استضافت الإجازة المهنية في التنشيط السوسيوثقافي بكلية الآداب جامعة ابن زهر، عشية أول أمس الإثنين 14 يناير 2012، الفنان عمر السيد، أحد أعمدة فرقة ناس الغيوان، و التي تأسست منذ سبعينيات القرن الماضي. وذلك بفضاء القاعة المخصصة للعروض بالكلية، بحضور الأستاذة زهرة مكاش المسؤولة عن الإجازة المهنية و ثلة من الأساتذة الجامعيين و طلبة الجامعة من محبي دينامو الفرقة الغيوانية، التي حضرت للقاء عمر السيد، رغم فترة الامتحانات، جاؤوا ليتشاركوا مع الفنان عمر السيد تجربته، وعيا منهم بضرورة حفظ الذاكرة الإبداعية، لهذا الرجل الذي أسهم رفقة فرقة ناس الغيوان، في نجاح النهضة الثقافية و الفنية بالمغرب في فترة تميزت بمحدودية الامكانيات. هذا، وقد تكلف الأستاذ خالد ألعيوض، بإدارة اللقاء عبر تقديمه لنبدة عن حياة و مسار عمر السيد عبر مختلف مراحل حياته، قبل و بعد دخوله لعالم الفن، خصوصا في مجال الأغنية الشعبية الملتزمة الهادفة رفقة فرقة ناس الغيوان، و عن تجربته في مجال المسرح و السينما، و صاحب حديث عمر السيد في حوار تميز بالغوص والنبش في ذاكرته. و قدم عميد كلية الآداب و العلوم الانسانية، الأستاذ أحمد صابر، كلمة ترحيبية في حق عمر السيد؛ و التي أشار فيها لكونه يرى فيه ابن منطقة سوس، الذي شغل ضمن مجموعته ناس الغيوان بال المغاربة و غير المغاربة، مشيرا لكونها المرة الأولى التي يحل فيها بجامعة ابن زهر، و التي يرجو أن تكون فاتحة لقاء ات قادمة. و في حديثه انطلق الفنان عمر السيد في سرد تفاصيل عن حياته كشاب دفعه حبه للموسيقى للمواظبة على الغوص في مدرسة الأمثال و الجمل المأثورة، والأغاني الوطنية المحتفية بالاستقلال، و ساعده تمكنه من فك رموز العزف على آلة «البندير» لفرض الإيقاع الذي مكنه من ضبط ميزان الفرقة، عبر لعبه دور الوسيط، التي أشرف بنفسه على تنظيم الأمور الخاصة بسهراتها. و تحدث عن مساره و تألقه و سطوع نجمه في سماء البيضاء رفقة الغيوان؛ ليتجاوز حدود المغرب، ليشكل عنصرا من أسس فرقة الظاهرة الغيوانية، بجانب من تبقى منهم، ليسيروا على نهج من توفوا منهم من الأعضاء المؤسسين كبوجميع والعربي باطما؛ وفاء منهم للأسس التي انبنت عليها الفرقة في الإقتراب من هموم و مآسي الناس عبر الكلمة النفاذة و اللحن الشجي. و تخلل اللقاء عرض حصري لشريط قصير مدته 13 دقيقة، يعرض لأول مرة، حول الحياة الشخصية للفنان عمر السيد، كما أعلن في نهاية اللقاء عن قرب صدور ألبوم جديد متميز لفرقة ناس الغيوان يحتوي على أغنية باللغة الأمازيغية.