أكد المدير الفني لمهرجان (تيميتار .. علامات وثقافات) السيد إبراهيم المزند، أن هذه التظاهرة الفنية، التي ستنعقد من 26 و29 يونيو الجاري بأكادير، تمكنت خلال دوراتها السابقة من تأكيد موقعها كموعد أساسي في المشهد الثقافي الجهوي والوطني مع تسجيل حضور لافت في أجندات التظاهرات الدولية. أ واعتبر السيد المزند، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه “يحق لأهل أكادير والمغاربة عموما أن يفخروا بمثل هكذا مشروع ثقافي استطاع، في وقت وجيز، أن يقطع مسارا طيبا وأن يحافظ على خط تحريري هو بالذات ما أعطاه قوته لكونه حافظ على الدوام على إيقاع نوعي من غير تخبط”. وشدد، في سياق حديثه، عن نقاط القوة في هذا المهرجان، الذي أصبح رقما أساسيا في الأجندة الثقافية الوطنية والدولية، أن تيميتار أسهم، بشكل ملموس، في النقاش الوطني الذي واكب قضايا الثقافة والتعدد اللغوي بالمغرب، لاسيما في سياق الاعتراف الدستوري باللغة والثقافة الأمازيغية، كما شكل نقطة ارتكاز أساسية للبعد الجهوي لحاضرة سوس باعتبارها أرضية لتنوع ثقافي حي ومنفتح على العالم، من غير إغراق في الفولكلور. وتتمثل الخاصية الأخرى لتيميتار، حسب نفس المتحدث، في كون هذه التظاهرة قد ضمنت لثلة من الفنانين المحليين والوطنيين سبل اقتسام فضاءات العرض وملصقات الإشهار والتسويق مع أسماء فنية دولية، بعضها يحضر للمرة الأولى بالمغرب، فضلا عن قدرتها على تأمين وفاء جمهور غفير من المتتبعين الذين يرتادون حفلات هذا المهرجان لاكتشاف جديد الفنانين المحليين أو للاستماع لأصوات أخرى “تحمل إلينا ثقافاتها ولغاتها وتقاليدها”. وبعدما لاحظ أن “تيميتار الذي ضمن وفاء الجمهور على مدى دوراته العشر، استطاع أن يثبت أنه مهرجان يتبناه الجمهور”، أوضح أن عددا غير يسير من الفنانين المحليين استطاعوا بفضل تيميتار أن يعرضوا أعمالهم بكبريات التظاهرات الفنية الدولية (البرازيل والمحيط الهندي وكاليدونيا الجديدة وجزيرة لارينيون وإسبانيا وفرنسا)، بفضل انخراط مهرجان تيميتار في عدد من شبكات المهرجانات الفنية القارية والدولية التي يتقاسم معها قيم السلام والتعايش والتسامح والعيش المشترك. وأبرز السيد المزند أن مهرجان تيميتار، الذي حظي منذ نسخته الأولى بانخراط مجموع الفاعلين المحليين والجهويين من سلطات محلية ومنتخبين وهيئات مدنية ومتدخلين ثقافيين وطنيين وأجانب وفعاليات إعلامية، استطاع أن يسلط الضوء على ما يختزنه المغرب من ثراء ثقافي مع تركيز هام على البعد الأمازيغي إلى حد أن “عددا من المجموعات رأت النور في إطار تيميتار وبعضها تطور بفضل تيميتار لتعرض منتوجها الفني لاحقا في مهرجانات دولية أخرى”. وبخصوص الانعكاسات المباشرة لهذه التظاهرة على المستوى المحلي، أفاد بأن تيميتار بات يساهم في وضع مدينة أكادير ضمن رزنامة المهرجانات الثقافية ذات البعد الدولي وفي ترسيخ صورة المدينة كوجهة سياحية شاطئية واحتفالية بامتياز، فضلا عن تأمين إشعاع إعلامي وازن للجهة بفضل ما تستقطبه من أسماء. وأضاف أنه “على المستوى الاقتصادي، فإن تيميتار يستقطب العديد من السياح المغاربة والأجانب وينبغي على مهنيي السياحة أن يستحضروا هذا المهرجان في أجنداتهم لإعادة تسويقه”، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة الفنية، التي اختارت لها منذ نسختها الأولى عنوان “علامات وثقافات”، تعي جيدا أنها لم تكن تبتغي البساطة والتسطيح، بل كانت تتطلع، على مدار دوراتها السابقة، إلى التأسيس لموعد ثقافي “يمد جذوره عميقا في الجهة في انفتاح لامشروط على العالم وسبل الحداثة وبعيدا عن كل انغلاق أو شوفينية”. وبخصوص التوجه العام لهذه التظاهرة، يكشف السيد المزند في افتتاحية “تيمتار 2013″ ستنشر قريبا أن “المهرجان يقترح هذه السنة فضاء تلتقي فيه أجود التعبيرات الأمازيغية براهن الموسيقى العالمية في جو من الوئام والانفتاح”، معتبرا أن نجاح المهرجان يعود، بالأساس، إلى الجمهور وإلى الجهة التي احتضنته من خلال انفتاحه كل عام على ألوان موسيقية يعشقها الآلاف. وأكد أنه إذا كان ما لا يقل عن 3000 فنان توافدوا على مهرجان تيميتار منذ النسخة الأولى في سنة 2004 محملين بثقافاتهم وهوياتهم وتطلعاتهم المتنوعة، فإن الدورة العاشرة لن تشذ عن القاعدة بفضل برمجة أسماء وازنة في عالم الغناء والموسيقى، دون إغفال إمكانية اكتشاف مفاجآت جديدة. والراجح أن مهرجان تيميتار، الذي يستعد هذا العام للاحتفال بدورته العاشرة، راكم ما يكفي من الثقة والاستمرارية والوضوح في الرؤية بعدما راهن في برمجته الحالية على حضور ثلة من الأسماء الفنية العالمية، بدء من كيني روجرز إلى فاطمة تاباعمرانت، مرورا بمجموعتي إينوراز وفناير ولطيفة رأفت إلى مارسيل خليفة ومجموعة الميادين ووصولا إلى مجموعتي أودادن ورباب فيزيون التي ستتقاسم المنصة مع ماجدة الرومي والشاب خالد ومواطنه إيدير.