وجد 16 فردا من أسرة واحدة من بينهم أطفال صغار أنفسهم بقسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير ، مباشرة بعد تناولهم بطيخة حمراء (دلاحة)، يوم الأحد الماضي. وحسب تصريحات والد المصابين، وهو الناجي الوحيد الذي لم يتناول معهم تلك البطيخة، فقد اتفق أبناؤه وأحفاده وزوجاتهم على الخروج للنزهة والاستجمام بأحد شواطئ أكادير، بحيث إنهم في طريقهم اقتنوا بطيخة حمراء كبيرة يصل وزنها إلى 18 كيلوغراما من أحد الباعة بمنطقة الدراركة، فيما قاموا بطهي جميع المأكولات الأخرى بمنزلهم، خوفا على أنفسهم من الوجبات التي تباع هناك. و بعد السباحة والاستجمام عاد الجميع وتناولوا وجبة الغداء، بعدها تناولوا البطيخة بالشاطئ. قبل أن يعودوا إلى البيت مساء، لكن حوالي الساعة الرابعة صباحا سقط الطفل الأول مغمى عليه، مع ارتفاع في درجة حرارة جسمه مصحوب بقيء شديد، ثم بعد ذلك بدأ أفراد الأسرة في التساقط تباعا، حتى سقط الجميع مغمى عليهم. في هذه الأثناء حار رب الأسرة في طريقة تدبيره للكارثة التي حلت بأبنائه، كما أنه لم يكن يعلم أنهم اقتنوا بطيخة، فاتصل بأحد الأطباء الذي حل بالمنزل وقام بإجراء فحوصات للمصابين الستة عشر، وأعطاهم بعض الوصفات الطبية، غير أنه نصح الأب بأن يكون حذرا، كما أوصاه بضرورة نقلهم إلى قسم المستعجلات في حال لم تتحسن حالتهم الصحية بعد لحظات. وحينما اكتشف الأب أن الحالة الصحية لم تتحسن وأن الجميع مستلق في أركان المنزل، البعض منهم لا يزال مغمى عليه، فيما البعض استسلم للقيء الذي لم يتوقف طيلة صباح ذلك اليوم، ما كان منه إلا أن اتصل بخليفة القائد وأخبره بالوضع، فاستنفرت السلطة المحلية أعوانها، حيث حل عون سلطة برتبة شيخ بالمنزل، فاتصل بالخليفة وأخبره بخطورة وضعية المرضى الذين ازدادت حالتهم سوءا، لترسل السلطة سيارتي إسعاف نقلت جميع المصابين إلى مستشفى الحسن الثاني، وبعد تلقي هؤلاء العلاجات الضرورية، تمت إعادتهم إلى منزلهم، فيما تم الاحتفاظ بطفل صغير ووالدته بقسم الإنعاش إلى حين تحسن حالته الصحية.