مغاربة ينعوون وفاة الفنانة نعيمة المشرقي: فنانة محترمة وماخذات حقها فالساحة الفنية (فيديو)    أخنوش: المغرب يعزز قيم الفرنكوفونية    التعادل يحسم مباراة الحسنية والوداد    عودة ليزلي إلى الساحة الموسيقية بعد 11 عامًا من الانقطاع    هكذا علقت هولندا على قرار المحكمة الأوروبية وعلاقتها بالمغرب    منتخب U20 يواجه فرنسا وديا استعدادا لدوري اتحاد شمال إفريقيا    طنجة.. توقيف شخص لتورطه في سرقة مبلغ مالي مهم من داخل محل تجاري    رغم تراجعه عن مطالبته بوقف تسليح إسرائيل.. نتنياهو يهاجم ماكرون: سننتصر معك أو من دونك وعارك سيستمر لوقت طويل (فيديو)    "أندلسيات طنجة" يراهن على تعزيز التقارب الحضاري والثقافي بين الضفتين في أفق مونديال 2030    الأمين العام لحزب الاستقلال ينتصر للبرلماني الطوب    عطل تقني يعرقل حجز التأشيرات.. وأصابع الاتهام تتجه إلى السماسرة    ENSAH.. الباحث إلياس أشوخي يناقش أطروحته للدكتوراه حول التلوث في البيئة البحرية        إنزال كبير لطلبة كليات الطب بالرباط في سياق الإضرابات المتواصلة -فيديو-    حزب الله: التواصل مع صفي الدين "مقطوع"    مطالب نقابية لأخنوش بالإشراف المباشر على الحوار الاجتماعي بقطاع الصحة    محكمة تغرم مجلس جماعي 5 مليون لفائدة سيدة تعرض لهجوم كلاب ضالة    وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن 81 عاما    بلجيكا من دون دي بروين ولوكاكو أمام إيطاليا وفرنسا    مصدر ل"برلمان.كوم": المغرب يواصل تنويع شراكاته ويمدد اتفاقية الصيد مع روسيا.. وقرار العدل الأوروبية عزلها دوليا    الفنانة المغربية نعيمة المشرقي تغادرنا إلى دار البقاء    في عمر ال81 سنة…الممثلة نعيمة المشرقي تغادر الحياة        "احذروا".. زخات رعدية قوية مصحوبة ب"التبروري" وبهبات رياح غدا الأحد بعدد من المناطق        مجلس جماعة امطالسة يصادق على ميزانية 2025 وتمويل اقتناء عقار لاحتضان مركب للتكوين في المهن التمريضية    "لا يقول صباح الخير".. لويس سواريز يهاجم مدرب المنتخب مارسيلو بييلسا    التوقيع بالجديدة على إعلان نوايا مشترك لتعزيز التعاون المغربي الفرنسي في قطاع الخيول    وفاة الممثلة القديرة نعيمة المشرقي بعد مسار فني حافل بالعطاء    معاناة 40 بالمائة من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050 (دراسة)        البكوري: عملنا يستند على إعمال مبدأ القانون في معالجة كل القضايا مع الحرص على المال العمومي    رسالة بنموسى في اليوم العالمي للمدرس    جيش إسرائيل يقصف مسجدا بجنوب لبنان    الجامعة تحدد أسعار تذاكر مباراة الأسود وإفريقيا الوسطى    شركات يابانية تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي لتعويض نقص العمالة    السكوري يُطلق منصة رقمية لخدمة التشغيل    من قرية تامري شمال أكادير.. موطن "الموز البلدي" الذي يتميز بحلاوته وبسعره المنخفض نسبيا (صور)    استجواب وزيرة الانتقال الطاقي أمام البرلمان عن الفجوة بين أسعار المحروقات في السوقين الدولية والوطنية    "أطباء لبنان" تطلق نداء عاجلا لوقف "مجزرة" إسرائيل بحق الجهاز الصحي        هيئة: أكثر من 100 مظاهرة في 58 مدينة مغربية تخليدا للذكرى الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"    دراسة تكشف معاناة 40 % من أطفال العالم من قصر النظر بحلول 2050    قافلة المقاول الذاتي تصل الى اقليم الحسيمة    وزير الإعلام الفلسطيني يزور مقر الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالدار البيضاء    الحسيمة.. تخليد الذكرى 69 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بالشمال    محكمة التحكيم الرياضي تخفف عقوبة توقيف بوغبا    "ميتا" تعلن عن إنشاء نموذج ذكاء اصطناعي جديد    طقس السبت ممطر في بعض المناطق    مهنيون يرممون نقص الثروات السمكية    تسجيل حالة إصابة جديدة ب"كوفيد-19″        وزارة الصحة تكشف حقيقة ما يتم تداوله حول مياه "عين أطلس"    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقارنة أولية للنص المسرحيين "منزل بيرناردا آلبا" و " منزل الجدة فاظمة"

تهدف هذه المقالة المتواضعة إلى القيام بتحليل أولي مقارن بين النصين المسرحيين "منزل مما فاظمة" لمحمد بوزكو، دراماتورجيا فؤاد أزروال و "منزل بيرناردا آلبا" لفديريكو غارسيا لوركا و الذي منه تم استمداد النص الأول.
