الصور للطفل " أيوب " داخل العربة التي يأوي إليها ليلا في الشارع يحتاج الطفل " أيوب " ، والذي لايتعدى عمره 12عاما ، إلى أياد رحيمة تمد له يد المساعدة لتنتشله من حياة البؤس والتشرد التي يرزح تحت وطأتها منذ مدة بشوارع مدينة بيوكرى . هذا الطفل الذي لم يعد له من مأوى يحضنه ويقيه من البرد القارس سوى أسفل عربة خاصة بإعداد رغائف " المسمن " قبالة قيسارية أيت مزال ، هناك حيث يقدم له صاحب العربة ورفاقه غطاءا ووسادة يلتحف بها إلى أن تنبلج أولى خيوط الصباح فيغادر المكان هائما وتائها وسط الشوارع للبحث عن رزقه وما يسد به رمقه . وبالقرب من تلك العربة توجد " محلبة " يقدم أصحابها كسرة خبز ومشروبات للطفل المسكين الذي لا يتمتم إلا بكلمات متقطعة يلتمس من خلالها الإشفاق عليه وتوفير مأوى له وعيناه دامعتان تشع منهما البراءة التي يعيش بها واقعا لاذنب له فيه . وفي ظل غياب مؤسسات للرعاية الاجتماعية التي تحتضن هذه الفئة المجتمعية بالمدينة ، فإن الطفل لم يعد له أمل سوى الله تعالى والأيادي الرحيمة التي قد تمد له العون بملابس تبعد عنه لفحات البرد الشديد في هذه الليالي القارسة ، وطعاما لسد الرمق . لدى الطفل " أيوب " موعد يومي كل ليلة للخلود للنوم في مأواه الحالي تحت العربة المعلومة يطلق فيها العنان لأحلام طفولة غير عادية ،ويساوره شك في تحققها في ظل الواقع الحالي . فهل من مشفق على حال هذا الطفل ؟