أحدهم سألني البارحة : ماذا كنت ستفعل لو كنت مكان رئيس الحكومة؟ لقد فكرت في كلامك يا صديقي و قررت أنه لو قدر و صرت رئيسا للحكومة فإنني : 1. سألغي المخطط الأزرق لأنه و منذ بدأنا في تطبيقه و فرشتنا المائية في نضوب و نضوب... 2. سألغي المخطط الأخضر لأنه و منذ بدايته و نحن لا نعرف من المواسم سوى الجفاف بعد الجفاف... 3. بديلا عن ذلك سأحدث المخطط الأحمر للإقلاع بالإعلام، فألزم قنوات العار بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي سيتضمنها المخطط، و إن أبت أنفيتها من الوجود رغم ما سيقال و يثار من مظاهرات و شغب بدعوى حرية التعبير، و ربما أفكر لأجل ذلك في إنشاء الجيش الأحمر لأخرس كل فاه معارض للمخطط الأحمر.. 4. سأحدث المخطط الأصفر لأضمنه بنودا مختلفة؛ منها التشجيع على أكل أصفر البيض و استهلاك السلع الوطنية لإنعاش الإقتصاد الوطني، و سيتضمن أيضا منح الأصفار بسخاء لمستحقيها في مجال التعليم حتى لا نستمر في إنتاج شهادات فارغة المحتوى، و أنص فيه أيضا على حل جامعة الأصفار "جامعة كرة القدم" لنرتاح من كثرة النتائج الصفراء التي نحصدها في المحافل الدولية، لعل و عسى نوفر بذلك مبالغ بأصفار كبيرة جدا على اليمين... 5. سأحدث المخطط الأسود أسن بموجبه سياسة جديدة للسجون تيمنا بسياسة "الحسن الثاني" في بناء السدود، فأبني بجانب كل سد سجنا، لربما أستطيع تطهير المجتمع من الإجرام و المجرمين، و الفساد و المفسيدين، فالسد لا يفوق السجن أهمية، و ربما صار في هذا الزمن بناء السجون أحب إلينا من بناء السدود.. و عليه فكل من شممت فيه رائحة فساد أو إجرام أو تقاعس أو سوء نية فزنازن السدود آنذاك مشرعة تنتظره ، زنازن مظلمة... بلا إصلاح و لا تأهيل، لا عفو، لا تكوين و لا هم يحزنون فالذي لم تصلحه سنين الحياة لن تؤهله سويعات التكوين في غياهب السجون ... 6. سأحدث المخطط الأبيض: أعمد فيه إلى تبييض بعض بنود و أسطر الدستور ... فأعيد المرأة إلى المكانة العالية التي يجب أن تكون عليها بعد أن أعلتها العولمة بالكعوب العالية و ركب عليها ضعاف العقول بإسم حقوق الإنسان... بهذا المخطط أبيض لائحة الأحزاب السياسية و لا أدع منها إلا حزبا وحيدا يكون الممثل الوحيد لإرادة الأمة ، لأنني مللت من كثرة الأحزاب المستنسخة و تمثيلياتها الهاوية. سأبيض لائحة النقابات لأن أبي أفنى عمره كاملا في النضال و ضحى بما ملك و ما لم يملك، و في النهاية لا شيء تغير غير مسؤولي النقابات الذين استفادوا و تعملقوا...المهم أنني سأبيض كثيرا من المؤسسات المحتاجة إلى تبييض... 7. إن سنح لي الوقت أحدث المخطط البني لأشجع من خلاله المغاربة على استهلاك البن عوض "السكر" الذي ركبته فيهم، بما يكفي، السياسات العمومية العرجاء... 8. وقد أحدث أيضا المخطط البرتقالي كي أصلح فيه أعطاب المخطط الأخضر المنتهية صلاحيته، فأزيد من مردودية البرتقال و نغرق به الأسواق الداخلية قبل الخارجية حتى يشبع المغاربة من الفيتامين "س" لعلهم يتجاوزون أمراض القلب و الشرايين و أمراض العصر المزمنة.. 9. أما بقية المخططات فسأفرج عنها بالتدريج لو قدر و صرت رئيسا لولاية ثانية، كالمخطط البنفسجي و الوردي و المخطط الزيتي و الأزرق السماوي و الرمادي و غيرها، و كلها سنتعامل معها بصيغة ( ليست أفقية و لا عمودية و لا تشاركية) بل هي صيغة أحادية مائلة... هذه يا صديقي نواياي إن أصبحت رئيسا للحكومة لا قدر الله، حينها قد تجدني أؤلف كتابا أسميه " الكتاب الملون" لتفهموا نظرياتي المعقدة، و كفى بالله حسيبا.