بما أن النص المقتبس غير منشور فقد قمت بكتابته عبر مشاهدة المسرحية المسجلة في قرص مدمج و التي حصلت عليها بفضل مساعدة جمعية باديس للتنشيط الاجتماعي و الثقافي بالحسيمة[1][2]. لذلك و بالرغم من أن المقارنة ركزت بالدرجة الأولى على النص لكن من الأكيد أن الإخراج و الدراماتورجيا قد قد أثرا على النص المكتوب وأن المقارنة المتوخاة لن تخلو من تأثر بكل عناصر العرض و ليس فقط بالنص .
سوف أحاول رصد بعض ميكانيزمات و تقنيات الانتقال من نص لآخر و هذا الأمر لن يتأتى إلا بتحليل بعض أشكال التناص سواء بين النص المنطلق و النص الهدف أو بين هذا الأخير و أشكال أخرى من النصوص و بتتبع بعض أوجه التشابه و أوجه الاختلاف وبعض التحولات الطارئة أثناء عملية الانتقال في الشكل أو البنية، الاستعمالات اللغوية و المضمون.
مقدمة
تعتبر الترجمة و الاقتباس بالنسبة للعديد من آداب العالم، خاصة المهمشة منها، أحد الوسائل لإغنائها، تنويع أجناسها و إخراجها من الركود.
الأدب الأمازيغي ظل لوقت طويل حبيس المستوى الشفاهي. و رغم بعض فترات المرور للمستوى الكتابي (أشعار و ملاحم ذات طابع ديني ظهرت في القرون الوسطى خاصة لدى أمازيغ منطقة سوس و العباديين) فإنه إلى حدود أواخر القرن التاسع عشر كان الأدب يتناقل بالحكي و الرواية.
سعى الاستعمارين الفرنسي و الإسباني في شمال أفريقيا لدراسة كل ما يتعلق بالهوية الأمازيغية. تاريخ، لغة، أدب، ...من أجل الوصول لمعرفة جيدة بالشعوب التي يريدون استعمارها. من أجل ذلك تم تجميع جزء من متون الأجناس الأدبية الأمازيعية الموجودة: شعر، قصص، أمثال، ألغاز،...و ترجمته بالتالي لبعض لغات العالم: الفرنسية، الإسبانية، الانجليزية...لاحقا انخرط مثقفون أمازيغ تمكنوا من ولوج الدراسة في عملية جمع الموروث الثقافي، ترجمته و تقديمه للقراء و إن كان ذلك باللغة الفرنسية (تجربة المعلمين الأمازيغ بالقبايل و غيرها).
يمكن اعتبار هذا أول مرور ، منذ عهد طويل، يحققه الأدب الأمازيغي للمستوى المكتوب و إن كان الأمر يتعلق فقط بتثبيت النصوص كتابة لا بإنتاجها فإنه مع ذلك يعد إنجازا مهما و خطوة أولى نحو ولوج الأدب الأمازيغي المجال المكتوب و العالمية .
مع ذلك و لأن الهدف من توثيق الأدب الأمازيغي الشفهي لم يكن إنقاذه من الضياع و لا تقديمه للعالم و لا تطويره فإن الإنتاج الأدبي باللغة الأمازيغية كان عليه أن ينتظر مزيدا من الوقت ليرى النور و كذلك الأمر بالنسبة لإدخال أجناس أدبية أخرى عليه غير الأجناس التقليدية الألفية و إعادة تشكيل هذه الأجناس. في هذه التجربة الأخيرة، نجد إرهاصات ما يسمى بالأدب الحديث عند بعض المثقفين كسعيد بوليفة (منهاج اللغة القبائلية و غيره) و بلعيد آيت علي (دفاتر بلعيد) و لشاني (أشعار مدروسة)،... تلتها الأشعار المؤلفة بالأمازيغية من طرف المناضلين الوطنيين ضد الاستعمار ثم بعد ذلك الإبداع في مجال الأدب الحديث باللغة الأمازيغية مع روائيين و شعراء كمحمد مستوي، رشيد عليش، سعيد سادي،ابراهيم أخياط، علي مومن الصافي، الوليد ميمون، عامر مزداد، الخ.
