جمال الفكيكي (الحسيمة)* بات من المؤكد تنافس كل من البرلماني ورئيس جهة تازةالحسيمة تاونات، محمد بودرة، المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد عبو من التجمع الوطني للأحرار، على رئاسة المجلس الجهوي، نهاية الشهر المقبل، موعد تجديد رئيس المجلس نفسه، وباقي أعضاء المكتب المسير.
ومن المنتظر أن تعرف جلسة انتخاب الرئيس انضباطا، مقارنة مع الجلسة السابقة التي كانت أجلتها سلطة الولاية سنة 2009 ثلاث مرات، انتخب بعدها بودرة رئيسا للجهة، بعد حصوله على 54 صوتا، مقابل 8 أصوات لفائدة منافسه محمد لعوينة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وينتمي مستشارو الجهة إلى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال والتجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والعهد الديمقراطي والفيدرالية الديمقراطية للشغل والكونفدراية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب ولامنتمين.
ومعلوم أن عملية انتخاب رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات، كانت عرفت منذ ثلاث سنوات، غضب مستشاري الأطياف السياسية والمركزيات النقابية سالفة الذكر، من الممارسات التي وقعت آنذاك، وأدت إلى تأجيل انتخاب الرئيس ثلاث مرات، بعدما أصر محمد بودرة ومعه مواطنون كانوا نظموا وقفة احتجاجية أمام مقر الجهة، على الظفر برئاسة مجلس الجهة، علما أنه لم يكن يتوفر على الأغلبية.
كما أدى الأمر إلى اعتصام عبو أمام المقر نفسه، إلى ساعة متأخرة من الليل، احتجاجا على ما أسماه “التدخل السافر للسلطات في العملية “، وذلك بعد تأكده من توفره على الأغلبية، ما جر عليه تبعات، منها إبعاده عن حكومة عباس الفاسي، في أول تعديل حكومي، جعلته يسحب ترشيحه من رئاسة المجلس.
على صعيد آخر، نفى محمد بودرة، ما أوردته بعض المصادر، بخصوص عقده لقاء مع عبد الواحد الفاسي، الذي ينافس حميد شباط على الأمانة العامة لحزب الاستقلال. وحسب مصدر مطلع، فإن بودرة الذي كان استقال من رئاسة بلدية الحسيمة، اعتبر ما ذهبت إليه تلك المصادر، عاريا من الصحة، ويهدف إلى خلق صراعات وهمية بالجهة.
وكانت بعض المصادر قالت إن بودرة عقد لقاء مع عبد الواحد الفاسي بمقر إقامة الأخير بالرباط، يستجدي فيه الأخير، دعمه، لتثبيته رئيسا للجهة من جديد، مقابل ضمان محمد بودرة تصويت مستشاري حزب الاستقلال بالجهة، لصالح عبد الواحد الفاسي في انتخابات الأمانة العامة للحزب نفسه. وأشارت المصادر إلى أن حميد شباط، سيواجه بكل قوة، جميع المحاولات التي تستهدف تثبيت محمد بودرة رئيسا للجهة. وتعرف عملية البحث عن تحالفات المرشحين لرئاسة المجلس الجهوي عمليات مد وجزر.
ففي الوقت الذي ذهبت بعض المصادر إلى أن مستشاري حزب “الميزان ” بالجهة نفسها، سيساندون محمد بودرة عن حزب “البام”، ذكرت أخرى، أن محمد عبو قد يكون بدأ تحركاته لإقناع المستشارين للتصويت لصالحه. ولم تستبعد المصادر ذاتها إمكانية تحالف أطياف سياسية أخرى، وكذا بعض المركزيات النقابية، وذلك للتصويت لفائدة بودرة، ما يقوي حظوظه للظفر برئاسة مجلس الجهة.