شكل موضوع “الأمازيغية ومشروع الجهوية بالمغرب”، محور محاضرة نظمت مساء أمس الخميس بكلية الحقوق بسطات ألقاها السيد أحمد عصيد الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأكد السيد عصيد خلال هذه الندوة المنظمة من قبل كلية الحقوق التابعة لجامعة الحسن الأول، بشراكة مع مؤسسة هانس شيدل، أن الجهوية بالمغرب ستكون مكسبا هاما سيساهم في تثمين التراث الأمازيغي. وأوضح السيد عصيد أمام عدد من الطلبة والأساتذة، أن الجهوية ستشكل فرصة هامة لكتابة التاريخ المحلي وإعادة كتابة أجزاء من تاريخ المملكة من خلال إثرائه بالموروث التاريخي المحلي. وخلال تطرقه للتفاعل بين الجهوية والتراث الثقافي والفني واللغوي المحلي، أبرز السيد عصيد بهذا الصدد إسهام الأمازيغية في مشروع الجهوية. وفي هذا الإطار دعا المؤرخين والباحثين ووسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على التاريخ المحلي بجهات المملكة لتثمين هذا التاريخ. وبعد استعراضه للمكتسبات التي تحققت خلال السنوات العشر الأخيرة بفضل مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مجال ثتمين التراث الثقافي المغربي، ذكر السيد عصيد على الخصوص بإطلاق القناة الأمازيغية وإدراج دروس اللغة الأمازيغية بالتعليم العمومي. واعتبر الباحث أن على الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري تقديم رخص لقنوات أخرى باللغة الأمازيغية كما يجب أن تتواصل الجهود لتكوين أساتذة اللغة الأمازيغية في أفق تعزيز مكانة الأمازيغية في المجتمع. وخلص إلى أن الجهوية في المغرب ستساهم في الحفاظ على الثقافة الجهوية والمحلية وإبراز مكوناتها الفنية واللغوية والاستفادة من خصوصيات كل جهة. وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء على أهمية مناقشة وتبادل وجهات النظر داخل الجامعة حول هذا الموضوع، كما أشادوا بمناخ الانفتاح الإعلامي والسياسي بالمغرب.