إظافة للإنتاج الأدبي الخالص، تعد الترجمة من اللغات الأخرى إلى الأمازيغية إحدى وسائل إنعاش هذا الأدب، تحقيق التراكم فيه و الدفع به ليصل لمصاف العالمية. بعد القصة التقليدية، الشعر التقليدي، الأمثال، و ما إلى ذلك من الأجناس الأدبية التقليدية، بدأت في الظهورأجناس جديدة، تداولتها باقي الشعوب منذ زمن طويل، كالرواية بمفهومها العصري، الشعر الحديث و المسرح.
ظهرت أولى ترجمات الأدب العالمي للأمازيغية مع ترجمات آدولف هانوتو لبعض قصص لافونتين و لمسرحية البخيل لموليير (بداية الخمسينات من القرن العشرين) إظافة للترجمات التي قام بها المناضلون الوطنيون بالقبايل (بين 1945 و 1950)[3] ثم بعد ذلك الترجمات التي تمت على يد محيا عبد الله (المعروف في الأوساط الأمازيغية بمحند أويحيا) لجميع أجناس الأدب الحديث و من العديد من اللغات نحو أمازيغية القبايل، محند آيث أيغيل، محمد أعراب آيت قاسي، عبد الله منصور، الحبيب فؤاد، جعفر حسن يحيى،...
المسرح عرف حصة مهمة من الترجمات منذ السبعينات من القرن الماضي سواء على يد محيا عبد الله، محند أيث ايغيل أو غيرهم. تمت ترجمة العديد من النصوص المسرحية الكلاسيكية على يد محيا عبد الله: موليير، بيرانديو، آلفريد جاري، صامويل بيكيت، برتولد بريخت،...محمد أيث ايغيل[4] ترجم لتشيخوف "تشيخوف س ثقبايليث"، لسارتر "خلف الأبواب المغلقة"، لمولود معمري " الرياح الجبلية الدافئة"، عبد الله حمان ترجم لشكسبير "روميو و جولييت"، و في المغرب، تمت ترجمت أعمال مسرحية إلى الأمازيغة مثل: "في انتظار غودو" لصمويل بيكيت و "أيام العز" ليوسف فاضل من طرف محمد وكرارنحو أمازيغية سوس، كما ترجمتا الزهرة مكاش و شادية الدرقاوي مسرحية "العادلون" لآلبركاموس إلى نفس اللهجة،...
المسرح الأمازيغي الحديث بالريف
يموقع ناقدوا[5]،[6] المسرح الريفي ظهور هذا الأخير في أواخر السبعينات من القرن الماضي.
في منطقة الناظور، بدأ مع جمعية أهل الدربالة التي أدت مسرحية "ارحقد مميث نغ" سنة 1978 (تأليف و إخراج و أداء جماعي) و فرقة زرياب للموسيقى و المسرح التي أدت مسرحية "ايهواد أكامبيو آ ثمدينث آذ يكسي باسابورتي" سنة 1979 و تعتبر هذه تجارب جنينية مهدت لظهور مسرح أكثر احترافية تأليفا، إخراجا و تمثيلا مع بداية التسعينات من نفس القرن مع مسرحية "أزوغ ذي ثايوث" لفؤاد أزروال بالناظور ، تلتها العديد من المسرحيات الأخرى التي أظهرت كفاءات مهمة لمؤلفين/فات، مخرجين/جات و ممثلين/لات.
و في منطقة الحسيمة، تعود أولى الأعمال المسرحية الناطقة بالأمازيغية لنفس الفترة مع المسرح الفردي لخوان رومان و الذي دشنه بمسرحية "عوطيل" لشكسبير[7]، فترة التسعينات شهدت تشكل جمعيات و فرق مسرحية هدفها خلق مسرح أمازيغي ريفي بالمنطقة و قد تم إنجاز و عرض بعض المسرحيات كمسرحية "صاحب الإوزة" لفرقة الخزامى للفنون و المسرح سنة 1995 و مسرحية "في انتظار غودو"، ....لكن بداية الألفية الثالثة هي الفترة التي عرفت تألق هذا المسرح بامتياز مع تكاثر و تنوع فرقه (الهاوية منها و المحترفة) و عروضه و النجاح الذي لقيته محليا و وطنيا. من أولى هذه المسرحيات: مسرحية "يامينة" 2001 لفرقة هاوية و مسرحية "زي ركامبو غا ثمدينت ثنقرب ثحاجيت" 2003 لفرقة الريف للمسرح و مسرحية ثيمغارين ن ييضا" 2005 لفرقة تيفاوين و مسرحية "ثاسريث ت أونزار" 2007 لفرقة ثيفسوين، ...تلتها و تزامنت معها العديد من الأعمال المسرحية و تشكل فرق أخرى محلية لتشجيع و تنمية النشاط المسرحي بالمجال القروي[8].
