حركية غير مسبوقة ،تلك التي عاش على إيقاعها ،يوم السبت الماضي ،دوار أكرسواك التابع للجماعة القروية لتدرارت (حوالي 100 كيلومتر شمال أكادير المركز)،والمناسبة هي الزيارة التي قام بها فريق تابع لنادي أكادير للدراجات النارية ،والذي انتقل على شكل قافلة بواسطة دراجات نارية من مختلف الأحجام والقوى، وإن كانت جلها تحمل طابع الاحتراف .زيارة ظاهرها استكشافي واستجمامي وباطنها اجتماعي خيري وإنساني. هذه المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها لهذا النادي الفتي في المنطقة ،والتي احتضنتها المدرسة المركزية لمجموعة مدارس حليمة السعدية ، التابعة لنيابة أكادير إداوتنان و استفاد منها حوالي 200 تلميذة وتلميذ من المتمدرسين في مختلف الوحدات المدرسية التابعة للمجموعة ،تحصلوا من النادي المانح على محافظ مدرسية من النوع الجيد وألبسة رياضية ومجموعة من أدوات الاشتغال داخل فصول التحصيل . عملية توزيع هذه المنحة على المتعلمين والمتعلمات ، والتي حضرها إلى جانب الأطر التربوية العاملة بالمؤسسة كل من رئيس المجلس الجماعي لتدرارت وممثل السلطة المحلية وأعضاء مكتب جمعية آباء وأولياء التلاميذ ،تخللتها مجموعة من الفقرات التنشيطية والترفيهية رددت من خلالها مجموعة من الأناشيد التربوية الهادفة بالإضافة إلى أغاني ترويحية، شارك في نسجها الزوار والحاضرون، صانعين بذالك لوحة انصهارية غاية في الاندماج والتآزر الأخوي الهادف. ويروم المساهمون في هذه الالتفاتة الخيرية ذات الأبعاد الاجتماعية والتربوية ،العمل على تشجيع التمدرس والحد من ظاهرتي الهدر والتسريب المدرسيين الذين ينخران المنظومة التربوية بالمغرب العميق بشكل عام وبمنطقة إداوتنان بشكل خاص والتي عانت في الآونة الأخيرة من فلتات منذرة بوخامة العواقب على قطاع التربية والتي تضاف إلى جفاء وقساوة الطبيعة بالمنطقة لتعطي طبقا ملؤه المرارة والتشاؤم وفقدان الثقة . مؤسسوا نادي الدراجات بأكادير ،وفي ختام زيارتهم هذه،وعدوا المتفوقين من التلاميذ بجوائز تحفيزية وهدايا قيمة وبزيارات متكررة في إطار المتابعة الاجتماعية لهؤلاء الأطفال الذين يتقاسمون العوز والحاجة وقلة ذات البين. هذا، ويعتبر هذا النشاط الأول من نوعه خلال الموسم الدراسي الحالي بمجموعة حليمة السعدية المدرسية ،التي يعمل طاقميها الإداري والتربوي في السنوات الأخيرة ،جاهدين،على جعلها بوثقة إشعاع وإشراق بالمنطقة ،وستليه مجموعة أخرى من الأنشطة لا تقل أهمية من هذا الأخير، غايتها مساعدة الأطفال القرويين وتشجيعهم على البذل والعطاء وتلطيف قتامة الأوضاع والظروف المصاحبة عادة للاشتغال بعالم الأرياف .