إنهار جزء من سقف حجرة دراسية بالثانوية التأهيلية “ابن خلدون” التابعة لنيابة إقليمالجديدة يوم الأربعاء الماضي، ما استنفر مختلف السلطات المحلية و التعليمية بالمدينة ذاتها. الحادث أثار موجة من الرعب في صفوف التلاميذ و الأطر التعليمية على حد سواء، سيما و أنه تزامن و الفترة الدراسية المسائية، حيث كانت الحجرة ذاتها فضاء لدروس اللغة العربية. و كاد الحادث ذاته أن يودي بحياة أستاذة للغة العربية إذ بمجرد مغادرتها لمكتب الحجرة نحو السبورة حتى سقطت أكوام الحجارة فوق كرسي المكتب، ما خلف هلعا شديدا في صفوف التلاميذ الذي شرعوا يتدافعون للفرار نحو الخارج خشية أن يتهاوى السقف كاملا فوق رؤوسهم. و أدى دوي الانهيار إلى تسرب الرعب إلى نفوس تلاميذ و أساتذة جميع الحجرات الدراسية ليغادروها مذعورين نحو ساحة المؤسسة في شكل أمواج بشرية. و كانت الثانوية التأهيلية ذاتها (لا يفصلها عن مقر الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين دكالة-عبدة غير سور إسمنتي) مسرحا لحادث مماثل شهر دجنبر 2009، ما جعل مسؤولي قطاع التعليم آنذاك يقومون بترحيل العديد من التلاميذ نحو مدرسة “خديجة أم المؤمنين” الابتدائية ،حيث تابعوا دراستهم في ظروف مزرية لعدة شهور لفسح المجال أمام إحدى الشركات المقاولة من أجل إعادة ترميم جدران و سقوف المؤسسة التعليمية ذاتها. و معلوم أنه لم يمض على عملية إصلاح ثانوية “ابن خلدون” التي تمت في عهد النائبة السابقة غير ثلاث سنوات، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول جودة أشغال البناء و مدى مراقبة الأشغال ذاتها بل و مدى وقوف مهندسي و تقنيي مصلحة البنايات على التزام المقاولة التي رست عليها صفقة الإصلاح بشروط كناش التحملات أثناء عملية التسليم. و تجدر الإشارة إلى أن مصلحة البنايات بنيابة الجديدة كانت مسرحا لعدة لجن تفتيش مركزية أسفرت نتائجها عن وجود اختلالات كبرى قادت إلى فتح تحقيق من طرف المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية مع النائبة السابقة و مسؤولين بنيابة الجديدة و أكاديمية دكالة-عبدة و بعض المقاولين قبل أن يقرر الوزير محمد الوفا بناء على نتائج التحقيق ذاته رفع ما وصفه خلال لقاء مع مديري الأكاديميات الجهوية و نواب النيابات الإقليمية بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ب “ملف نيابة الجديدة” على القضاء. و معلوم أن التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات قد رصد بدوره عديد اختلالات في تسيير شؤون الأكاديمية الجهوية دكالة-عبدة التي تعد نيابة الجديدة واحدة من بين نياباتها الأربع.