أجلت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بأكادير، صباح أول أمس الخميس، النظر في أولى جلسات محاكمة الأستاذ الجامعي، سعيد بنحيسون، المتهم بقتل طالبته، سناء هدي (27 عاما)، داخل إحدى غرف كلية العلوم، بجامعة ابن زهر بأكادير، إلى 7 شتنبر المقبل. واتخذت الغرفة قرار التأجيل لعدم حضور دفاع المطالب بالحق المدني للجلسة. ويتابع الأستاذ الجامعي بتهمة القتل العمد وتغيير معالم الجريمة والسرقة. وكان قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بأكادير تابع المتهم بتهمة القتل غير العمد، غير أن النيابة العامة لدى المحكمة نفسها استأنفت الحكم، وأحالته على غرفة المشورة، التي أصدرت قرارها بمتابعة المتهم بتهمة القتل العمد. وكان المتهم (46 عاما)، “قتل خنقا” طالبته الجامعية، المتحدرة من كلميم، التي كان يشرف على رسالتها للدكتوراه، التي كانت تحضرها بكلية العلوم. واهتدى المحققون بولاية أمن أكادير، الذين كثفوا مجهوداتهم لكشف غموض مقتل سناء، بمجرد العثور على جثتها بالقاعة 108، إلى المتهم، وهو متزوج، وله أبناء. واعترف المتهم بقتله طالبته، بعد يومين من التحقيق المعمق معه، ليخلص المحققون إلى أن الأستاذ متهم في قضية مقتل طالبته، بعد مواجهته بالأدلة والقرائن، المتمثلة في آثار بصماته على عنقها، وأيضا، بعض الرسائل القصيرة “اس ام اس”، مشفوعة بعبارات تحرش وغرام ومعاكسة، عثرت عليها عناصر الفرقة الجنائية الأولى بولاية أمن أكادير بهاتفها المحمول، الذي أخفاه المتهم بمنطقة بعيدة عن الجامعة، وكان أرسلها إليها من هاتفه المحمول، أياما قبل مقتلها في كلية العلوم. واعترف المتهم للمحققين بتبادل رسائل قصيرة بينه وبين الضحية، قبل مقتلها داخل الحرم الجامعي، خنقا، مضيفا أنه كان دائما يحاول الاستفراد بها، بيد أن لامبالاتها لاهتمامه بها كان يدخلهما في مشاداة كلامية. وأقر المتهم أن الضحية أفقدته صوابه عشية يوم مقتلها، عندما اجتمع بها على انفراد، في مكتبه الخاص بكلية العلوم، ما جعله يسدد لها لكمة قوية ومفاجئة، جعلت أنفها ينزف دما، قبل أن تسقط أرضا. وزاد المتهم أنه وجد نفسه، لاشعوريا، يحكم قبضته حول عنق الضحية، إلى أن توقفت أنفاسها، قبل أن يجرها من قفاها إلى غرفة مهجورة قرب مكتبه، ويغلق الأبواب، ويغادر الكلية في اتجاه منزلها، للاتصال بأفراد أسرتها، لاستفسارهم حول تأخرها عن العودة إلى بيتها، عكس العادة. واكتشف المحققون، من خلال التفتيش في سوابق الأستاذ المتهم، ميوله إلى العدوانية في علاقته بالطلبة وأطر الجامعة، برزت قبل حادث خنق طالبته سناء حتى الموت، في واقعة تشابكه بالأيدي مع عميدة سابقة لكلية العلوم، ووصلت تلك القضية إلى القضاء.