مشهد مباشر لتخريب أغطية بالوعات الصرف الصحي تم توثيقه بالصورة. المكان والزمان، حي لخيام حوالي العاشرة والنصف صباحا من يوم الأحد الأخير، رجل في حوالي 43 من عمره، ينهال بقوة مطرقته الكبيرة على غطاء بالوعة، مقاومته لم تدم أكثر من دقيقة ونصف ليستسلم منكسرا إلى نصفين. سكون عام تلا عملية انهزام الغطاء عن مقاومة الضربات، ما جعل المتلبس بسرقته ينتبه إلى صوت محرك سيارة غير بعيد عنه، التفت بشكل خاطف وشعر أنه مراقب، وأن عيونا تتلصص تفاصيل فعلته، ما دفعه ليكتفي بالغنيمة، حمل شظيتي البالوعة وسط كيس أزرق، متسللا داخل شارع بحي لخيام، فظلت النظرات شاخصة تلاحقه إلى أن ابتلعته البيوت المتراصة بواجهتيه. مشهد آخر أكثر إثارة فقد التجأ سكان الحي في بعض النقط إلى صنع مجسمات رجال وألبسوها جلابيب رجالية لتقوم بحراسة الخطر المحدق بالعابرين باتجاه مسجد عند السحور، خصوصا أن المكان تقل به الإنارة وتنعدم الرؤية لدى المترجلين. حوادث متفرقة تقع هنا وهناك، آخرها سقوط أحد الزملاء وسط قناة للصرف الصحي بالمنطقة السياحية قرب ساحة بيجاوان، عندما كان متوجها لتغطية فعاليات معرض الصيد البحري، فقد قام المجلس البلدي بتغطية وتعبيد حفرة مهملة للصرف وعندما كان الزميل يمر عبر الرصيف زلت قدمه ليجد نفسه وسط خنق بعدما كان بقارعة الشارع العام، وقد نقل إثر الحادث إلى المستشفى بعد إصابته على مستوى الحوض والظهر، فقام بتسجيل دعوى ضد المجلس البلدي اعد تنصيب محام. حوادث مثيلة تتكرر فيمضي خلالها الضحايا إلى حال سبيلهم،معتبرين الأمر مجرد زلة بالشارع العام، ولا يدخل تحت مسؤولية الوكالة المستقلة لتوزيع الماء. فعل التخريب، شكل منطلقا لرحلة معاينة بدأت من نفس المكان، فكانت النتيجة صادمة، العشرات من بالوعات الشارع العام بنفس الحي تحولت إلى حفر وآبار تقتنص المواطنين، ما دفعهم ليقيموا حواجز من الحجر . ومن حي لخبام تم التعريج على حي الداخلة الذي يعيش على نفس الوضع، أحد التجار تابع عملية تصوير آثار التخريب فاقترب ليعبر بتذمر كيف أن أصحاب عربات مجرورة تحولوا إلى مستمرين في معادن البالوعات وينتزعون حتى تجويفها المعدني بقلب الحفرة، يتم ذلك دون أن يهتم المسؤولون لما يقع، فيفتحون تحقيقا في الموضوع يبدأ بالقاطنين. من حي الداخلة، إلى حي إيليغ العصري المجاور لمستشفى الحسن الثاني، حيث تنتصب فيلات محصنة بأسوار يطل من فوقها فضاء أخضر مشكل من مختلف أنواع الورود والزهور، هذا المنظر لم يمنع من أن تتحول سلسلات متراصة من البالوعات بعرض الشارع إلى خراب مثل خندق يقطعه إلى نصفين. نفس الآفة تمت ملاحظتها بحجم مختلف بأحياء تيكيون، بنسيركاو، لعزيب، سيدي يوسف ...كان لا بد من طرح السؤال على المسؤولين إن كانوا على دراية بما يقع. وبدا محمد لحلايسي نائب رئيس المجلس البلدي متدمرا من الوضع، وأكد أن هذا النهب يطال بقوة الأحياء الهامشية، ويشمل ممتلكات عمومية أخرى مثل أسلاك الكهرباء، والاتصالات، وأن المعاناة تكاد تكون يومية، طالت سابقا ببنسكاو حتى الربط الكهربائي المؤدي إلى القصر الملكي ويطال النهب حاليا عدادات الماء في ملكية الأفراد والمؤسسات. وقال لحلايسي إن المدينة “تعيش شبه سيبة” في غياب دعم بلدي بقوات مساعدة تسهر على هذه الممتلكات، وفي غياب شرطة إدارية بالبلدية ينظمها القانون. مصالح الوكالة المستقلة للماء ” رامسا ” أشارت إلى غياب الحماية اللازمة للممتلكات العمومية، وأكدت أن حملات سابقة نظمت على لصوص البالوعات. وتم توقيف بعضهم وأضاف أن أغلبهم قاصرون، أو غير طبيعيين، كما أوقف سابقا بإنزكان أحد تجار المتلاشيات متلبسا باقتناء هذه الممتلكات العمومية، المسؤول أشار أن هذا النهب لا يستثني مدينة إنزكان وأيت ملول والدشيرة الجهادية. وضع رجال الأمن في هذا الإطار في موقع المتهم بالتقصير في حماية هذه الممتلكات، واعترف مسؤول بأحد المقاطعات التي عرفت تخريبا لافتا أن المشكل قائم، غير أنه تساءل كيف يمكن توزيع مهام دوريات معدودة بوسائل بسيطة بين مطاردة اللصوص وحماية أمن وسكينة الأشخاص وحراسة بالوعات الأحياء، أين دور السلطة المحلية والمجلس البلدي، وأين المواطنون بهذه الأحياء وجمعيات الأحياء، والوداديات، يتساءل المسؤول وخلص إلى القول إن تعليق شماعة هذه المشاكل على رجال الأمن نوع من الهروب من المسؤولية . عبدالله بيداح ************