«إننا نعيش حالة رعب وترقب كلما أرسلنا فلذات أكبادنا لجلب الماء، وذلك لضرورة عبورهم الطريق، حيث اصبح البحث عن الماء يتطلب تجاوز الصعاب وقطع حاجز الموت الذي تشكله هذه الطريق»! إن هذه الشهادة الذي صرح بها أحد الاباء من ساكنة دوار اولاد حادة 1 بجماعة سيدي حجاج واد حصار بإقليم مديونة، لا تتعلق بمنطقة نائية ولا تهم قرية بعيدة موغلة في أقاصي الجبال، بل يتعلق الامر بأحد دواوير جماعة قروية لا تبعد سوى بكلمترات عن العاصمة الاقتصادية، الذي يشكو سكانه من العوز ومن الحاجة الى أبسط الضروريات اللازمة لكل حياة كريمة، كما يعتبر نموذجا للتهميش والاهمال، حيث يعاني سكان هذا الدوار (حوالي 3000 نسمة) منذ شهور خلت ، من ضعف الصبيب المائي والذي أصبح لا يوصل هاته المادة الحيوية الى الساكنة، والتي تتزود من إحدى الآبار المزودة بصهريج كبير ، يمر عبر وحدات صناعية ، تتهمها الساكنة بالتزود من هذا الصهريج، الذي وضع خصيصا لهذا الدوار! هذا المشروع الذي تكلف بإنجازه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، يعرف عدة نقائص منها عدم القيام بعملية الربط الفردي ، حيث تم اقتراح مبلغ 4200 درهم إذا تكلف المكتب بعملية الربط ومبلغ 800 درهم، إذا تكلف الزبون بالعملية، حيث يكون هذا الثمن كمقابل لوضع العداد! هذا وتعاني دواوير أخرى من هذا المشكل كدوار الرواجعة والحاج موسى ، الذي خرج ، مؤخرا ، سكانه في وقفات احتجاجية نتيجة قيام أحد موظفي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بقطع الماء عن الساكنة عندما قامت بوضع عدادات فردية عوض التزود من عداد مشترك عبر سقايات عمومية. لهذا فإن سكان دوار اولاد حادة 1 يطالبون الجهات المسؤولة بضرورة التدخل من أجل التحقيق حول الجهة التي تستفيد من الصهريج ، مما يتسبب في ضعف عملية الضخ وعدم إيصال الماء الى صنابرهم ، بينما يحمل المنتخبون مسؤولية المشكل الى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مادام قد منح الساكنة رخصة التزود بالماء!