من الجيد أن يتوقف الإنسان من أجل أن يراجع نفسه ، ويقف عند نقط القوة والضعف ، فقد شهد قصر المؤتمرات بمدينة فاس ، تنظيم لقاء تشاوري حول 'البرنامج الإقليمي لتقوية قدرات الجمعيات بعمالة فاس' وذلك صباح يوم السبت 18 حزيران/يونيو 2011 ، فحسب كلمة اللجنة المنظمة : يظل هذا اللقاء محطة هامة في مسلسل تقوية قدرات الجمعيات ، وهذه المحطة لم تكن منتظرة عموما في هذا البرنامج ، وارتأت لجنة التتبع أن يكون هذا اليوم التشاوري التواصلي لعدة أسباب منها أن لجنة التتبع تبنت مقاربة تشاركية مع الجمعيات في جميع مراحل البرنامج وبكون الجمعيات المنخرطة في هذا البرنامج ليست مستفيدة وإنما هي شريكة فيه. وكان اللقاء مناسبة لتوضيح مجموعة من المفاهيم في البرنامج بعد أن تم تنظيم مابين شهر نيسان وبداية شهر حزيران 2011 ثلاثة دورات تكوينية (الإطار القانوني للجمعيات،إعداد المشاريع،الحكامة في التسيير الإداري والمالي للجمعيات) ، ومنها أن الدورات التكوينية ماهي إلا حلقة صغيرة من برنامج تقوية قدرات الجمعيات والتشاور حول جدوى توقيت بعض أنشطة عمليات البرنامج وهو تحليل تشاركي لتقييم الجمعيات الشريكة للدورات التكوينية ثم التعرف على مدى الإستفادة وأيضا تقديم نظام التقييم الذاتي للجمعيات ، وبالإنتقال للحديث عن مشاركة الجمعيات في هذا البرنامج فقد عرف انطلاقته بمشاركة 127 جمعية وفي آخر تكوين وصلت الجمعيات المشاركة إلى 81 جمعية ،علما بأن عدد المسجلين في البرنامج يزيد عن 160 جمعية هنا توضع علامات استفهام ، وبالتالي هل سيتم تنظيم أنشطة أخرى من أجل وضع دينامية لحث الجمعيات على المشاركة ؟ فالبرنامج يمتد على سنتين وعدد المستفيدين منه 240 جمعية من عمالة فاس. وبالعودة للحديث عن البرنامج الذي يسعى بالأساس إلى تقوية الجمعيات بعمالة فاس وإلى تعزيز دور النسيج الجمعوي كقوة اقتراحية وشريك في تحديد وتفعيل السياسات العمومية ويعتمد في مبادئه على الشراكة والتشاور والتدبير المعتمد على النتائج ومن المنتظر من البرنامج أن يقوم بتطوير خبرة محلية لتأطير وتنشيط التنمية المحلية وأن يقوي قدرات الجمعيات في مجال التنظيم الداخلي وتطوير الشراكات والتواصل ... وخلال اليوم التشاوري وأثناء عرض العمل في الورشات ومن خلال ما تم تفريغه من الإستمارات التي كانت توزع عقب كل دورة تكوينية كانت نتائج التقييم على الشكل التالي : تحقيق أهداف الورشة ونوعية النقاشات المثارة والتنشيط بنسبة 50% ، أما انتظارات المشاركين-ات- بعد كل دورة تكوينية وطبيعة المحاور المقدمة بنسبة 60% ...وحسب التقييم فعلى العموم كان هناك ارتياحا للمشاركين-ات- في الورشات ، وبالتكلم عن هذه الأخيرة وبعد أن تم الحديث والإستفاضة فيه أثناء أشغال الورشات حول الإكراهات التي عانت منها الجمعيات والمقترحات لتطوير البرنامج ، تمت مناقشة وتوضيح طريقة ملء استمارة التقييم الذاتي/دليل القدرات التنظيمية للجمعيات ، وهو تقييم داخلي تقوم به كل جمعية على حدا بحضور عدد من أعضائها والهدف منه الوقوف عند حاجيات كل جمعية . وأهم توصيات اللقاء تمثلت في ضمان حضور المشاركين في الدورات التكوينية و المواكبة والإستمرارية في دعم الجمعيات و دراسة تجارب رائدة للجمعيات ووضع وثائق التكوين رهن الجمعيات وتمثيل عضوين عن كل جمعية في التكوين مع إصدار جريدة تعنى بأنشطة الجمعيات ، وللإشارة فمحور الدينامية المجالية والموضواتية الذي يهدف إلى إحداث لقاءات ومنتديات الجمعيات في الأحياء من أجل محاولة تقريب وتعاون الجمعيات فيما بينها ، سيجري العمل خلال شهري تموز وآب 2011 ، وستكون الجمعيات المنضوية في برنامج تقوية القدرات على موعد في شهر أيلول/شتنبر 2011 مع استئناف الدورات التكوينية .