الترجمة في المسرح الريفي
بمكن القول أن مجمل النصوص المتحولة إلى مسرحيات هي نصوص مؤلفة من طرف كتاب شباب، لكن بعض هذه النصوص مقتبسة أو مترجمة من نصوص أخرى موجودة في اللغة الأصل التي كتبت بها.

هذه بعض النصوص المسرحية المترجمة أو المقتبسة التي تتوفر حولها بعض المعلومات:

- "عطيل" لشكسبير، من طرف الراحل خوان رومان[9]
- "في انتظار غودو" لبيكيت من طرف الأستاذ أحمد لهيت[10]
- "أغيور اينو ايعيزن" (حماري العزيز) لتوفيق الحكيم من طرف فؤاد أزروال
-" يما عيشا" مؤخوذ عن المسرح الروماني من اقتباس فؤاد أزروال
- "أغنيج ايذورار" من المسرح العربي مترجم من طرف فؤاد أزروال
- "ايرحقد المفتش" (وصل المفتش) لمؤلفه الروسي جوجول مترجم من طرف فؤاد أزروال
- "سي أسنوس"، مقتبسة من مسرحية السيد الحمار لتوفيق الحكيم من طرف فؤاد أزروال و التي من المحتمل أن تكون مقتبسة من رواية أفولاي " الجحش الذهبي".
- "ثدارث ن مما فاظمة" (منزل الجدة فاظمة) من المسرح الأوروبي من طرف محمد بوزكو.

الحاجة إلى نصوص و مواضيع جديدة تغنى الربيرتوار المسرحي الأمازيغي بالريف و الحاجة للانفتاح غلى التجارب العالمية و نقلها لجمهور لا يعرفها، و بالتالي التواصل و التلاقح مع الثقافات الأخرى عبر الأعمال الأدبية...هي بعض الأسباب التي تكمن وراء اختيار الاقتباس و الترجمة لأعمال عالمية أغلبها كلاسيكية للريفية. بصفة عامة هناك أعمال مترجمة ترجمة حرفية أو حدث فيها ما يسمى بالترجمة المصدرية[11]، و أخرى تنقل النص الأصلي لبيئة اللغة المترجم أو ما يسمى بالترجمة المقصدية[12] حيث ما يهم هو نقل الفكرة دون الاكتراث بالشكل و هنا نكون أمام عملية الاقتباس بما هي عملية نقل النص من لغة لأخرى باستعمال وسائل تعبيرية و أشكال حكائية جديدة و بعضها الآخر يقوم بإعادة كتابة النص انطلاقا من فكرة.
ثدارث ن مما فاظمة
النص المسرحي "ثدارث ن مما فاظمة" هو نص معد انطلاقا من النص الأصلى: منزل بيرناردا آلبا لمؤلفه فيديريكو غارسيا لوركا و الذي تم تأليفه سنة 1936
مسرحية ثدارث ن مما فاظمة نص تراجيكودرامي تختلط فيه المأساة بالملهاة و ذات طابع اجتماعي و تربوي واضحين كما سنرى ذلك فيما بعد.
شروط النشأة- 1
إن إنتاج مسرحية ثدارث ن مما فاظمة يدخل في إطار مشروع متكامل يهدف إلى التحسيس بموضوع المساواة بين الجنسين بالريف من خلال التعريف بمحتوى مدونة الأسرة المعدلة سنة 2004. قام بالمشاركة في إعداد المشروع جمعية باديس للتنشيط الثقافي والاقتصادي، جمعية ملتقى المرأة و جمعية الريف للمسرح[13]. لذلك فللمسرحية هدفا تعليميا واضحا و هذا الهدف هو الذي حدد مضمونها و نوعية التحولات التي ستطال النص المصدر. كما يفسر بطبيعة الحال لماذا اختير نص كالذي كتبه فريديريكو غارسيا لوركا لترجمته و تمثيله بالريفية.
فمسرحية "منزل برناردا البا" تم تأليفها سنة 1936 و هو نص يترجم زمانا و مكانا معينين: المجتمع القروي الأندلسى في الثلاثينات من القرن الماضي.
العالم القروي الأندلسي في الثلاثينات هو عالم لا زالت تسود فيه الملكية الاقطاعية و الفقر و العبودية. نظام يخلق الفوارق بين الناس و يحكم على فئة عريضة بالبؤس الأبدي "هذه قرية الآبار التي يشرب فيها ماء غير عذب" تقول إحدى شخصيات المسرحية. هذا بالنسبة للمجتمع بصفة عامة أما النساء فيعانين من قهر مضاعف. هن ضحايا التهميش الاقتصادي و إظافة إلى ذلك ضحايا العقلية الذكورية التي أنتجت تقاليد تؤدي إلى هدر حقوقهن و شرعنة التمييز ضدهن.
