الرباط محمد أحداد في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، صوتت أحزاب الأغلبية الحكومية، التي يرأسها عبد الإله بنكيران، على حزب الأصالة والمعاصرة، في شخص محمد بودرا، النائب البرلماني عن منطقة الحسيمة، برسم انتخابات المجالس الجهوية التي جرت مساء الأربعاء الماضي في مقر جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف. وفاجأ مستشارو حزبَي الحركة الشعبية والاستقلال الجميع حين جددوا الثقة في محمد بودرا على رأس الجهة للولاية الثانية على التوالي، كما ساند مستشارو حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي يصطف في المعارضة، حزب الأصالة والمعاصرة. وحصل محمد بودرا، الذي كان المرشح الوحيدَ لرئاسة المجلس، على 57 صوتا من من مجموع 58، مع تسجيل غياب 7 أعضاء، مع العلم أن مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف يتكون من 65 عضوا. كما سيطر «البام» على مكتب المجلس الجهوي، حيث تمكن من الظفر بمقعد نيابة الرئيس. ويأتي فوز «البام» بعد أسابيع قليلة من الهجوم الشرس الذي شنّه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في جلسة لمجلس المستشارين على عبد الحكيم بنشماس، رئيس الفريق البرلماني ل»البام» في الغرفة الثانية ورئيس مجلسه الوطني، بسبب ما أسماه بنكيران «الفساد الانتخابي الذي مارسه غريمه السياسي في انتخابات الجهة»، في إشارة واضحة إلى احتجاج أنصار القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد عبو، خلال الانتخابات الجهوية لسنة 2009. ولم يكتف بنكيران باتهام «البام» بالإفساد الانتخابي في مجلس المستشارين، بل كان يلمح، في أكثر من تجمع جماهيري، إلى تورط إلياس العماري، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات داخل «البام»، في إسقاط عبو لصالح بودرا. وكانت الانتخابات الماضية قد شهدت أحداثا درامية، اضطر فيها عبو، الذي كان وزيرا في حكومة عباس الفاسي، إلى الاعتصام قرب مقر الجهة في الحسيمة، قبل أن يغادر الحكومة في أول تعديل حكوميّ. واتهم عبو «البام» حينها ب«فبركة» نتائج الانتخابات وبممارسة ضغط على المستشارين للتصويت لصالح بودرا، في الوقت الذي اتهم «البام» عبو ب«شراء» أصوات الأعضاء بغاية ضمان منصب رئاسة الجهة.