يؤكد سكان دوار آيت مولال (ضواحي بني ملال) أن حوالي 70 أسرة تعاني عطشا شديدا، ويضطر أفراد هذه الأسر إلى قضاء الساعات في انتظار أن يشغل أحد المحسنين البئر الوحيدة بالدوار، ليحدث حولها التسابق للظفر بنصيب من الماء، في مشهد يشبه سنوات الجفاف الشديدة التي يعز فيها الظفر بشربة ماء، رغم أن ثقبا مائيا كان ينتظر أن يزود الدوار بمياه الشرب، بعدما حفر وسط الدوار وكلف 12 مليون سنتيم منذ حوالي ثلاث سنوات. وكانت لجنة مكونة من العمالة ومن السلطات المحلية والجماعة قد اجتمعت بممثلين عن الدوار، كما قام الوالي بزيارة إلى جماعة كطاية، قبل أشهر وتم الاتفاق على مجموعة من الأولويات، أكدها عبد الرحمان النوري، رئيس جمعية آيت مولال للثقافة والبيئة والتنمية القروية، حيث أوضح أنهم تلقوا «وعودا لحل المشكل من طرف المجلس الجماعي، وإنشاء قنطرة على وادي «زمكيل»، وقد تم فعلا بناء الخزان وتم جلب المضخة الكهربائية، لكننا كجمعية بعدما قررنا الشروع في الربط فوجئنا بأن المضخة تتطلب تيارا كهربائيا مرتفعا، وهو ما يضع علامة استفهام حول من جلب المضخة دون أن يأخذ بعين الاعتبار التيار الكهربائي». وكشف عبد الرحمان النوري أن «ربط منازل السكان بالماء الصالح للشرب سيكلف حوالي 20 مليون سنتيم، وهو ما تم الاتفاق حوله بين العمالة والجماعة، لكن المجلس الجماعي له أولويات أخرى، مثل ربط ضيعات خاصة بالطرق والتيار الكهربائي، ولا يهم استمرار معاناة السكان في العطش لأن لا صوت لهم داخل المجلس». من جهته، قال محمد العايدي، رئيس جماعة كطاية إن «الجماعة حفرت الثقب المائي وقامت ببناء الخزان وتجهيزه»، وأكد رئيس الجماعة أن «المكتب الوطني للكهرباء رفض مد السكان بالكهرباء لأن ربط الخزان بالكهرباء سيؤثر على شبكة تزويد السكان» وأفاد أن «الجمعية أعدت دراسة قدرها 26 ألف درهم منها 11 ألف درهم ستتكلف بها الجماعة، في الوقت الذي ستتكلف الجمعية بما تبقى من التكلفة»، مضيفا أن مسألة ربط المنازل بالشبكة هي من اختصاص الجمعية لأنها هي المفروض أن تقوم لاحقا بتسيير المشروع. دوار آيت مولال، الذي يوجد على بعد خمسة كيلومترات من قصبة تادلة، ينتمي إلى تراب جماعة كطاية المكونة من تسعة دواوير كبرى، وقبل ثلاث سنوات أسس أبناء الدوار جمعية لتنمية الدوار ورفع العزلة عنه، وكان أمل السكان كبيرا في التزود بالماء وإنهاء معاناتهم اليومية بعد حفر الثقب المائي الذي يبلغ عمقه 190 مترا، ويتوفر على مياه غزيرة، لكن الأشغال توقفت به مباشرة بعد حفره وتمت تغطيته، واعتبرت مصادر من الجمعية أن دوار آيت مولال يعاني من التقسيم الانتخابي الذي حكم عليهم بالتواجد في دائرة واحدة مع دوار الكامون الذي يضم أزيد من 160 أسرة، مقابل 70 أسرة بآيت مولال، وهو ما يجعل ظفرهم بمقعد داخل الجماعة وإسماع صوتهم مستحيلا. مصدر «الحكرة» كما يقول سكان دوار آيت مولال سببه ما يعاينه سكان الدوار من أوراش مفتوحة في باقي دواوير الجماعة، ففي الوقت الذي زودت فيه كل الدواوير بالماء الصالح للشرب، تخلت الجماعة عن تجهيز البئر وتزويد السكان بالماء، وفي الوقت الذي يستفيد دوار «آيت الوالي» الذي ينتمي إليه رئيس المجلس من طريق ثالثة، يعاني سكان دوار آيت مولال من الحصار، بسبب «قنطرة وادي «زمكيل» المهدمة التي تعزل الدوار عن المدرسة وعن السوق الأسبوعي