اتهم نبيل الاندلوسي عضو المجلس الوطني لحزب العدالة و التنمية حزب الاصالة والمعاصرة بتحويل الحسيمة الى قلعة من قلاع الفساد الانتخابي نتيجة ما وصفه بالممارسات المتكررة لمنتسبي هذا الاخير والتي افقدت السياسة معانيها النبيلة المبنية على الصدق و المسؤولية ونكران الذات وخدمة المواطنين. وجاء هذا في مقال لعضو حزب المصباح بعنوان "ما بين بن كيران وبن شماس: قصة الشمس والغربال" ردا على المستشار البامي حكيم بنشماس الذي اثار مؤخرا موضوع انتخابات مجلس الجهة سنة 2009 بمجلس المستشارين واتهامه رئيس الحكومة بالافتراء على حزب البام فيما يخص نزاهة هذه الانتخابات. وقال الاندلوسي موجها خطابه الى بن شماس "أنه لا يمكنك أن تغطي الشمس بالغربال وبكلمات منمقة، فالجميع يعرف ما وقع، أحزابا وسلطة ومواطنين. الجميع يعرف أن انتخابات مجلس الجهة لسنة 2009، كانت بمثابة مهزلة انتخابية توجت السيد محمد بودرا رئيسا للجهة مسطريا وتوجت معها سلوكا سياسيا شعاره إفساد الحياة السياسية بمنطقة الريف الصامدة وبعموم التراب الوطني." واضاف ذات العضو "واعتبارا لكوني أحد المتابعين عن قرب لما وقع في الحسيمة في انتخابات مجلس الجهة في نسختها الأولى سنة 2009، من موقع إعلامي إذاك، غير الموقع السياسي الذي أتحدث من خلاله اليوم، واستحضارا لمنهجية تحليل الخطاب أورد الملاحظات التالية: أبدأ بالاحتمال الثاني الذي ساقه السيد بن شماس محاولا التأسيس له والاستدلال على صحته، وأتوقف عند قوله أن "هذا التصريح الذي قدمه السيد رئيس الحكومة فيه الكثير من المبالغات، حتى لا أقول المغالطات" وهو اعتراف صريح للسيد رئيس المجلس الوطني للبام، بأن ما قاله بن كيران صحيح وليس بمغالطات، وإنما فقط كان فيه نوع من المبالغة أو المبالغات حسب تعبيره ، وهو ما يعني اعترافا بوقوع فساد انتخابي بالجهة حيث تورط فيه من تورط، وخرج فيه من خرج من الحكومة عقابا له على احتجاجه على ما وقع من تزوير أرغمه على الرضوخ للضغوطات الممارسة من طرف رجالات الحزب السلطوي المتنفذين، وذلك بعد التأجيلات التي فرضتها السلطة الولائية بأعذار واهية شبيهة بالمسرحيات سيئة الإخراج و التمثيل المبتذل، والتي أتعفف عن الخوض في جزئياتها الآن. أما فيما يتعلق بالاحتمال الأول، فإني أسجل مفارقة غريبة غفلها السيد بن شماس، وهو أن الإدارة بالمغرب متحركة في مواقفها ومواقعها، في ارتباط وثيق بعقليات مسؤوليها ورؤسائها، وليست بالثابت الذي لا يتحول خاصة في أمور التكتيكات السياسية والتدبير اليومي للشأن العام بما فيها الانتخابات وفق منطق تغير الظروف والسياقات والمصالح، مذكرا إياه بمؤشرات بسيطة للتدليل على ذلك، وهي أن السيد والي الجهة الذي أشرف على عملية الانتخابات الجهوية في نسختها الأولى ليس هو نفس الوالي الذي أشرف على العملية في نسختها الثانية، وأن السياق السياسي في انتخابات الجهة الأولى غير السياق في الانتخابات الأخيرة، وأن الحكومة التي وقع فيها ما وقع غير هذه الحكومة، وأن الزمن السياسي ما قبل 20 فبراير ليس هو نفسه الزمن السياسي لما بعد 20 فبراير، وأن التقديرات السياسية للسيد الوزير السابق، محمد عبو نفسه الذي كان منافسا للسيد محمد بودرا لم تعد ذات التقديرات، بل إن هذه التقديرات قد تغيرات سنة 2009 بعد التأجيلات التي عرفتها عملية انتخاب رئاسة الجهة، حيث تمكنت الضغوطات الممارسة عليه من تغيير الوجهة، والبحث عن طموحاته في أرض الله الواسعة، بعدما وجد نفسه يسير ضد تيار جارف، يقوده حزب كانت عنده كل الوسائل "مشروعة"، متوجسا من مصير يرمي به في أتون مجهول قد لا يخرج منه." وتجدر الاشارة ان رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران كان قد اتهم في جلسة لمجلس المستشارين حزب الاصالة و المعاصرة بالفساد الانتخابي مستدلا بانتخابات مجلس الجهة لسنة 2009 والاعتصام الذي نفذه انذاك الوزير السابق محمد عبو احتجاجا على تاجيل التصويت لاكثر من مرة ، حيث ستؤول رئاسة الجهة في ذلك الوقت لمحمد بودرا اعتبرته بعض الاطراف فسادا انتخابيا.