"شكون إسمعنا أو يفهمنا غير جلالة الملك محمد السادس الله ينصرو.. " هكذا خرجت عبارة من أفواه الفلاحين خلال لقاء إحتضنته مدينة أولاد التايمة مؤخرا وهم يشكون حالهم لمن يهمهم الأمربعد إنسداد الأفق وإقتراب الأزمة الكبرى. مطالبة الفلاحين من خلال ممثليهم من جمعيات مهنية بلقاء ملك بلاد، هي إشارات قوية بأن الوضع أصبح جد خطير بات يهدد أهم قطاع حيوي بالبلاد حق الأمن الغدائي للمغاربة مند عقود، لكن أوضاع أغلب الفلاحين "الصغار أو الكبار" أصبحت متدهورة " ديون متراكمة، كساد،غياب التمويل" مما أدخلا معه منتجو الحوامض والبواكر بسوس خلال موسمين فلاحيين متتاليين إلى أزمة مالية خانقة سببها تدهور حاد لأثمان منتوجاتهم الفلاحية وخاصة المتعلقة منها بأنواع الكليمونتين، إذ سجلت الأثمان انخفاضا خطيرا إذ لم يتجاوز الثمن هذه السنة إجمالا مبلغ 60 فرنكا للكيلو الواحد بالمقابل تراوح ثمن البيع في السنوات الماضية مابين 3 دراهم و5 دراهم للكيلو الواحد. هذا وأمام ضعف جوة نوع "الكليمونتين ونور" والأزمة المالية التي تضرب أوروبا، باعتبارها سوقا تقليدية للمنتوجات المغربية، تسبب الأمر في خسائر مالية كبرى للفلاحين والمنتجين الكبار منهم والمتوسطين. وأكد أغلب المهنيين للجريدة أن بعض المجموعات التصديرية بسوس سجلت عجزا ماليا كبيرا، لم تعرفه منذ سنوات. الكاتب العام لجمعية منتجي ومصدري الحوامض بالمغرب أحمد الضراب كشف خلال لقاء أولاد تايمة أن القطاع تتعقبه أزمة خطيرة ستعصف بكل مجهودات مخطط المغرب الأخطر من سماتها وفرة الإنتاج خلال الموسم الحالي "2.2 مليون طن " مقابل "1.5 م طن الموسم الماضي" منها حولي 600 ألف طن وجهت للتصدير، الضراب أشار أن إقدام بعض المصدرين على إعتماد التلوين الصناعي ودخولهم السوق الأوروبية في وقت مبكر دون توفر الجودة المطلوبة جعل المستهلك الأوروبي الإحجام عن المنتوج وهو ماخلق الكساد، مؤكدا أن السبب هو عدم التنسيق بين المجموعات التصديرية وضعف المراقبة لدى الجهات المختصة، مشيرا أن الجمعية إتخدت إجراءات فورية من قبيل تشكيل خلية تدبيرالأزمة إتخدت تدابيرمستعجلة"وقف جني الحوامض توقيف التلوين الصناعي تحديد الكمية الموجه للتصدير لسوق الروسية التي تستقبل 60 في المائة من الحوامض مطالبة مكتب المراقبة بتشديد الصرامة بخصوص توفر الجودة" وأكدا الضراب أنه تم خلق لجنة مختلطة قصد العمل على التشهير للمنتوج المغربي في السوق الأوروبية . من جانبه هاجم يوسف جبهة رئيس جمعية المستقبل لمستعملي مياه السقي لأغراض زراعية بسبت الكردان هاجم شركة أمان سوس نائلة مشروع إنقاد بساتين الكردان حوالي "10 ألاف هكتار"بعد أن قامت بسحب العدادات من الضيعات الفلاحية وهو ما يهدد بحسب رئيس جمعية المستقبل أهم مشروع سقي بشمال إفريقيا كان قد دشنه الملك مند سنوات بالفشل هذا ووجه الجبهة سهام النقد إلى مديرالشركة لكونه لم يقدم أي إجابات مقنعة للفلاحين خلال لقاء أولاد التايمة بل إنتهج أسلوف التسويف كعادته وهو شيئ لا يخدم بالمطلق المشروع في حين أجمع كل الفلاحين أن مدير شركة أمان سوس قد أغلق باب الحوار في وجههم ولا يقوم بإستقبالهم لسماع إقتراحاتهم رغم كونهم شركاء في المشروع . وأكد جبهة يوسف في تدخله أن مصطلح الإنقاد أصبح مرادفا للإفلاس في مشروع سقي الكردان. رئيس جمعية المستقبل ورئيس تعاونية محطة الزاوية للتلفيف تحدث وراء تصفيق فلاحي الكردان وسوس عموما بعد أن كشف أن أغلى تسعيرة للماء توجد بمنطقة الكردان وأعطى مثالا على ذلك أن حوالي 16 منطقة سقي بالمغرب هي أقل تعريفة بضعفين مما الحال عليه بسبت الكردان، وتساءل كيف سيعرض فلاح هوارة منتوجه بسوق بأعلى كلفة مقابل فلاح أخر بمنطقة أخرى أقل تكلفة ، هذا وناشد رئيس جمعية المستقبل بالكردان كل الجهات المسؤولة على القطاع بضرورة إعادة النظر في تسعيرة الماء إلى جانب الإرجاع الفوري للعددات والعمل على جدولة ديون الفلاحين لدى مؤسسة القرض الفلاحي وكذا شركة أمان سوس أو المكتب الوطني للكهرباء . لقاء الفلاحين بهوارة كان أكثر قوة في الصراحة وكشف علل القطاع التي عمرت طويلا وأصابت أهم قطاع حيوي بالبلاد بالسقم. من جانبه فجر لحسن بولكيد رئيس جمعية منتجي ومصدري الخضر والفواكه بالمغرب فرع سوس قضية تلوح في الأفق ستقضي على القطاع الفلاحي خصوصا في شقه المتعلق بالتصدير بعد إعتزام البرلمان الأوروبي بضغط من فرنسا وإسبانيا على فرض شروط جديدة على المصدرين المغاربة عكس ما تنص عليه إتفاقية الكاط وهو ما يشكل خطرا على الفلاحة المغربية يضيف بولكيد إذا ما أجمع الإتحاد الأوروبي على تطبيقه ، وطالب بولكيد بلقاء ملك محمد السادس قصد التدخل في الملف لدى الشركاء الأوروبيين ، بعدأن كشفت مصادر أن هناك لقاء عقد الثلاثاء الماضي مع وزير الفلاحة بهذا الخصوص لم يقدم إجابات واضحة للمهنيين بخصوص الأزمة المرتقبة . فلاحوا سوس الذين أجمعو على لقاء ملكي مع ممثليهم في القطاع إعتبارا أن ملك البلاد يولي أهمية سامية للفلاحين والقطاع عموما وتدخله سيكون إيجابيا للوقوف على مكامن الخلل وإتخاد تدابير عملية لتجنب أهم قطاع بالبلاد لأزمة قاتلة ، مؤكدين في لقاءهم أن حكومة بنكيران رغم توصلها بالملف من خلال جل اللقاءات لم تلتقط الإشارات وجعلت الفلاحين مكبلين بالوعود وهم يرون أمام أعينهم أن قطاع يتراجع بعد أن كان حيويا وفر الأمن الغدائي لأزيد من 35 مليون مغربي بناه الأبناء والأباء وعلى رأسهم المغفور له الحسن الثاني باني السدود ومحمد السادس فاتح الأوراش الكبرى مخطط المغرب الأخضر.