للذاكرة رجالها وللعلم حامليه وللقلم أصحابه ، فان للتاريخ رموز بصموا مواقفهم بالفكر والعلم والبحث فاغنوا الخزانة وأعطوا ما استطاعوا وافنوا حياتهم خدمة للثقافة واللغة والبحث العلمي ، فكانوا رموزا فكرية خالدة أناروا طريق المعارف وأسدوا للإنسان عامة وللوطن خاصة خدمات جليلة ستبقى وضاءة شاهدة على شهامة هؤلاء الفطاحلة النبغاء الذين يعتبر المناضل والمفكر والكاتب والباحث الذكتور "عمر افا " واحد من أبرزهم ان لم نقل واسطة عقدهم . هكذا قرانا ليلة 18 غشت 2011 يوم الاحتفاء والتكريم والعرفان بعطاء الرجل الذي أبلى البلاء الحسن واجتهد بالفكر وناضل بالقلم وحاجج بالكلمة والدليل والبرهان ، هذا التكريم الذي جاء اعترافا وامتنانا من جمعية تايوغت بمعطاءات أستاذ الأجيال الذكتور "عمر افا " لأنه يستحق أكثر من تكريم ، وكان هذا الحدث يوما مشهودا برمزية حضور زملائه الذين وقعوا بحضورهم شهادة استحقاق وتقدير وإجلال للمكرم ، فقيل فيه شهادة وشعرا ونظما ما لا يقال إلا في الافداد والنبلاء والفطاحلة من الاذباء والمفكرين والباحثين المتشبعين بهويتهم المنتصرين لانتمائهم حتى النخاع فالذكتور عمر افا لم يتنكر أبدا لأصله وفصله ولم يتنصل أبدا من هويته وانتمائه الامازيغي منذ بداية مساره التعليمي الابتدائي، الإعدادي ، والجامعي ، فتكونت لديه قناعات لم يحد عنها ابدا بل يزداد بها رسوخا وشموخا فكان حقا واحد من اهل سوس العالمة ذاع صيته بعلمه وذخائره من نفائس الكتب فتجاوزت الحدود وكانت مبحثا ومقصدا للباحثين في بحر المعرفة، فأغنى واثرى المكتبات بمراجع وكتب كانت شهادة قوية قوة فكره وصموده وتتطلعه وبعد نظره في ميدان العلم . فيوم الخميس 18 غشت 2011 سيبقى خالدا في سجل حسنات جمعية تايوغت لاقدامها على صنع هذا الحدث التاريخي والإنساني واستطاعت ان تجمع حول مائدة واحدة مفكرين وجامعيين واكادميين وباحثين وشعراء وأساتذة ليشهدوا شهادة الطوع على ان المحتفى به هو "عمر افا " الإنسان والوطني والسوسي الذي جاهد في حياته ليعطي ويزرع ويغرس بدور المعرفة سيرا على نهج علماء سوس الاجلاء، والمجاهدين والمناضلين والمقاومين ، فيكفي حضور هذا اليوم زخم من اهل المعرفة والفكر من امثال العمداء حسن بن حليمة واالحسين افا واحمد صابر اقرب الناس احتكاكا ومعرفة للرجل في مساره المهني الاكاديمي ، وزاد من حرارة هذه الذكرى حضور شعراء نظموا في حقه قصائد شعرية لم تكن الا شهادة حية وصادقة في حق استاد الاجيال الذكتور " عمر افا " الذي مهما قيل فيه فلأنه اكثر من ذلك بتواضعه وطيبوبته وشمائله التي شهد بها الجميع وصدح بها لسان كل من الفقيه الشاعر ادو ابراهيم والعلامة اليزيد الراضي والشاعر احمد يزيد الكنساني والناظم الامازيغي سعيد اد بناصر وغيرهم ممن اطلق عنان لسانه ليشهد بتلقائية وعفوية في حق" سيدي عمر افا" امثال الباحث احمد بومزكو ومولاي الحسن الحسيني والاستاذ عز الدين بونيت والاستاد الباحث البخاري بودميعة . وما كان هذا القوم ليجتمع على كلمة واحدة هي ان "عمر افا " نابغة زمانه وظاهرة ستبقى حاضرة في الذاكرة الادبية والعلمية والاكاديمية ، الا لانه هو رمز معطاء جاد في عطائه متشبع بالقيم الانسانية النبيلة والفضيلة الاخلاقية ، فكانت كلمته في ختام هذا الحفل كلها تاثر واعتراف بمن صنع الحدث وساهم فيه خاصة جمعية تايوغت التي لم يفوت احد اعضائها الاستاد احمد الطالب الفرصة الا و اشاد ونوه بمجهودات اعضاء المكتب ، شاكرا كل من لبى الدعوة لحضور هذا اليوم المشهود في الذاكرة السوسية.