إظافة لذلك نجد أنفسنا أمام مجتمع يغلب فيه الفرد على الجماعة بشكل كبير. يعد فيه الفرد ملكا للجماعة. تعرف نشاطاته بفضل استراتيجية التصنت و التلسن، تفرض عليه أعرافها و قوانينها، تخلق ميكانيزمات المراقبة و الضغط و تعاقبه إن تجاوزها.
الرجل في الأسرة الريفية التقليدية هو البطريارك الذي يفرض سلطته و قوانينه على كل أفراد أسرته. لكن في الواقع المرأة هي التي تتحمل مسؤولية تطبيقها و كل خلل قد يحدث تدفع هي ثمنه خاصة فيما يتعلق بالبنات. لذلك هي تحرص على ضبط سلوكهن و مراقبة تحركاتهن.
و الوسط الريفي بدوره معروف بمحافظته و ممارسته لأنواع من السلوك تهدف إلى شد الخناق على الراغبين في تجاوز عاداته و بشكل خاص المرأة. تتمثل هذه السلوكات في انتصاب أي شخص في المجتمع رقيبا على تصرفات المرأة فيه. الفرد من العائلة أو القريب أو الجار أو ابن البلدة، رجالا و نساء يعتبرون المراقبة فرضا من فروض الدين و بعد المراقبة يأتى التلسن و صنع الخبر و ايصاله و زرع الفتنة وسط العائلة. حين يتعلق الأمر بالبادية أو البلدات الصغيرات، يزداد الضغط أكثر خاصة حين يتعلق الأمر بالعائلات الميسور حالها. تأثير التلسن على أهل البنت كبير جدا لأن له تبعات على زواجها أو عدمه. لذلك يعتبر الحرص على انسجام سلوك البنت مع ضوابط المجتمع واجبا مقدسا.
النشاط الاقتصادي المتداول في العالم القروي الأندلسي إبان الثلاثينات ليس بدوره مختلفا كثيرا عن النشاط الذي لازال يتداول بالريف و إن تناقص حجمه و هو النشاط الفلاحي الذي يعد من بين أهم مصادر العيش المعتمد عليها. في الواقع، رغم أن هذه النشاط قد ينحصر فإننا لا نتخيل العالم القروي دون الأرض وأصحابها و فلاحيها و الفلاحة و مواسمها و الطقوس المرتبطة بذلك. نرى ذلك في الحديث عن موسم الزراعة في كلتا المسرحييتين باستحضار حدث وصول المزارعين الموسميين "ايشوارن" للبلدة للمشاركة في الحصاد، أغانيهم التي تسمع من بعيد و الحنين الذي يولده حلول الموسم لأيام خلت.
العقلية المحافظة و المراقبة للمرأة و الارتباط بالأرض أسباب تفسر لنا لماذا وقع اختيار محمد بوزكو على مسرحية "منزل بيرناردا آلبا" في هذا المشروع التحسيسي حول حقوق المرأة.
2- البنية
نجد حضورا واسعا لتقنية الاستبدال في العناصر المشكلة للحبكة الدرامية. العنوان، أسماء الشخوص، عددها، ...و هذا يجعلنا ندرك منذ الوهلة الأولى أننا أمام نص يموقع نصا آخر في سياق مختلف لغويا، ثقافيا، اجتماعيا، الخ.
1.2 العنوان
ما حدث لعنوان المسرحية هو عملية ترييف ليتمكن من القيام بوظيفته الديداسكالية، إذ تم استبدال اسم "بيرناردا آلبا" باسم "مما فاظمة". الهدف من ذلك وضع المتلقي "مشاهد أو متلقي لخبر عرض المسرحية" أمام الصورة منذ الوهلة الأولى. مسرحية لها علاقة بالمرأة و بجيل معين من النساء[14] و ربما بالعالم القروي. أما الجزأ الأول للعنوان فقد ظل كما هو ليصبح " منزل الجدة فاظمة" ليحيل على المكان الذي ستدور فيه أحداث المسرحية كفضاء مغلق في دلالة على الانغلاق و الحصار[15] .
لكن ما يثير الانتباه هو تسميتها ب "مما" الذي يعني الجدة مما قد يوحي بأنها جدة أو طاعنة في السن و الحال أن البطلة "فاظمة" ليست بدرجة متقدمة من الكبر، تلعب دور الأم و الشخصية الوحيدة في المسرحية التي تناديها بالجدة هي توشا و هذه الأخيرة لها نفس سنها حسب مضمون الحوار[16].
