اعترف عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري أن الفلاحة الوطنية اجتازت سنة صعبة. وأوضح خلال لقائه الأخير بفلاحي سوس ماسة درعة، على هامش انعقاد أشغال الدورة العادية للغرفة الفلاحية لسوس ماسة درعة، بأن الموسم الفلاحي السابق تميز بقلة وعدم انتظام التساقطات المطرية، وباضطراب في درجات الحرارة، ما أدى إلى تراجع سلسلة الإنتاج. وأكد عبد الله جريد، نائب رئيس جمعية منتجي الحوامض بسوس، أن محصول الحوامض لموسم 2012/2013 تأثر كثيرا بأحوال الطقس التي سادت الموسم، وتميزت باستمرار البرد منذ يناير إلى مارس، ما نتج عنه تأخر التزهير، قدر في ما بين 10 و 20 يوما، مقارنة مع الموسم الماضي، وكذا تكوين الفواكه بحوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع، حسب مناطق الإنتاج. وقال ل»الصباح» إن موجة الحرارة المبكرة المصحوبة بالشركي، خلال شهري مايو ويوليوز الماضيين، أدت إلى تساقط نسبة كبيرة من فواكه الحوامض، وبنسبة أكبر في الضيعات ذات الأشجار الصغيرة، باعتبارها أكثر حساسية لدرجة الحرارة المرتفعة. وخلفت هذه الأضرار خسائر كبيرة تراوحت نسبتها بجهة سوس ما بين 60 و 70 في المائة بالنسبة إلى جميع أصناف الحوامض. ونبه جريد إلى أن هذه الوضعية تجلى تأثرها في الانخفاض المسجل في تقديرات محصول الحوامض وبالكميات المنتظر تصديرها إلى السوق العالمية خلال الموسم الفلاحي الحالي. وكشف تقرير جمعية منتجي الحوامض بالمغرب، خلال اللقاء الوطني المنعقد بالبيضاء يوم 16 أكتوبر، عن توقعات إنتاج الحوامض بالمغرب، وكذا الكمية التي يرتقب تصديرها. وتوقع خبراء الجمعية انخفاض الإنتاج الذي تمر عبر محطات التلفيف بالمغرب من 925 ألفا و500 طن خلال موسم 2011/2012 إلى 676 الفا و 250 طنا خلال الموسم الحالي. وتوقعت دراسة المهنيين، أيضا، أن المجموع العام لمنتوج الحوامض التي تعد للتصدير، ستنخفض كميتها من حوالي 490 ألف طن في الموسم الماضي إلى 442 ألفا و 750 طنا في الموسم الجاري. أما منتوج الحوامض بجهة سوس ماسة درعة، يقول عبد الله جريد، فستنخفض بالنسبة إلى البرتقال من الحجم الصغير. ففصيلة»الكليمونتين»سيتراجع منتوجه من 210 آلاف طن، خلال الموسم الفلاحي الماضي، إلى 137 ألف طن في الموسم الحالي، ومن تم ستنخفض كمية المنتوج المصدر من 164 ألفا و627 طنا إلى 100 ألف طن. أما صنف «النور» فسينخفض منتوجه من 88 ألف طن، إلى 80 ألف طن، وسينعكس هذا على الكمية المصدرة، التي ستتراجع من 69 الفا و929 طن إلى 600 ألف طن، فيما سيعرف صنف»الأورانيك»بدوره انخفاضا، من 8 آلاف طن إلى 5 آلاف و 800 طن. من ناحية أخرى، لن يسلم البرتقال من الحجم الكبير من نتائج أضرار الموسم الفلاحي السابق، إذ قدرت الدراسة التي أنجزتها جمعية المهنيين، انخفاض منتوج نوع»نافيل»بجهة سوس ماسة درعة، من 29 ألف طن إلى 10 آلاف طن، وسيتم هذه السنة، تصدير 6 آلاف طن، فقط بدل 10 آلاف طن الموسم الماضي. وسيتراجع إنتاج صنف»الساليستيانا»من 30 ألف طن إلى 17 ألف طن، وستبلغ الكمية المصدرة، 13 ألف طن بدل 18 ألف طن في السنة الماضية. وأوضح أن جميع أنواع الحوامض سيتراجع إنتاجها بالجهة، ما سيؤثر على الكمية المصدرة التي تمر عبر محطات التلفيف. من ناحية أخرى، قدرت وزارة الفلاحة والصيد البحري من سنتين كمية إنتاج الحوامض، ونشرت أخيرا الأرقام المتعلقة بموسم 2012/2013، إذ قدرت الوزارة أن تبلغ المساحة الإجمالية للحوامض 111.4 ألف هكتار، بينما ستكون المساحة المنتجة 88.2 هكتار. وقدرت إنتاج الحوامض في مليون و 493 الفا و900 طن. وقدرت الإنتاج الإجمالي بسوس ماسة درعة في 429.4 ألف طن. وأبرز خالد بونجمة، الكاتب العام لجمعية محطات تلفيف الحوامض بالمغرب، ل»الصباح» أن إنتاج حوامض المغرب يبلغ مليون و700 ألف طن سنويا، يصدر منها 550 ألف طن، بينما توجه 50 ألف طن إلى الصناعة الغذائية و مليون و 100 ألف طن توجه إلى السوق الداخلي، وهي كمية ضخمة مقارنة مع المنتوج المصدر والمصنع، غير أن ثمن الليمون بالنسبة إلى المستهلك المغربي، يظل مرتفعا جدا، مقارنة مع ثمن بيعه من قبل الفلاحين في الضيعات. وأرجع ذلك لعدة أسباب، منها عدم المحافظة على الإنتاج البيولوجي من الضيعة إلى المستهلك، بعدم استعمال محطات تلفيف الحوامض كما يفعل المصدرون للحفاظ على جودته مدة 30 يوما. وقال إن عدم توظيف هذه الآلية بالنسبة إلى المنتوج الموجه للسوق الداخلي، للحفاظ على جودته من خلال توظيف آلية التعبئة والتلفيف والتبريد، يؤدي إلى تلاف 40 في المائة من الإنتاج البيولوجي.