فيما يعتزم عبد القادر البنا، عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومرشح الحزب لرئاسة جهة تازةالحسيمة تاونات، التقدم بطعن في الانتخابات، التي أسفرت الخميس الماضي عن انتخاب محمد بودرا، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا لمجلس الجهة، كشف محمد أزرقان، وكيل لائحة حزب «الوردة» في الانتخابات الجماعية بالحسيمة، أنه قرر عدم استئناف الحكم الصادر عن المحكمة الإدارية بفاس، والقاضي برفض الطعن الذي تقدم به ضد لوائح حزب «البام» والتجمع الوطني للأحرار والعهد الديمقراطي، التي أعلنت فائزة في انتخابات 12 يونيو الماضي، وضد والي جهة تازةالحسيمة تاونات وعامل إقليمالحسيمة، ومقرر لجنة الفرز والإحصاء في المكاتب المركزية وبعض المكاتب الفرعية. وقال أزرقان في تصريح ل«المساء» إن قرار عدم استئناف الحكم يعود إلى ما أسماها «الأجواء السياسية السائدة على المستوى الوطني، والتي تشير إلى وجود إرادة لبسط سيطرة حزب «البام» على المجالس البلدية ومجالس الجهات، فالتخوفات التي كنا قد عبرنا عنها سابقا بخصوص هذا التوجه اتضح بعد التجارب السابقة بأنها تحققت على أرض الواقع». وأضاف «بعد اطلاعي على التعليل الذي قدمته المحكمة بخصوص رفض الطعن، وبالنظر إلى الحجج التي أدلينا بها والمحاضر التي تثبت وجود تلاعب واضح في نتائج بعض المكاتب، اتضح لي أن ليس هناك ما يشجع على الاستئناف لأن الأمر لن يتغير». ووفقا لمصادر اتحادية، فإن الحزب سيرفع في الأيام المقبلة دعوى قضائية ضد مجلس الجهة بالاستناد إلى أن القانون ينص على إجراء الانتخابات في أجل 15 يوما، وهو ما لم يتحقق بعد أن تم تأجيل جلسة انتخاب رئيس المجلس وهياكل مكتب الجهة لأربع مرات متتالية. وكانت الجلسة الأولى قد تأجلت لدواع أمنية، حسب بيان صادر عن والي الجهة محمد مهيدية، كما تأجلت الجلسة الثانية لعدم وجود النصاب القانوني، فيما تم إرجاء الجلسة الثالثة بعد طلب تقدم به حزب «البام» لتزامن الجلسة مع انتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين. أما التأجيل الرابع فكان نتيجة اتفاق التحالف الذي كان ملتفا حول الوزير التجمعي محمد عبو وتحالف حزب كاتب الدولة السابق في الداخلية فؤاد عالي الهمة. إلى ذلك، أبدى محمد بودرا استغرابه من سلوك طريق القضاء للطعن في انتخابات رئاسة الجهة، وقال ل«المساء»: «من حق الأخ البنا أن يتقدم بطعنه أمام القضاء، لكن الذي يثير استغرابي هو كيف يقول إنه لا يعترف بالتأجيل ويعتبره غير قانوني، في حين كان خلال جلسة الانتخاب الأخيرة يقوم بحملة انتخابية، وقد اتصل بي شخصيا لطلب دعمي». وتابع رئيس جهة تازة في تصريحاته: «يبدو أن الأخ البنا كان موعودا بالفوز بالرئاسة، وكان يعتقد أنه سيترأس الجهة بالاعتماد على أصوات الاتحاد الاشتراكي (أربعة أصوات) ودعم الأصالة والمعاصرة، لكن ذلك لم يتحقق»، معتبرا أن تصويت 54 صوتا من أصل 65 عدد أعضاء المجلس هو بمثابة « شبه إجماع» حول المكتب وتركيبته المتكونة من «البام» والاستقلال والتجمع وهيئات أخرى. في السياق ذاته، علمت «المساء» أن لقاء جمع قبل جلسة انتخاب الجهة الأسبوع الماضي، عبد الله البورقادي عن الاستقلال، ومحمد عبو عن الأحرار، وبودرا عن «البام»، تم خلاله الاتفاق على الرئيس المتوافق عليه. وكشف البورقادي أن ترشح بودرا لم يتأت إلا بعد أن تعذر على الأحرار تقديم مرشحه، واعتذار وانسحاب مرشحي حزب الاستقلال. وأشار المصدر ذاته إلى أنه أمام غياب مرشح من التحالف الذي كان ملتفا حول عبو، تمت مطالبة تحالف «البام» بتقديم مرشح عنه، وهو ما كان من خلال تقديم بودرا. في سياق متصل، قالت مصادر متابعة، تعليقا على الصراع الذي ميز انتخابات جهة تازة: «يبدو أن من كان يقف حجر عثرة في وجه انتخاب رئيس الجهة، وأدى إلى «البلوكاج» وتبادل الاتهامات بالفساد بين الأحزاب المتنافسة، هو وجود الوزير عبو، الذي بمجرد إعلان قرار انسحابه جنحت الأطراف المتنافسة إلى التفاوض والحوار، مما مكنها من الاتفاق على رئيس متوافق عليه».