قررت جمعيات المجتمع المدني بمدينة الدشيرة الجهادية، يوم الأربعاء 27 فبراير الفائت، الإنسحاب بشكل جماعي احتجاجي من دورة الحساب الإداري التي عقدتها بلدية المدينة، و جاء هذا القرار احتجاجا على تصريحات "عمر غوسمي" مستشار جماعي ينتمي لحزب العدالة و التنمية، الذي وصف جمعيات المدينة ب"الفاشلة و المرتزقة و التي تخدم أجندة خارجية" حسب مصادر عليمة حضرت الدورة. و قالت الجمعيات المنسحبة، أنه انطلاقا من قناعتها و حفاظا على السير العادي لدورة فبراير لهذه السنة، قررت الإنسحاب بشكل حضاري و سلمي على أساس التداول في القضية التي باتت تعرف محليا ب"قضية إهانة جمعيات المدينة من قبل مستشار جماعي"، و الاتفاق على طرق الرد على هذا التصرف المشين حسب الجمعيات المنسحبة. و في تصريح للجمعوي "جمال المعتصم" رئيس جمعية المواهب فرع الدشيرة، أكد على أن انسحاب الجمعيات من دورة الحساب الإداري جاء إثر "تهجم "عمر غوسمي" مستشار محسوب على حزب بن كيران، على الجمعيات الموقعة على بيان الدشيرة، واصفا إياها بالجمعيات الفاشلة و المرتزقة" و لم يكتفي هذا المستشار بهذا الوصف "بل رفع ملتمسا إلى رئيس المجلس البلدي يطلب من خلاله بوقف الدعم على هذه الجمعيات، لغاية في نفس يعقوب..." المعتصم الذي تحدث بمرارة غير معهودة أكد للجريدة أن " هذا العضو الذي يطعن في مصداقية هذه الجمعيات يعتبر من ضمن المستشارين الفاشلين، لأنه لا مهمة له داخل المجلس..." مستغربا على أنه "كيف يعقل أن يتحدث هذا المستشار الفاشل عن المال العام و هو يستفيد من خدمات المجلس كالهاتف النقال و سيارات البلدية، فهل هذا هو ترشيد المال العام الذي يدعيه؟". أما "عمر بيعتران" رئيس جمعية أسايس، أكد على "أننا نستغرب للتصريحات الصادرة من هذا المستشار، التي لا تمت بصلة للعهد الجديد، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذه الجمعيات و التي وقعت على بيان الدشيرة بشأن الوضع الثقافي و الفني بالمدينة تزعج المجلس البلدي بمختلف مكوناته..." مؤكدا على " أن الجمعيات المنضوية تحت لواء "التنسيقية المحلية للكرامة الجمعوية" ستظل مستقلة عن الأحزاب السياسية و ستمارس أنشطتها رغم سياسة الإفشال التي يمارسها المجلس البلدي اتجاهها....". بدوره صرح "بلعيد تيعيشت" مندوب منظمة الكشاف المغربي للجريدة، أن "هذا التهجم هدفه تركيع هذه الجمعيات و إفشالها" مؤكدا على أن المستشار المعني "بتصريحاته المشينة هذه في حق الجمعيات لدليل على أنه لا يمارس السياسة و عليه الابتعاد عن تسيير الشأن المحلي نظرا لعدم كفاءته...". من جهته اعتبر "عمر غوسمي" المستشار الجماعي عن حزب المصباح، الذي غضبت الجمعيات من تصريحاته، أن "الأمر لا يتعلق بالإساءة إلى جمعيات المدينة و خصوصا التي وقعت على "بيان الدشيرة بشأن الوضع الثقافي و الفني بالمدينة"، بل أقصد بالجمعيات الفاشلة تلك التي لا تستطيع مواصلة عملها طيلة الموسم الجمعوي" أما بالنسبة للمرتزقة " فلا يجب أن ننكر أن هناك بعض الجمعيات تسترزق بالعمل الجمعوي و هذه مسألة واضحة" رافضا ذكر أسماء هذه الجمعيات، مضيفا أنه إذا انزعجت الجمعيات من تصريحاتي فإنني "مستعد لفتح نقاش و حوار لشرح هذه الإشكالية..."، و عن مسألة دعم الجمعيات أكد "غوسمي" أن "الإجراء الوحيد الذي اعتبره ديمقراطيا هو دعم المشاريع الهادفة التي ستضيف قيمة ثقافية و فنية للمدينة..."، أما في ما يتعلق بالمال العام فصرح المستشار الجماعي عن حزب العدالة و التنمية أنه "يجب ترشيد نفقات البلدية و على الرئيس تحمل مسؤولياته في ذلك، باعتباره أمرا بالصرف". الجدير بالذكر، أن عدد من جمعيات المجتمع المدني بالدشيرة الجهادية حضرت دورة الحساب الإداري، لتتبع أطوار هذه الجلسة و الإطلاع على النقط المدرجة في الدورة و كذا طرق تداولها و التصويت عليها، لكن بعض التصريحات غير مسؤولة و المشينة حسب بعض المصادر عجلت بانسحاب هذه الجمعيات احتجاجا على قذفها بنعوث قدحية، و من المتوقع أن تصدر هذه الجمعيات بيان ناري للرأي العام المحلي و الوطني حول هذه القضية.