أجواء خاصة واستثنائية وحركية دؤوبة غير مسبوقة ،تلك مظاهر الإيقاع التي عاشت عليه الوحدات المدرسية التابعة لمجموعة مدارس حليمة السعدية التابعة لنيابة أكادير إداوتنان(حوالي 90 كيلومتر شمال أكادير المركز) طيلة يوم الجمعة الماضية .والمناسبة حفل تتويج السنة الدراسية وتشجيع المتفوقين من تلامذة المؤسسة بعد سنة دراسية حافلة بالمتغيرات وبالبدل والعطاء والبحث عن التحصيل في ظل الوضعيات والظروف التي ترافق عادة التمدرس في عالم الأرياف وفي المغرب العميق . فوفاء منه بتعهداته ووعوده تجاه تلامذة المؤسسة خلال توزيع المحافظ والألبسة في بداية الموسم الدراسي الحالي ،وتنفيدا لأنشطته الخيرية والاجتماعية والإشعاعية والتواصلية ،حل بدوار أكرسواك حيث يتواجد مركز المجموعة ،أعضاء النادي المذكور محملين بالعديد من الجوائز التحفيزية والهدايا التذكارية حيث استفاد المتفوقين الحاصلين على المراتب المتقدمة من دراجات هوائية بجودة عالية فيما كان من نصيب المراتب الثلاثة الأولى أحدية رياضية جيدة في الوقت الذي وزعت فيه بالتساوي على باقي تلامذة المؤسسة البالغ عددهم المئاتين مجلات وكتيبات وأقلام مرفوقة بقطع حلوى وشكلاطة أدخلت الفرحة والبهجة في نفوسهم. هذا وقد تخللت عملية توزيع هذه الجوائز ذات قيمة مادية ونوعية ،والتي حضرها آباء وأولياء تلاميذ المجموعة المدرسية فقرات تنشيطية أعدها وقدمها مايسترو المؤسسة الأستاذ عبد الواحد يشو الذي أتحف الجميع ،تلاميذ وآباء وزوار بمقاطع غنائية وأناشيد تربوية لقيت تجاوبا كبيرا وسافرت بالجميع إلى عوالم الأنشودة التربوية الهادفة . وقد حضر هذا الحفل البهيج تلامذة الوحدات المدرسية لكل من أكرسواك وإكربوحمد وتفرت إغالن في الوقت الذي التحم فيه تلامذة الوحدتين المتبقيتين ،إسقال وتفكاغت من خلال الحفل الثاني المقام بالمؤسسة بالموازاة مع السالف الذكر والذي احتضنت فقراته وحدة تافكاغت حيث نظمت جمعية تافكاغت للتنمية والتعاون وبتعاون مع الجماعة القروية لتدرارت "ملتقى الطفل "في دورته الرابعة ،تحت شعار "من أجل الطفولة نلتقي" وشكلت هذه المناسبة فرصة للملمة شمل كل الأهالي بالدوار وحلحلة بعض المواقف الخلافية التي غالبا ماتنتج عن العمل المشترك الذي يميز عادة الحياة القروية ،بحضور طاقم طبي من مختلف التخصصات سهر على تقديم مجموعة من الخدمات الطبية من فحوصات وتوزيع أدوية على المرضى ،كما تم تقديم العديد من النصائح والإرشادات ذات البعد التوعوي استفاد منها بالخصوص مرضى السكري . هذه الحملة التوعوية تكفلت بها جمعية سوس لداء السكري القادمة من أيت ملول والهادفة إلى تصحيح مجموعة من الأخطاء وتوضيح العديد من التساؤلات التي تؤرق بالخصوص المصابين بهذا الداء والمحتمل إصاباتهم به لاسيما وأن الحملة جاءت عشية الشهر الفضيل وما يتطلبه الصيام من وقاية ومن عناية فائقة لتفادي أي تأثير للمرض على المصاب. وعلى هامش هذا اللقاء الطبي التوعوي المتميز كان تلامذة الوحدتين المدرسيتين على موعد مع مجموعة من الورشات التربوية بإبداعات طفولية كما استمتع الجميع بفقرات موسيقية أمازيغية وفولكلورية محلية ورقصات إبداعية لأطفال المنطقة ،هذه اللوحات الفنية ،استحسنها الحضور وتجاوب معها بشكل ملفت وصفق لها بحرارة لما تحمله من إبداعات و دلالات وقيم .كما ألقيت بالمناسبة كلمات للقائمين على هذه الملتقى الطفولي الأول من نوعه بمداشر وقرى إداوتنان ،كلها أمل على الاستمرارية والسير قدما على المنوال ذاته حتى تستفيد المنطقة وبشكل دوري من مثل هذه الالتفاتات القيمة والتي تكسر الروتين الفصلي للتلاميذ وتخلق دينامية في صفوف الآهالي الذين ضاقت بهم الأوضاع بسبب جفاء المنطقة وضعف ذات البين وتوالي سنوات العجاف . جدير ذكره ،أن نشاطي يوم الجمعة الماضية يعتبران الثامن من نوعهما هذه السنة بالمجموعة المدرسية لحليمة السعدية التي تعتبر بوثقة إشعاع بالمنطقة بفعل الدينامية الإيجابية التي تعيش على إيقاعها طيلة السنوات الأخيرة بفضل تضافر جهود كافة أطرها الإدارية والتربوية وبفضل انخراط العديد من الجمعيات والنوادي في سيرورة العمل الاجتماعي والخيري والتربوي بذات المؤسسة.