تمثل شجرة الأركان أحد الرموز والثوابت للهوية والأرض المغربية، إذ ظلت من أهم مصادر عيش الساكنة القروية في توفير الحد الأدنى للعيش ، خاصة بالمناطق الفقيرة الموجودة ما وراء الجبال، حتى أصبحت غابات الأركان تمثل أساس البقاء وموردا قارا لدخل الأسر والعائلات. لكن رغم مكانتها الاقتصادية والاهتمام بها من قبل المنظمات والهيئات والجمعيات والتعاونيات التي أسست لحمايتها وترشيد استعمالاتها، والقوانين التي سنت من أجل المحافظة عليها، فإن عوامل تضافرت أخيرا تنذر بخطر يتهدد هذه الشجرة ، منها ما هو طبيعي ومنها ما هو بشري. فبالمنطقة الجبلية لأشتوكة ايت باها وبالخصوص جماعتي تسكدلت وهلالة،حذرت عدة جمعيات و هيئات حقوقية وحزبية من التهديدات التي تواجه هذه الشجرة بسبب تعرض غاباتها للضغط المفرط مما سيؤدي إلى انقراضها لا محالة، إذا لم تكن هناك سياسة استباقية للمحافظة عليها. فقد شهدت هذه المناطق خلال السنوات الأخيرة اجتياحا من طرف الرعاة الرحل لم نرى مثله من قبل ، حيث أدى هذا الزحف المهول خلال شهر غشت من هذه السنة إلى تدمير الشجر والغرس والنبات بجحافل الإبل والماعز والضأن واستنزاف مياه الخزانات وإتلاف ثمار الأشجار،وزعزعة استقرار الساكنة خصوصا أن عدد القطعان يتراوح ما بين 04 إلى 05 أضعاف الطاقة الاستيعابية للغابة، ناهيك عن الأشتبكات اليومية بين الساكنة والرحل . إضافة إلى هذا فان المنطقة عرفت في السنوات الأخيرة حرائق مهولة أتت على مساحات شاسعة من شجرة الأركان وأحرقت الأخضر واليابس . وتساءلت ساكنة هذه المناطق غير ما مرة عما إذا كانت مصالح المياه والغابات كمؤسسة معنية بالقطاع على علم بهذه الانتهاكات البيئية ، ولماذا تراجعت وتركت الساكنة المحلية أما هذه المعضلة؟ كما تساءلت عن مصير المشاريع البيئية المنجزة بالمطقة و المتعلقة بتخليف شجرة الأركان وغرس الصبار بمنطقتي تسكدلت وهلالة والتي خصصت لها ميزانيات مهمة، وتبخرت هذه المشاريع مع الرحل . كما أن الجمعيات سئمت من مراسلة المسؤولين محليا وإقليميا بشكايات وعرائض موقعة من قبل السكان تستنكر فيه ما تتعرض له غابات أركان من تدمير واجتثاث والاستغلال المفرط. الم يحن الوقت بعد لكي تتخذ الجهات المسؤولة كامل مسؤولياتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان ؟ إن الدول مطالبة بالتعجيل لأجراة مضامين الميثاق الوطني للبيئة والتنمية ،وتحريك دواليب الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان لكونها مدعوة إلى الاضطلاع بدور القاطرة في مسار التنمية المحلية والجهوية و مطالبة برفع التحديات للحفاظ على البيئية وتحقيق التنمية بهذه المناطق على الخصوص.