غير بعيد عن مدينة تارجيست وعلى مرمى حجر منها يقع دوار "إسماعلن" التابع لجماعة وقيادة سيدي بوتميم –دائرة تارجيست- ، دوار تعيش ساكنته ظروفا حياتية صعبة للغاية حيث أن أزيد من 60 أسرة لا تتمتع بأبسط الضروريات التي من أبرزها و أهمها التزوّد بالماء الصالح للشرب. فبالرغم من قرب الدوار من الخزانات المائية التي تزود بلدية تارجيست و جماعة سيدي بوتميم بالماء الصالح للشرب، فإن ذلك لم يشفع لعشرات العائلات من أجل التزود بهذه المادة الحيوية أسوة بباقي دواوير المنطقة رغم أن تكلفة المشروع، حسب دراسة سابقة للمكتب الوطني للماء أنجزت سنة 2007، لا تتعدى خمسة وعشرون مليون سنتيم؛ لتستمر المعاناة اليومية لأسر هذا الدوار الذي لا توجد به أي نقطة ماء عمومية صالحة للشرب سواء كانت عينا أو بئرا أو شبكة التزود ما عدا بعض آبار المحسنين الذين يمكنون سكان الدوار من التزود بحاجياتهم اليومية من الماء.ِ وأمام سياسة التهميش و التعطيش و اللامبالاة التي ينهجها المسؤولون على الصعيد المحلي و الإقليمي لم تجد نساء المدشر من بد سوى العمل على جمع مبلغ عشرون درهم عن كل منزل لإصلاح و تطهير بئر وسط وادِ للانتفاع بمائه غير الصالح للشرب. و تجدر الإشارة هنا إلى أن مياه الآبار قد زادت من معاناة الأهالي بهذه المنطقة لما يترتب عنها من مشاق جسدية وكذا التعرض لمشاكل صحية باعتبار أن هذه المياه غير مراقبة وغير صحية. ونظرا لحدة الأزمة المائية وتفاقمها فإن الأهالي رفعوا نداءاتهم عبر شكايات وملتمسات عديدة قدمها سكان دوار إسماعلن للمسؤولين المحليين و الإقليميين عن قطاع الماء وعن الشأن المحلي إلا أن طلباتهم هذه لم تقابل سوى بوعود كاذبة، ولا يزال الحال كما هو عليه لما يزيد عن أربع سنوات حيث لم يجد صوت صراخهم و لا أنين معاناتهم صدى لدى المسؤولين عن القطاع وكذا المكتب المسير لجماعتهم الذي لا يتوانى عن برمجة الفائض المالي للجماعة في أمور هامشية عوض الالتفات لمعاناة السكان. و يتساءل سكان إسماعلن عن سبب هذا التماطل ومنعهم من التزود بالماء رغم رخص تكلفة الربط وتواجد خزانات التوزيع فوق ترابهم فيما تم تزويد جماعات بعيدة جدا عن بلدية تارجيست كجماعة بني حذيفة وبني عبد الله؟ "فأين هو حقنا في العيش الكريم و نصيبنا من التنمية ونحن الذين نفتقر لأبسط مقومات الحياة في مغرب قيل عنه بأنه مغرب الكرامة و والتغيير !؟" يتساءل أحد الشباب بنبرة صوت حزينة.