صدر مؤخرا عن طباعة ونشر سوس بأكادير 2012 كتاب "سيرة أيت أُمغار المنقبة والتاريخ" للدكتور محمد المازوني، وهو أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية باكادير شعبة التاريخ والحضارة، باحث متخصص في التاريخ الديني، حاصل على دبلوم الدراسات العليا بالرباط 1987، ودكتوراه الدولة في التاريخ بالرباط 2003، له مجموعة من المقالات في المجلات الوطنية، وصدر له في سنة 2012 ثلاث كراسات جامعية، بالإضافة إلى الكتاب الذي بين أيدينا. مؤلف "سيرة أيت أُمغار المنقبة والتاريخ" في حجم متوسط (14/21.5)، يتكون من 162 صفحة موزعة على ثلاثة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة ولائحة المصادر والمراجع. ويهتم برصد سيرة مؤسسي رباط تيطنفطر وهو من أقدم الرباطات في تاريخ المغرب إلى جانب رباط شاكر. ومن الصعوبات التي اعترضت الباحث، قلة المصادر التي اهتمت بهذه الأسرة، فكان "بهجة الناظرين وأنس الحاضرين" للزموري (محمد بن عبد العظيم) المصدر الذي شكل الأرضية للدراسة؛ لكونه الوحيد الذي حافظ مناقب رجال رباط تيطنفطر على حد تعبير الباحث. استهل الباحث الفصل الأول، بالحديث عن الإطار التاريخي لرباط تيطنفطر مع إشكالية ضبط التسمية التي اختلفت المصادر حولها، وقد اعتمد أبحاث كل من "باصي" و"طيراس" فيما يخص قضية أصل تيط؛ إذ أن الباحثان الفرنسيان استخلص أن الموقع فيه بقايا بونيقة. مما يستدعي البحث والتنقيب في ظل صمت المؤرخين المغاربة على حد قول الباحث. في حين خصص الفصل الثاني، للحديث عن السيرة المنقبية لآل امغار؛ حيث رصد العديد من المناقب التي اشتهر بها شيوخ الأسرة، وهي متوارثة بينهم كما يرث الناس المال. ومن أهم كراماتهم المشي فوق الماء، إلا أنها ستختفي مع الشيوخ المتأخرين. علاوة على هذا، فقد تطرق إلى إشكالية تأسيس الرباط الذي ربطه البعض بالمشروع المرابطي، لكن الباحث يفند هذا الطرح، بكون المشروع الأمغاري تجربة صوفية سابقة عن ظهور الحركة المرابطية، ليستمر معها ومع الدولة الموحدية والمرينية قبل أن يشهد تخريب في العهد الوطاسي. أما الفصل الثالث والأخير، فقد خصصه للعلاقة السياسية بين الدول الحاكمة والأسرة الأمغارية، وما يلاحظ أن الدول الثلاث تنهج سياسة اللين مع الأسرة، لما لها من نفوذ روحي على المجال من اجل الاستحواذ عليه، وكانت للمناقب التي اشتهرت بها الأسرة الباعث في استقطابها إلى صف الدولة الحاكمة. ليخلص الباحث في الأخير، إلى مسألة انتهاء المرابطة لتحل محلها مؤسسة الزاوية في العهد السعدي. وأكد على ضرورة تظافر مجهود المؤرخ الباحث وضبط عالم النسابة للوصول إلى تفسيرات لإشكالات ما زال يعاني منها التاريخ المغربي. واعتمد الباحث لانجاز دراسته على واحد خمسين (51) مصدراً، وسبعة وثلاثين (37) مرجعاً ودراسة حديثة، بالإضافة إلى خمسة (5) مراجع باللغة الفرنسية. هذه قراءة متواضعة وسطحية لمؤلف "سيرة أيت أُمغار المنقبة والتاريخ" للدكتور محمد المازوني، وهو كتاب رصد فيه تاريخ الأسرة وما اشتهرت به من مناقب وكرامات. عبد الله أسملال طالب بسلك ماستر تاريخ الجنوب المغربي جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية – أكادير [email protected]