2.2 عدد بطلات المسرحية و أسماؤهن:
مسرحية "ثدارث ن مما فاظمة"
مسرحية "منزل بيرناردا آلبا"
الراوي
لا وجود له
مما فاظمة
بيرناردا آلبا
ماموش البنت الكبرى لمما فاظمة من وزوجها الأول
أنغوستياس:البنت الكبرى لبيرناردا آلبا من وزوجها الأول
لا وجود لها
ماغدالينا، البنت الثانية لبيرناردا آلبا
لا وجود لها
آميليا، البنت الثالثة لبيرناردا آلبا
سيمان، البنت الثانية لمما فاظمة
مارتيريو، البنت الرابعة لبيرناردا آلبا
ثازيري، البنت الثالثة لمما فاظمة
آديلا، البنت الخامسة لبيرناردا آلبا
توشا، الخادمة الرئيسية لمما فاظمة
بونسيا، الخادمة الرئيسية لبيرناردا آلبا
لا وجود لها
خادمة أخرى لبيرناردا آلبا
لا وجود لها
ماريا خوسيفا، أم بيرناردا آلبا
لا وجود لهن
نساء من البلدة
لا وجود لها
برودينسيا، صديقة لبيرناردا آلبا
حيدوش خطيب ماموش
بيبي إلرومانو، خطيب أنغوستياس
لا وجود لها
المتسولة

أول ما يلفت النظر أن عدد الأبطال قد تناقص في النص الهدف مقارنة مع النص المنطلق. عدد بنات بيرناردا آلبا خمسة بينما عدد بنات مما فاظمة ثلاثة، عدد خادمات بيرناردا آلبا اثنتان و عدد خادمات مما فاظمة واحدة، في النص المنطلق ب.آ تتوفر على أم و في النص الهدف م.ف لا، في النص المنطلق ب.آ تتوفر على صديقات و في النص المنطلق م.ف لا. كما لا نجد وجودا للمتسولة أو النساء الضيفات.
هذا التغيير قد يكون لعدة أسباب:
- أن يكون عدد الممثلات المتوفرات لأداء الأدوار قليلا و بالتالي تم تقليصها
- أن الشخصيات الأخرى الواردة في المسرحية ليس لها دورا رئيسيا و أساسيا و إلغاؤها لاينقص شيئا من الحبكة الدرامية.
- أن الواقع الذي نقلت إليه المسرحية قد لا يتوافق و عدد و أدوار الأبطال بها.
- أن هناك نية متعمدة من طرف مؤلف النص الهدف لإلغاء بعض الشخوص لإضفاء معنى جديد و إضافي على أبطالها: مثلا إظهار مما فاظمة بمظهر أكثر قساوة و بؤسا مما هي عليه في النص المنطلق: لا صديقات لها و لا نساء يدخلن منزلها. أم أغلقت أبواب قلبها و أبواب منزلها في نفس الوقت.
الجدة
في المقابل تم إلغاء دور الجدة التي هي في النص المنطلق امرأة مسنة شبه حمقاء لا أحد يهتم بأمرها و تقوم الأم بربطها بغرفتها كي لا تخرج و تفضح أسرار الأسرة وسط الناس ، في الوسط الريفي يمكن القول أن للجدات و الأجداد مقام خاص (إلا فيما ندر من الحالات) و لا يجوز تعنيفهم و حبسهم.
المتسولة
لا نجد للمتسولة دورا في المسرحية، ربما لقلة الممثلات كما سبق القول و لكن ربما أيضا بسبب انعدام ردود فعل اتجاه التسول في الوسط الريفي كتلك التي نجدها في النص المنطلق و المتمثلة في طرد المتسولة من أمام الباب دون التصدق عليها بأي شيئ .
الخادمة
الخادمة ماموش مثل الخادمة "بونسيا" تعيش منذ زمن طويل مع هذه الأسرة و هي الآن محط ثقة أعضائها و تمنح لنفسها الحق في التدخل في شؤونها. البنات لا يمتنعن أما الأم فرغم اعتراضها على مشاركة هذه الأخيرة في الأحاديث العائلية و رغم علاقة الصراع الدائم بين الاثنتين و رغم حقد الخادمة عليها لما لقيته منها من معاملة سيئة إلا أننا نلاحظ بسهولة كيف أن لتوشا و لرأيها و لدفئ شخصيتها مكان لدى الجميع. كذلك حال بونسيا في النص المنطلق مع فارق في درجة القسوة التي تعامل به الأم فاظمة الخادمة توشا، هذه تتلقى حتى العنف الجسدي كجر الشعر حسب قولها " اذاي ثسنشف ثيزغبيبين ايذاي اقيمن خوزدجيف".
