توافدت على مدينة تزنيت، خلال الأيام القليلة الماضية، أعداد من المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من الدول الإفريقية جنوب الصحراء، وذلك بعد الحملات الأمنية التي شنتها السلطات المغربية عليهم بمدن شمال المغرب، والشروع في إجلائهم من مختلف مدن المملكة. وأثار مشهد افتراش هؤلاء المهاجرين الأرصفة وجنبات الأسوار بأحياء وشوارع مدينة تزنيت مخاوف ساكنة وزوار المدينة، وجّه بشأنها النائب البرلماني لحسن بنواري رسالة إلى عامل تزنيت للفت الانتباه إلى الوضع، تجنبا ل"الإحساس بالخوف من ظهور مجموعة من مظاهر الانحراف والسلوكات العدوانية والإجرامية". وأشار بنواري إلى انتظام المهاجرين الأفارقة الذين حطوا الرحال بتزنيت ضمن مجموعات، في وضعية صحية "تثير الشفقة"، في غياب أي تأطير لهم، مطالبا السلطات الإقليمية بمعالجة الوضع وتوفير الإيواء لهذه الفئة، حتى لا ينعكس الأمر سلبا على السلامة الصحية وأمن وطمأنينة ساكنة المدينة وزوارها، تورد الرسالة. وقد ندد مرصد الشمال لحقوق الإنسان بما وصفه "حملات مطاردة" تشنها السلطات المغربية على المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، "المتواجدين بالغابات والكهوف المحيطة بمدينة سبتةالمحتلة". وجاء ضمن بلاغ للمرصد أن السلطات العمومية، مدعومة بالمئات من رجال القوات المساعدة وفرق الدرك الملكي، شنت، منذ يوم السبت الماضي إلى غاية الاثنين الناضي، "حملات مطاردة مكثفة" ضد المهاجرين غير النظاميين، مضيفا أن هذه الحملات "تأتي بعد تمكُّن أزيد من 80 مهاجرا من الوصول إلى المدينةالمحتلة، صباح يوم السبت الماضي، بعد عبورهم السياج الحدودي الفاصل بين سبتة وباقي التراب المغربي".