انطلاقا من وعيه بأهمية التواصل, وسعيا لتفعيل المقاربة التشاركية نظم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بالتعاون مع منظمة التعاون البلجيكي, دورة تكوينية على مدى خمسة أيام بمدينة أكادير. لفائدة ممثلي الجمعيات والجماعات بإقليمي تيزنيت وسيدي إفني وذلك من 9 إلى 13 شتنبر الجاري. تميزت الدورة بتقديم العديد من العروض والدروس النظرية والتطبيقية, حاول من خلالها المنظمون إشراك الجمعيات والجماعات في نقاشات تواصلية, بهدف تقريب وجهات النظر. والإجابة عن بعض التساؤلات, وكشف النقاب عن بعض الأحكام المسبقة والتي كثيرا ما تعرقل أشكال التعاون, وتقف دون تفعيل الشراكات المبرمة مع الأطراف المنخرطة في المشاريع التي تهم تزويد المناطق القروية بالماء الصالح للشرب. ولضمان تسيير مهيكل لعملية توزيع الماء قدمت للمستفيدين من الدورة التكوينية الذين بلغ عددهم 49 مشاركا توجيهات تقنية مهمة, تخص جوانب التدبير التقني للمنشآت المائية, وطرق تتبع جودة الماء والتطهير المستقل. هذا بالإضافة إلى أساليب عملية تهم التسيير الإداري والمالي للجمعيات وعروض أخرى شملت تدبير النزاعات وإعداد المشاريع. كان للانفتاح على التجارب الرائدة انعكاس ايجابي حيث بدأت الجمعيات المشاركة تعي أهمية الاندماج, باعتباره وسيلة ناجحة لتجاوز المشاكل المعرقلة لسير المشاريع المنجزة. وبدأ التفكير بجدية في خلق فيدرالية تضم جمعيات مرتبطة بتوزيع الماء الصالح للشرب على غرار نظيرتها في مدينة تارودانت والتي كانت خير حافز لتشجيع الجمعيات على تعزيز مبادئ التعاون والتضامن خدمة للصالح العام. رغم تباين المستويات واختلاف وجهات النظر اتفق المشاركون على أهمية مثل هذه الدورات التكوينية لما لها من نتائج ايجابية تساعد الجمعيات على تجاوز العشوائية, وتشجع تكريس منطق التنظيم والتسيير المحكم. فمن جهته أبدى المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ممثلا بالسيد حسن ابران استعداده لمواصلة العمل على تكوين الجمعيات. وتتبع مسار كل جمعية بغية تطبيق أمثل لما تم اكتسابه من معارف جديدة. هذا وقد وزع على المشاركين كتيب يتضمن جميع ما جاء في الدورة بالإضافة إلى شواهد تقديرية لتختتم الدورة التكوينية بزيارة ميدانية لمحطة الضخ ببنسركاو.