مهرجان التسامح لم تكن أحسن حالا، فغياب الجمهور يبين فشل حفل التسامح لهذه السنة حيث لم يتجاوز جمهور المهرجان عشرون الف متفرج الشيء الذي زعزع ثقة بعض الفنانين على خشبة العرض. اذن اسدل الستار على حلقة جديدة من سلسلة اللاتسامح بمدينة الإنبعاث بالنظر إلى الإقصاء المتعمد والمستمر للأغنية الأمازيغية بشقها العالمي. فحفل التسامح ليس سوى خليط غير متجانس من الأنماط الموسيقية المختلفة، أغلبها مستوردا من الشرق و من الغرب.. بينما تم اقصاء الثقافة والفن المغربي الأصيل وخصوصا الفن الأمازيغي بكل أشكاله.... ويظل الرابح الكبير من وراء تنظيم هذا السيل من المهرجانات والتظاهرات هم أصحاب وكالات التنظيم، ومتعهدي السهرات والحفلات والمستشهرين والمحتضنين، وكذا الجهات التي تقوم بالإشراف والتنظيم، ومسؤولوا العلاقات والتعاقد مع الفنانين.. ورغم أن الحفل يحمل شعار تذويب الحدود والأفكار بين المجتمعات والأفراد باختلاف انتماءاتهم ولغاتهم وعقيدتهم.. الا أن المتتبعون سجلوا ببالغ الأسف احتقار الفنان المحلي والوطني من خلال إقصائه من المشاركة في فعاليات هذا الحفل، فخلال خمسة دورات لوحظ غياب تام للفنان المحلي بصفة خاصة والفنان الوطني بصفة عامة، والاعتماد التام على الفنان الأجنبي... فهذا مسا خطيرا بكرامة الفنانين وتهميشهم في عقر دارهم، كما يعتبر خرقا سافرا للأنظمة المعمول بها في مثل هذه المناسبات الفنية والمتمثلة في إعطاء الأسبقية للفنانين المحليين والوطنيين في مقدمة المشاركين لتجسيد التعايش بين الشعوب وباقي الثقافات، مما ينسجم مع قيم التسامح التي أعلنها المنظمون شعارا للحفل..