عاد الصراع القديم بين محمد بودرا، رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات والكاتب الإقيليمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وبين محمد عبو، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، من جديد إلى الواجهة قبل أسابيع قليلة من موعد انتخاب مكاتب المجالس الجهوية. وكشفت مصادر مطلعة أن محمد عبو ينوي تقديم ترشيحه لخلافة محمد بودرا على رأس الجهة، فيما يستعد الأخير لتجديد ترشيحه. وأضافت مصادرنا أن الصراع سيشتد بين المتنافسين حول رئاسة الجهة بعد أن كانت الانتخابات الماضية شهدت أحداثا درامية، اضطر فيها عبو، الذي كان وزيرا في حكومة عباس الفاسي، إلى الاعتصام قرب مقر الجهة بالحسيمة، قبل أن يغادر الحكومة في أول تعديل حكومي. واتهم عبو حينها «البام» بفبركة نتائج الانتخابات وممارسة ضغط على المستشارين للتصويت لصالح بودرا، في الوقت الذي اتهم «البام» عبو بشراء أصوات الأعضاء بغاية ضمان منصب رئاسة الجهة. إلى ذلك، أكدت مصادرنا أن عبو بدأ تحركاته لإقناع أعضاء مكتب مجلس الجهة من أجل إقناعهم بالتصويت عليه في الانتخابات التي ستجرى في بداية شتنبر المقبل، بينما يسعى بودرا، عضو المكتب السياسي ل«البام»، إلى تجديد ولايته للمرة الثانية على رأس مجلس الجهة، حيث تنص القوانين على نهاية ولاية رئاسة الجهة في غضون ثلاث سنوات. إلى ذلك، أكدت مصادر موثوقة أن أعضاء حزب الاستقلال بجهة تازةالحسيمة تاونات يتجهون نحو مساندة مرشح حزب الأصالة والمعاصرة في صراعه مع عبو، مؤكدة أن الاستقلاليين عبروا عن مساندتهم لبودرا، فيما لم تستبعد مصادر أخرى أن تجرى هناك مفاوضات بين كل المترشحين يصوت بموجبها عبو على بودرا بغاية الرد على عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة، الذي شن هجوما شرسا على عبد الحكيم بنشماس لدى مناقشته الحصيلة الحكومية في مجلس المستشارين. واتهم بنكيران «البام» ب«الإفساد الانتخابي في الحسيمة»، في إشارة واضحة إلى الانتخابات الجهوية التي عرفت احتجاجات عنيفة من طرف أنصار عبو.