الخادمة في الوسط القروي الريفي أمر نادر لكننا أمام عائلة ميسورة تستطيع السماح لنفسها بذلك. غالبا ما تكون الخادمة امرأة وجدت نفسها في ظروف صعبة: أرملة و لا معيل لها،...و احتمت بأسرة ما ليكون لها سقف و مأكل و ملبس لقاء خدماتها. لكن ليس من المعتاد أن تتقاضى راتبا مقابل خدماتها بل إنها مع مرور الوقت تتحول إلى فرد من العائلة و هذا ما نلمسه في النص المصدر و إن كان من الممكن تحسين وضعها و تعامل الأم معها أكثر. أما في النص المنطلق فإن الخادمة تتقاضى أجرا لقاء عملها "أنت تخدمينني و أنا أدفع لك أجرا" تقول الأم للخادمة.
كما تمت إظافة شخصية أخرى هي الراوي الذي يتدخل قبل الفصل الأول في قالب ميتامسرحي و بعد الفصل الثالث وفق استراتيجية تكسير الجدار الرابع بهدف إحداث تغيير جذري في مجرى الأحداث[17] بحيث تكون النهاية لدى فدريكو غارسيا لوركا هي البداية لدى محمد بوزكو.
كما يلاحظ أيضا فالأبطال قد تغيرت أسماؤهم من النص المنطلق إلى النص الأصلي: بيرناردا/فاظمة، آنغوستياس/ماموش، مارتيريو/سيمان، آديلا/ ثازيري، بونسيا/توشا، بيبي الرومانو/حيدوش.
نجد أنفسنا في هذا الأمر أمام ظاهريتن:
- ظاهرة إحياء الأسماء الريفية التي طالما اعتاد الناس على تداولها: فاظمة، ماموش، توشا و حيدوش. هذه الأسماء في تراجع أمام التأثر بثقافات أخرى و احتقار كل ما هو محلى باعتباره قديم، حتى في العالم القروي. هذا الاختيار جاء لنقلنا للعالم القروي من جهة و لإعادة الاعتبار لهذه الأسماء و إغناء المشهد الثقافي الريفي بها من جديد من جهة أخرى و في نفس الوقت لدلالتها: هي أسماء تحيل على الأصالة، القوة و الصبر.
- ظاهرة إدخال أسماء أمازيعية لم تكن متداولة قديما بالريف و لا كانت تعد من الأسماء الشخصية بغرض إغناء لائحة الأسماء الأمازيغية المتداولة في إطار الدفاع عن الهوية الأمازيغية التي تعيش فترة صحوة جد مهمة. نجد ذلك في اسم تازيري و سيمان الذين أعطيا لبطلتين في النص الهدف.
في الواقع، سواء في النص المنطلق أم في النص الهدف، اختيار الأسماء ليس اعتباطيا. ففي النص المنطلق أيضا كان لهذا الاختيار أسبابه: آلبا من الأسماء العائلية المعروفة بغناها (امتلاكها للأراضي و القوة) في المجتمع الأندلسي، بيرناردا اسم يحيل على الرهبنة، أنغوستياس اسم يحيل على الهم و الحزن، مارتيريو على الاستشهاد أو الموت غما[18]،...من السهل ملاحظة الفرق بين مدلولات الأسماء المختارة للشخوص في النص الريفي و تلك المختارة لشخوص النص الإسباني.
3.2 توزيع فصول المسرحية
المسرحية المنطلق تتوزع على ثلاث فصول:
- الفصل الأول حيث تبدأ أحداث المسرحية مباشرة: جنازة الأب و إعداد الخادمتين لمراسيم العزاء، انعكاف الأم داخل المنزل مع بناتها، تقسيم التركة، إعلان خبر رغبة أحد شباب القرية زواجه من البنت الكبرى لبيرناردا آلبا، غيرة باقي الأخوات منها، شكوك الخادمة الأكبر سنا في تورط البنت الصغرى في علاقة مع خطيب الأخت.
- الفصل الثاني: تطور العلاقة بين الخطيب و البنت الصغرى و شك أحد البنات في ذلك، زرع الخادمة الكبرى للشكوك في نفس الأم و دفاع هذه الأخيرة عن نقاوة سلوك بناتها، سرقة أحد الأخوات لصورة الخطيب من غرفة الأخت الكبرى، انتشار خبر ولادة أحد فتيات القرية خارج مؤسسة الزواج و ثورة أهل القرية على ذلك.
الفصل الثالث و الأخير حيث سيكتشف أمر البنت الصغرى و هي تعود من لقاء مع خطيب أختها، هرع الأم و البندقية في يدها لقتل الخطيب و انتحار البنت الصغرى لاعتقادها أن حبيبها قد مات.
