حاورتها: سارة ڤريرة / ترجمة: أيوب المزين تعتبر وسيلة تَمْزالي واحدة من أهم المناضلات النسائيات في المنطقة المتوسطية. محامية جزائرية متقاعدة ومديرة حقوق النساء في منظمة اليونسكو، تُمضي هذه المرأة يومها مُجنّدة بين التزاماتها السياسية والحقوقية من جهة والكتابة من جهة أخرى. مع إصدار كتابها الأخير: “إمرأة غاضبة – رسالة الجزائر إلى الأوربيين الفاقدين للأوهام” فتحت صفحة جديدة من النقاش حول الحريات، الدّين وحقوق الإنسان. في هذا الحوار، تعود وسيلة لإماطة اللثام عن كل هذه القضايا عبر تقديم عناصر إجابة إضافية ترفع اللّبس عن أسئلة كثيرة مُبهمة. سؤال: تُقدّمين نفسكِ على أنّكِ “نسائية علمانية، مسلمة ومفكّرة حُرّة”. هل من الضّروري اليوم حِيازة تعريف مُماثل، لإضفاء شيء من الشرعية، من أجل التعاطي مع مواضيع حسّاسة مثل علاقة أوربا بالعالم العربي- الإسلامي؟ جواب: لا يتعلق الأمر بالشرعية وإنّما بضرورة تحديد موقع الحديث، فعندما نعرض أفكارا وقناعات يصبح من حق القارئ معرفة الشّخص الذي يتحدث إليه. ثم، من ناحية أخرى، أصبحت المرأة المُسلمة اليوم هي تلك التي تضع الحجاب؛ وبما أنّي لا ألبسه أُجبرُ على قول ذلك، فالإسلام يشكل جزءًا من ثقافتي. يُغفل الأوربيون هذا التعقيد، علما أنّ الخطاب موجه إليهم في نصّي، فيما لا يجدون حرجا في طرح تعقيداتهم علينا. نحن حصيلة ثقافة دينية تخلّلت الحياة الاقتصادية والاجتماعية وكذلك حصيلة مرحلة استعمارية لعبت فيها هذه الهوية الدينية دورا مهما لتمييزنا عن المستعمرين. لابدّ لي إذن من التكلم عن هذا المحيط الثقافي المُسمى ديانة إسلامية، وذلك من خلال تجربتي ومقاربتي العلمانية فأنا علمانية المسار وحُرّة التفكير. أودّ أن أقول بأنّ لي، بخصوص الدين، موقفا نقديا في المساءلة، وهو لا يفيد بالضرورة الإلحاد، مع أنّي مُلحدة. في اعتقادي، يمكن للمؤمنين ويتوجب عليهم أن يكونوا أحرارا في تفكيرهم مع مراعاة كون الدين، كبقية المجالات الإيديولوجية، مجال استفسار مستمر. إن هذا الموقف النقدي هو الذي من شأنه إنقاذ الإسلام، فما يخاله المؤمنون، ويقبلون به، على أنه قادم من الدين يحدده يحدّده الإنسان في حقيقة الأمر. عليهم إذن، كأفراد أحرار، واعين ومسؤولين، من ثقافة دينية وسياسية أيضا – التحرير- أن يطروحوا رؤيتهم للدين، خاصة مع انعدام الطرح الكنسي في الإسلام فمن المفترض أن تكون لكل فرد علاقة حرة مع الله. ذي فكرة الوعي الحديث التي أستعرضها في هذا الكتاب. وأعتقد أنّ حلّ هذه المشكلة ليس لا بيد السّاسة ولا بيد المشرّعين (خاصة فيما يتعلق بالنقاب)، وإنّما بين أيدي المسلمين. وعليهم أنفسهم التعبير عن وعيهم المتقدّم بخصوص كل هذه المواضيع حتى يتسنّى لنا الفرز بين هذه الحركات السّياسية القادمة من العربية السّعودية، والتّابعة للوهابية (إضافة إلى السّلفية التي ولدت في أحضان الوهابية) وبيننا نحن المغاربيون، بهدف استعادة رؤيتنا المغاربية للإسلام وهي مختلفة تماما عمّا يطرحونه. سؤال: إنْ لم يكن عبر السّياسة، فأيّ قناة ستوصِل هذا الصّوت؟ جواب: بالمقاومة ! نتواجد، باعتبارنا مفكّرين علمانيين، في شكل من أشكال المقاومة. لكنّي أتوجه كذلك إلى المعتقدين الذّين يتوجّب عليهم الدخول في المقاومة لإفشال رابط السياسات والدّين. سؤال: في كتابكِ الأخير “إمرأة غاضبة – رسالة الجزائر إلى الأوربيين المتخلصّين من الأوهام” غالبا ما تستشهدين بالمثقّفين الأوربيين أتعلق الأمر بمناضلي اليوم، وأنت قريبة منهم، أو بكتاب ومفكرين أمثال جِيدْ، سارتر أو بوفوار. لماذا توضع التّقدمية وحقوق الإنسان دوما تحت الوصاية الأوربية؟ جواب: لماذا تتحدّثون عن الوصاية؟ لقد صاغ الأوربيون –قبلنا- هذه الأفكار التي نحن بصدد استصاغتها آنيا، لكن ليست هنالك وصاية. نشأت الحركة النّسائية في مكان ما من هذا العالم لكن هذا لا يمنع كونيّتها. ما يجب فعله هو الدّفاع عن هذه الاستقلالية مقابل الاتّهامات القائلة بأننا تحت وصاية الغربيّين، والآتية من طرف أهلنا، ولكن أيضا من طرف الغربيّين الذّين، بادّعاءات قدماء المستعمرين المألوفة، يعيبون علينا تقليديهم. يخالون امتلاك مفاتيح الكون ويعتبرون كلامنا عن المساواة وعن الحرية مجرّد تقليد. وهذا خاطئ. أفكّر اليوم خاصة في حركات التحرير التي تنعش دائما بلداننا، حتى وإن تعلّق الأمر برجال ونساء أميّين لا يعرفون شيئا عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فإنهم ماضون في تعليم أبنائهم، وفي حماية مجموعة حريّات توجد في صلب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. لكن علينا، نحن المثقفين، أن نكون أصحاب المبادرة. فبدون روّاد وبدون نخبة -مع أن هذاّ الطّرح مُحتقر- أقولها، لا يمكن تكوين بلد. وهذا الاحتقار آت من رجال السّلطة لأنّنا ننافسهم في صناعة الفكر، ولكن أيضا من إنتلجينسيا أوربية معيّنة تصوغ اليوم بعض المُسمّيات ضد النخبوية. تؤسس النّخبة الجديدة اليوم سلطتها على التّنكر لنخبويّتها لإعطاء الكلمة للمغمومين. لكنها تبقى دوما هي (النخبة) المتحدثة باسم المظلومين. إنّها مجّرد كلمات منمّقة ممنوحة على الرّغم من أنهم من يواصل تأويل الأمور. نجد اليوم، حتى في الجامعات، تيّارات ما بعد حداثية ترفض، تحت غطاء إعطاء الكلمة للضّحايا –أتعلق الأمر بالمستعمَرين القدامى، المغاربيين ضحايا العنصرية، بائعات الهوى ضحايا الاسترقاق الجنسي أو المثليين ضحايا الرُّهاب المثلي- أن نفكر حول شرطهم كضحايا وأن نسحب الكلمة من أولئك الذّين يأخذون على عاتقهم مهمة الدّفاع لكي نمنحها لهؤلاء “الضحايا“، لكن في النهاية هم أنفسهم (النخبة) من يتحدث. سؤال: في إطار هذا الانشطار، تضعين دوما أصبعك على تعارض غير معقول بين “أوربيين” و”مسلمين”، حيث الملامح الجغرافية والتاريخية للأولين تتواجه مع المفاهيم الثقافية والدّينية للآخرين. أتعتقدين بأنّ أوربا قد بقيت حبيسة تصنيفات العُهدة الاستعمارية؟ جواب: تماما. عندما يأتي الأوربيون إلى الدول العربية لا يرون سوى الدّين والعادات: الكسكس، تعدد الزوجات، طريقة اللباس،.. . يرون سكان هذه الدّول بهذه الطّريقة فقط لحرمانهم من أخذ الكلمة باعتبارهم مواطنين سياسيين، ولذلك فإنهم يحصرونهم في الدّين والثقافة. وينطبق الأمر على كامو أيضا! فقد رفض الاعتراف بهؤلاء النّاس باعتبارهم جزائريين. قبل عشرين سنة خلت، عدت إلى كامو لأنّ مواقفه الأخلاقية، المفيدة والمهمة، حول العنف مسّتني كثيرا. أمّا بخصوص هذه النقطة، فإنه شابه الآخرين. عندما تحدّث عن فقر الجزائريين فإنه أقدم على ذلك عمليا بدافع الإحسان. وهو نفس السّعي الآن: سعي غير سياسي. فكامو أساسا غير سياسي، كما أنه يرفض التاريخ باعتباره تعبيرا عن السّياسة. وقد أنقذني ذلك كثيرا على المستوى الشخصي: اغتيل والدي من طرف الحركة التي كان ينتمي إليها والتي ساهم فيها. ولو أنّي كنت عاجزة عن رؤية ملمح التاريخ لأصبت بالإحباط. طبعا إني حزينة لأنّ ما من