكد بنشماس، تعقيبا على جواب أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، على سؤال يتعلق بالمساس بالهيئة الدينية الرسمية للمملكة، أول أمس بمجلس المستشارين، أن «المغاربة أصبحوا يتعرضون للقصف بفتاوى من امتهنوا الإفتاء». وسجل بنشماس أن «الأنظمة الاجتماعية الوطنية تشكو من بعض العجز في إنتاج وإعادة إنتاج القيم الضرورية للنسيج الثقافي والقيمي وربما الديني، حيث إن مؤسستي الأسرة والمدرسة لا تضطلعان بوظائفهما كاملة في مجال إنتاج فعالية الممانعة»، مؤكدا في السياق ذاته على ضرورة رفع درجة الجهازية «لأن هذا الخطر لا يأتي فقط من الخارج». واعتبر أحمد التوفيق أن «المغاربة ظلوا قرونا متشبثين بهويتهم وثوابتهم. وخلال هذه القرون تعرضوا لكثير من الغزو والتحريف والإبطال والخروج، لكنهم صمدوا لذلك وما يزالوا أمة من أكثر الأمم تشبثا بثوابتها وبعصمتها، وهي الوحيدة التي تحتفظ بهذه المؤسسة الشرعية الأصلية التي هي إمارة المؤمنين، التي هي قطب الرحى في كل ما يجمع الأمة ويصلح المجتمع ويضمن سلامة الدولة ومؤسساتها». وسجل التوفيق أنه باستثناء الفتاوى الصادرة عن العدول الذين تتوفر فيهم شروط العدالة الشرعية، فإن غير ذلك يبقى آراء شخصية، إذا ذهبت في إطار سليم فهي إرشاد يجازى أهله، وإذا انحرفت فهي تدخل إما في تحريف الجاهلين أو انتحال المبطلين أو تأويل الغالين، مؤكدا في السياق ذاته أن المسلمين أمروا بأن يأخذوا الدين عن العدول، الذين تتوفر فيهم الآن شروط العدالة الشرعية، المكلفين من الإمام أمير المؤمنين، من خلال المجالس العلمية.