أما في النص الهدف فإن التوزيع مختلف و قد تم على الشكل التالي:

- مدخل ذو طابع ميتامسرحى[19] يؤثثه الراوي الذي يدخل في حوار مباشر مع الجمهور يبدأه بالسؤال عما إذا كانوا يرغبون في أن يحكي لهم حكاية (ثحاجيت) عيشة قنديشة، يليه حوار عن المساواة التي كانت سائدة بين الرجل و المرأة و أسئلة يستفز بها عقول الجمهور المتفرج عمن له مصلحة في تغيير ذاك الوضع.
- جميع الفصول الثلاث السالفة الذكر و التي قدمت في العرض كاملة دون انقطاع.
- ما يشبه فصلا جديدا تمت إضافته، حيث تدخل الراوي من جديد كما وعد بذلك متسائلا عما إذا كانت تلك نهاية حتمية: موت ثازيري أم أن هناك حلول أخرى ممكنة و داعيا الجمهور و الممثلات إلى إبداع الحلول. بعد ذلك يحدث ما يشبه الفيد باك أو التراجع إلى حدود اكتشاف العلاقة التي تجمع الخطيب و البنت الصغرى حيث ستتم إعادة صياغة الأحداث و سيحدث تغيير جذري في تعامل كل بطلات المسرحية مع الأمر الواقع تماشيا مع روح العصر و ما تنص عليه مدونة الأسرة. الخادمة توشا ستحول دون انتحار ثازيري و رد فعل الأم سيتغير من الحنق و الإسراع بقتل الخطيب و في الأخير سيتم تكسير الجدار الرابع و سينزلن للجمهور ليوزعن عليه فصول مدونة الأسرة.
3- الاستعمالات اللغوية و الايحائية
لعل أصعب ما في الترجمة سواء كانت أدبية أم من طراز آخر هو نقل معاني النص المنطلق إلى لغة النص الهدف بالتعابير الخاصة بالنظام اللغوي المنقولة إليه. من أجل تحقيق ذلك لابد من الإلمام الجيد بكلتا اللغتين و الثقافتين من أجل استثمار عميق لإمكانيات اللغة و الثقافة المترجم إليها و امتلاك القدرة على ايجاد التعابير الملائمة دلاليا.
في النص المنطلق نجد المترجم و المقتبس محمد بوزكو قد قام بمجهود كبير لنقل محتوى النص المنطلق مع احترام النظام اللغوي الريفي و استعمالاته إلا أنه في بعض الحالات نجده يلجأ لاستعمالات تقريبية و أحيانا للترجمة الحرفية.
نماذج من الترجمة التقريبة و الحرفية:
النص الهدف
النص المنطلق
"Ayyaw nec beɛda ad ssdḥigh ad sregh i manaya"
“¡A mí me da vergüenza de estas cosas! “
“Ixessa ad tessnent ira argaz xmi xas iɛedda ktar zi 15 iseggwusa n remrac ittek di barra ktar zi min ittek di taddart. Iwa tenni umi yeɛjib rḥar ha taghmmart ad tru”.
“A vosotras, que sois solteras, os conviene saber de todos modos que el hombre a los quince días de boda deja la cama por la mesa, y luego la mesa por la tabernilla. Y la que no seconforma se pudre llorando en un rincón.”
“Nec ghrigh di temzida nni n yemma tcent. Ijjt n twara war ssinegh min d ayi inna ttfegh t id s ufus n rmehraz a yexsan”.
“Yo tengo la escuela de tu madre. Un día me dijo no sé qué cosa y le maté todos los colorines con la mano del almirez”.
“War ttiri am iḥenjirn imeẓyanen. Mara Ḥiduc iɛjeb am, sbar wi yennan ɛawd belli war t ttiwid ca. Utcmam Mamuc tehrec d tazdadt d tkuɛɛict, ɛla ḥsab timesrayin a ad temmet. Iwa rxdenni, Ḥiduc ad igg marra min tteggen yaryazen, ad yawi icten tecna, d tameẓyant, d lemliḥ.
مشاركة في: Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter
عدد التعليقات (0 )
المجموع: | عرض:
أضف تعليقك
اسمك:
بريدك الإلكتروني:
أضف تعليقك:
المرجو عدم تضمين تعليقاتكم بعبارات تسيء للأشخاص أو المقدسات أو مهاجمة الأديان و تحدف كل التعليقات التي تحتوي على عبارات أو شتائم مخلة بالأداب....
للكتابة بالعربية
تسجيل دخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:
تذكر بياناتي
سجل اسمك المستعار للتعليق به وقتما تشاء
نسيت كلمة المرور?
الرجاء أدخل اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني الذي قدم خلال التسجيل. اذا كان اسم المستخدم أو عنوان البريد الإلكتروني موجود لدينا، سوف تتلقى تعليمات لإستعادة كلمة السر.
اسم المستخدم:
البريد الإلكتروني:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.