شأن أيّ شيء إرجاع والدي إليّ، لكنّي لست محبطة. أخرج من اليأس لأجد قوة في هذه القصّة لتبرير موقفي اليوم. كان لي خال وُلد في القرن التاسع عشر، وكان يقول لي: “أتعرفين، يسمّوننا مسلمين، ولن ننتهي إلى غير كوننا مسلمين فحسب”. وهذا صحيح! فمرحلة ما بعد الاستعمار استمرت على الخط الاستعماري ولم تكن لها أيّ ثورية. إنها نظرية الاستمرارية. يعيدوننا إلى ثقافتنا، الدّينية في جزء منها، لأنها لم تكن غير ذلك في القرنين 18 و19. يبدو الأمر كما لو كنّا نعيد إليزابيث بدَنتير (Elizabeth Badinter) إلى القرن الثامن عشر! مع أنه قد كان قرن الأنوار إلاّ أنّها كانت ستغرق في الدّين، مثل حالنا اليوم. لا يجب اختلاق مفارقة تاريخية. إذا قلت اليوم لمناضلة نسائية مثل سيمون دوبفوار بأنّها ذات أصول يهودية-مسيحية، فذلك ليست بالخَطِرِ، لأنّها عندما بلغت مدرسة الأساتذة كانت قد تحرّرت مسبقا من الدّين. ولكن إنّ أعيدَتْ، على حالها، إلى القرن السابع عشر، فستغرق هي الأخرى في الدّين. علينا أن نتخلّص من هذا الأمر لمصلحة الدّين ولكن أيضا لمصلحتنا، لأنّ دين اليوم –والدّين ليس إلاّ صنيعة النّاس- بمثابة حاجز أساسي لتحرير النّساء. سؤال: بخصوص تلك “المحافل الضخمة” المنظمة تحت شعار حوار الثقافات، والتي لطالما وصفتيها بالجوفاء والكاريكاتورية، تُدينين التوظيفات الإديولوجية وما انبثق عنها من تحالفات سياسية غير طبيعية. “من يستفيد من الجُرْمِ؟”. ستجيبين دون تردّد: الإسلاميون. أليست هذه الإجابة بالاختزالية؟ ألا يستغلُّ القوميون والمحافظون بكل مشاربهم، خاصة اليمين الأوربي، هذا السّياق أيضا؟ جواب: طبعا، أقول هذا أيضا. من الواضح أنّ الأوربيين يوظفون هذه الطّريقة للحفاظ على وصايتهم على كوكبنا، بالتحالف مع السّلط التي تفرض نفسها مُتخلّين عن فكرة إقامة علاقات حقيقية. أتصوّر أنّهم يقولون فيما بينهم بأنّ من الصعب تغيير هؤلاء النّاس ولا داعي إذن للمواصلة. كما أعتقد بأنّهم يحوزون خطابات جدّ عنصرية؛ ابتساماتهم وسلاماتهم لا تزيد الحكّام إلاّ تعزيزا. إنّ حالة النّساء اليوم في هاته البلدان لا تُقبل، فهي فعليا مسألة تتخطى العقل والإدراك. وما كان هذا ليصمد لولا هذه الطريقة التي تطمئن السّلط المتواجدة حاليا بمعيّة حلفاء مثل الشرطة الرّسمية أو السرية. إنه أمر لا يصدّق ! لقد التقيتُ بنساء من حاسي مسعود أُعدمن، عُذّبن واغتُصبن في هذه المدينة النّفطية خلال ليلة كاملة سنة 2001. من هنا استخلصت حقا مقدار الحالة المرضيّة التي كنّا فيها والتي تجعل الحضارة في خطر، فقد بلغنا بصدق الحدّ؛ كأن نرى اليوم البرقع في أوربا، فهذا يعني أننا وصلنا إلى النهاية. أمّا “المحافل الضّخمة” حول حوار الثقافات فقد أقيمت بنيّات حسنة بُغية التّصدي للموقف العنصري لبوشْ بخصوص محور الشّر، لكن نتائج هذه الرؤية كانت كارثية. أعتقد أنّ هنالك شيئا إنسانيا يساهم في كل هذا، لا الحضارة ولا الثقافة ولا حتى مستوى التّنمية. إنّ هذا التخطيط حول المرأة واقعيا مرضيٌّ. على الحكومات الحالية في دول الجنوب، العربية والإسلامية، أنْ تتحرّك. لا يمكن أن نترك الأمور تسير على هذا النّحو. فعندما أتحدث عن الحجاب أو عن البرقع فإنّني أكون في حالات لا توصف، ما دامت قصاصات من قماش ترمز لهذه الوضعية. إنّ الفتيات اللاّئي يضعن هذا ويتحدثّن عن الحرية إنما يشكّلن رمزا مرضيا. سؤال: في ذات الآن، إذا أخذنا نموذج إيران، قبل “الثورة الإسلامية”، نلاحظ أنّ عددا من العائلات كانت ترفض تعليم بناتها في الجامعات. وبعدما أصبحت هذه الجامعة “إسلامية” أضحى بإمكان عدد من هاته الفتيات المُحجّبات إتمام تعليمهنّ الجامعي وارتفعت أعدادهن حتى أنها فاقت أعداد الرّجال. جواب: ما دام مستوى العنف مرتفعا حتى اليوم في إيران فإنّي لا أؤمن قطّ بهذه التّحسنات، وهذا يدّل أيضا على أنّها ليست أفضل وسيلة لبلوغ تقدّم معيّن. فأنا لا أجد أيّ مبرّر للارتياح وأي دافع للقول بأنّ الحجاب سمح للنّساء بالتّطور. إنّها طريقة فظيعة لرؤية التاريخ. أين هو سخطنا؟ لا يمكننا الحديث عن حركة نسائية عندما يخلو القلب من هذا السّخط على حالة النّساء. كما لو أنّنا نقول بأنّ الاسترقاق في أمريكا قد مكّن السّود الأمريكيين من تربية أحسن من نظيرتها لدى السّود في مالي، وأنّ لهذا فضل في تولّي رئيس أسود حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية. سؤال: حتى ننهي، وبما أنّ كتابكِ أولا هو “رسالة من الجزائر”: تتأسفين على ثورة مغدورة في الجزائر لأنّ الاستقلال لم يعقبه تطوّر داخل المجتمع نفسه، خاصة فيما يتعلق بوضعية المرأة. أتعتقدين بأنّ هذا الزّخم التّقدمي قد أجهض تماما اليوم؟ جواب: لا، بما أنّني هنا ! (تبستم) ولست لوحدي. لست شخصا مختصّا بالأهمية أو الشّجاعة. أتمنى بكل بساطة –خاصة مع هذا الكتاب- إعطاء الكلمة لحركة لم تكن منظورة للعين المجرّدة، لأنّنا اليوم، مع تواجد وسائل الإعلام بدون شك، بلغنا رؤى مذهلة حول أسئلة مماثلة. لقد بدأت هذه الحركة، حتى في فرنسا، بحيازة وعي سيء. فقد قالت هيلي بيجي: “لقد خُنّا“. أمّا أنا فأعتقد بأننا ضحية خيانة، والأدلّة هنا: الآن نفهم بشكل أحسن علاقة السّلط خلال حرب التّحرير، فنحن لم نحارب فرنسا فحسب وإنما قاتل ممثلو حرب التحرير بعضهم البعض من أجل السّلطة. وبطبيعة الحال، كما في جميع أوقات الحرب، حالفت أسباب القوّة العسكر الذّين تعاملوا بذكاء شديد منذ البداية لأنّهم فهموا جيّدا بأنّ الهوية القومية والدّينية ستمنحهم حظا أوفر للبقاء بعد الاستقلال. ولذلك قاموا بتقوية هذه الحركة على حساب أخرى أكثر تحرّرًا. عندما حصلت الجزائر على الاستقلال، لم يكن الجزائري فقط ذاك الرّجل الفقير والعاجز مع أنّهم كانوا كثرا (92 % من الأميين). لكن كانت هنالك أيضا نقابات، مجتمع حضري، كُتّاب وموسيقيون، فالجزائر لم تكن في حالة عُري كامل، كما يحالون تصويره لنا الآن. ولهذا تّمت بعد ذلك عملية إخفاء لهذه الأمور لتغييرها بأفكار البعث، في صالح القومية العربية، مع أنّها كانت أكثر قربا من العلمانية منها إلى الدّين (العروبة لا تقطع علاقتها مع الدّين وإنّما توظفه). ولنفكر في الطريقة التي تمّ بها حشد النساء. تحدثتُ قبل قليل عن نساء حاسي مسعود اللّواتي يصارعن أمام المحاكم منذ تسع سنوات وهنّ رمز للنّساء القويّات. لقد تركن بيتوهنّ للعمل في قاعدة بترولية ومن هنّ من تطلقت وبالتالي عليها تدبير أمرها بنفسها. لقد قُتّلنَ خلال تلك اللّيلة بشكل يجعل اثنتين منهنّ على الأقل متشبثتين بخيار الاستمرار في النّضال، وهذا يدّل على أنّ المجتمعات تتطوّر. لقد بلغنا وضعية انفجار، ويجب أن يتغير كلّ هذا. علينا جرد هذا الميراث ومصارحة أنفسنا بأنّنا لسنا تحت وصاية الغربيّين. ما قمنا به هو نقل الحركة النسائية. كان كاتب ياسين يقول: “الفرنسيّة غنيمة الحرب”. وأنا أقول بأنّ حق النّساء هو غنيمة حربي. إنّها ليست نسخة عنهم، فلست استنساخا للحضارة الغربية