عديدة هي المشاكل التي لازال دوار وشاطيء سيدي وساي يرزحان تحت وطأتها ظلت معه تدخلات المجلس الجماعي محدودة وترقيعية في أحسن الأحوال،مصطافون وفاعلون سياسيون وجمعوين محليون ومستثمرون أجمعوا في إفاداتهم لاشتوكة بريس عن امتعاضهم لما آلت إليه الأوضاع بهذه المنطقة الوجهة السياحية المهمة التي تقصدها عدد من الأسر المغربية على مدار السنة وتستهوي عددا كبيرا من السياح من جنسيات مختلفة على الرغم من افتقاره للمرافق الأساسية. فبدءا بالطريق الرابط بين أغبالو والشاطيء الذي أصبح في حاجة إلى تقوية وتوسيع بعد أن تآكلت جنباته وبات يشكل خطرا على مستعمليه وعلى العربات التي غالبا ما تتضرر جراء استعمال هذا الطريق الوحيد،لكن الجماعة المحلية عمدت إلى ترقيعه بواسطة بعض الأتربة لاسيما عند منحدر أغريمز لتتطاير تلك الأتربة أياما قليلة بعد ذلك. أما قطاع النظافة فلازالت الأزبال تحاصر الشاطيء والدوار على حد سواء،فبعد مجهودات جمعية ساحل سيدي وساي للتنمية والتعاون بتخصيص جرار لجمع النفايات المنزلية على الرغم من محدودية إمكانياتها المالية والبشرية،إلا أن ذلك لم يوازيه عمل مماثل من قبل المجلس الجماعي الذي يكتفي ببعض المبادرات المحدودة لجمع الأزبال على الشارع الرئيسي ويختار في الغالب أوقاتا غير مناسبة "الظهيرة" بالنظر لحجم التواجد البشري في الفترة الصيفية ،وأمام غياب أي دعم من المجلس الجماعي للجمعية المحلية وفق اتفاقية شراكة تحدد التزامات الأطراف في إطار ما يشبه تدبيرا مفوضا لقطاع النظافة كما هو معمول بعدد من الجماعات المجاورة بالإقليم "إنشادن نموذجا" ،سيبقى مشكل تراكم الأزبال وأضراره الصحية والبيئية وتشويه جمالية وهدوء شاطيء سيدي وساي قائما تبقى معه الساكنة ورواد الشاطيء تئن تحت وطأة عواقب هذه الظاهرة إلى أجل غير مسمى. ومن جهة أخرى،يعتبر قطاع الماء أحسن حالا من سابقه،فقد تضررت الساكنة في الآونة الأخيرة من الانقطاعات المتكررة للماء الذي تدبره جمعية ساحل سيدي وساي للتمية والتعاون وذلك بفعل انخفاض مستوى المياه في البئر نتيجة الضغط على استعمال هذه المادة في المدة الأخيرة وقد تم الاستنجاد بجماعة بلفاع من أجل إنقاذ الموقف بواسطة صهاريج متنقلة،وقد امتعض مرتادوا الشاطيء من حدة هذه الانقطاعات وأثر بشكل سلبي على حركة الرواج والاستقرار ما دامت مادة حيوية مثل الماء غير مضمونة ،فيما الجمعية منكبة على تنزيل حلول آنية لتخفيض حدة الوضع. وعن تهيئة سيدي وساي الشاطيء،لازالت رسالة الاستنكار التي رفعها المستشار الجماعي أحمد خمام أواخر شهر يونيو المنصرم إلى السلطات الإقليمية بدون جواب وذلك حول إقصاء المنطقة من برنامج التهيئة الذي تباشرها شركة التهيئة العمران بالرغم مما يحظى به سيدي وساي من أهمية كوجهة مفضلة للزوار ومورد مالي للجماعة إلا أن بعض "العفاريت" يبدو أن سلطتهم فوق المؤسسات الرسمية للدولة في تحد سافر للمسار الديموقراطي الذي يقطعه المغرب تسير قسرا عكس إرادة ساكنة المنطقة لدواع يعرفها القاصي والداني. إلى ذلك، أبدى فاعلون وساكنة المنطقة انزعاجهم من الفوضى التتي بات أصحاب عربات النقل السري يخلقونها على الشارع العام بالإضافة إلى عرقلة السير وولوج السكان إلى منازلهم،وقد تدخلت السلطات المحلية لتنظيم الأمر إلا أن انفلاتات تقع بين الفينة والأخرى ويتطلب الأمر مرة أخرى بصمة ومقترحات المجلس إن وُجدت بالإضافة إلى تدخل عناصر الدرك الملكي بالجدية المعهودة حفاظا على تسهيل الولوج والخروج إلى ومن الشاطيء والدوار. وفي سياق متصل،فإن من شاءت الأقدار أن تلم به أزمة صحية أو جرح أو ينجو من غرق ...فليس أمامه إلا أن يواجه قدره المحتوم لوحده في ظل قاعة للعلاجات تفتقر لأبسط التجهيزات وغياب موارد بشرية متخصصة زد على ذلك غياب سيارة إسعاف قارة سواء الجماعية منها أو تابعة للوقاية المدنية نظرا لتكرار حالات تتطلب نقلا استعجاليا إلى المستشفيات... أما الجانب التنشيطي الذي يساهم بدوره في إنعاش حركة الرواج التجاري و إشعاع المنطقة فقد توقف المجلس الجماعي عن تنظيم مهرجان الرمال الذهبية الذي أجهض منذ دورته الأولى،فيغيب بذلك جانب أساسي ثقافي تنشيطي عن أجندة القيمين عن الشأن الجماعي المنشغلين بقضايا ربما أبعد عن هموم وانشغالات الساكنة. وفي لقاء فجائي مع أحد أطر وزارة الداخلية من الرباط التقته اشتوكة بريس بعين المكان،استغرب من غياب مرافق صحية عمومية "مراحيض" للرجال والنساء أصبحت ضرورية في مثل هذه الفضاءات العامة ،فقد جُلت المغرب عرضه وطوله - يقول متحدثنا - ولم ألحظ أن فضاءا عموميا يستقبل هذه الأفواج الكثيرة من الزوار والمصطافين دون أن يتوفر على مرافق من هذا النوع، وتساءل عن استراتيجية المجلس وبرنامجه وخططه التي وصفها بدون المستوى تتجلى في مثل هذه القضايا البسيطة لكنها أساسية. عديدة إذن مشاكل سيدي وساي ذي الموقع الاستراتيجي والذي يشهد طفرة عمرانية ملحوظة،وأمام الوضع المستفحل وغياب بوادر مبادرات من أجل تجاوز الأوضاع القاتمة التي يرسمها كل زائر دون أدنى عناء،فلإن الساكنة تطالب وتستنجد بعامل إقليم اشتوكة أيت باها من أجل التدخل والضغط كسلطة وصاية من أجل حث المجلس الجماعي لسيدي وساي على الاعتناء بالمنطقة ذات الصيط العالي والمتنفس الوحيد تقريبا لساكنة الإقليم عموما،كما يطال البعض ممن فيهم فالون سياسيون وجمعويون بالإلحاق بجماعة أخرى في إطار التقسيم الأداري المرتقب ما دامت الجماعة الحالية تتقن سياسة الإقصاء والتهميش الممنهج تجاههم على حد تعبيرهم.